أفريقيا برس – الصحراء الغربية. في إطار إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية، شدد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، على أهمية اضطلاع الأمم المتحدة بمسؤولياتها تجاه قضية الصحراء الغربية، معتبراً إياها “قضية تصفية استعمار”. وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ62 لانضمام الجزائر إلى منظمة الأمم المتحدة، أكد عطاف أن القرارات الأخيرة لمحكمة العدل الأوروبية جاءت لتنسف المحاولات اليائسة لطمس ثوابت هذه القضية بهدف تكريس الأمر الواقع الاستعماري.
وأشار الوزير إلى أن “القناعة بوجوب اضطلاع الأمم المتحدة بمسؤولياتها كاملة تبقى ثابتة عندما يتعلق الأمر بقضية الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في القارة الإفريقية وأقدم نزاع في جوارنا الإقليمي”. واعتبر أن انتصار محكمة العدل الأوروبية للشعب الصحراوي ينسف خمسة عقود من المحاولات الفاشلة لطمس معالم القضية الصحراوية.
وأوضح عطاف أن “القرارات الأخيرة من محكمة العدل الأوروبية تؤكد حقائق راسخة أقرتها محكمة العدل الدولية منذ ما يقترب من الخمسين عاماً، وهي أن القضية الصحراوية تبقى قضية تصفية استعمار وأن الشعب الصحراوي مؤهل لممارسة حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره”. وأضاف أن “خرافة الحكم الذاتي لا يمكن أن تؤسس لأي حل، كونها تتنافى أصلاً مع حق تقرير المصير”.
وفي سياق حديثه عن الحلول الممكنة، أكد الوزير أن “التصفية النهائية لهذا النزاع لا يمكن أن تأتي إلا من خلال مسار مفاوضات مباشرة بين طرفي النزاع، جبهة البوليساريو، كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، والمملكة المغربية بصفتها الطرف القائم بالاحتلال الاستعماري”.
كما أبدى عطاف استغرابه من ردود الفعل على قرارات محكمة العدل الأوروبية، قائلاً: “من الغريب أن نسمع أصوات دول أعضاء في هذه الهيئة تحاول إقناعنا بأن الصفقات التجارية تعلو ولا يعلى عليها حين يتعلق الأمر بالصحراء الغربية”.
وذكر أن “العقد شريعة المتعاقدين”، مضيفاً أن “الاتحاد الأوروبي يظهر أن شريعة المتعاقدين تعلو على قواعد القانون الدولي الآمرة، بل وحتى على الأحكام التي تصدرها أعلى هيئة قضائية أوروبية”.
في ختام كلمته، حذر عطاف من أن هذه الاختلافات والبدع تبرر بالعلاقات الاستراتيجية والمصالح القائمة مع المغرب، مشيراً إلى أن بعض الدول التي تدعي حماية مبادئ دولة الحق والقانون تُظهر ازدواجية في المعايير عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب الصحراوي وثروات الصحراء الغربية.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس