سلطانة خيا تروي رحلة عام من العذاب و محاولة تصفيتها جسديا

18
في حوار مع وكالة الانباء الجزائرية, المناضلة الصحراوية سلطانة خيا تروي رحلة عام من العذاب, و محاولة التصفية الجسدية على يد اجهزة القمع المغربية
في حوار مع وكالة الانباء الجزائرية, المناضلة الصحراوية سلطانة خيا تروي رحلة عام من العذاب, و محاولة التصفية الجسدية على يد اجهزة القمع المغربية

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. تمر قرابة سنة كاملة على الاقامة الجبرية التي فرضتها أجهزة القمع المغربية على المناضلة الصحراوية سلطانة سيد ابراهيم خيا و عائلتها, والتي تعرضت خلالها لكل أصناف التعذيب النفسي و الجسدي, كما تعرضت عدة مرات لمحاولة التصفية الجسدية, بسبب دفاعها المستميت عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و رفض فرض سياسة الامر الواقع في الجزء المحتل من الاراضي الصحراوية.

و تروي المناضلة الحقوقية في حوار مع وكالة الانباء الجزائرية, جزء من معاناتها مع وحشية الاحتلال المغربي طوال هذه السنة, تحت جنح الظلام و بالتهديد و الترهيب و الترويع, و تحت أنظار الامم المتحدة و الهيئات الحقوقية الدولية, التي ناشدتها عديد المرات لإنقاذ حياتها و انقاذ الشعب الصحراوي من براثن احتلال غاصب, لم تردعه لا القوانين الدولية و لا الوازع الديني و لا الاعتبارات الاخلاقية.

و أفادت في هذا الاطار بأن قوات الامن المخزنية تفننت خلال عام كامل في ممارسة كل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان, من خلال الاغارات الليلية على المنزل العائلي بمدينة بوجدور المحتلة, خاصة فجرا, لبث الرعب في العائلة. و لعل اخطر ما يمكن ان يحصل لامرأة -تقول- هو اغتصابها بكل وحشية أمام عائلتها, و امها المسنة التي تبلغ من العمر 85 سنة دون ان تستطع حماية بناتها من الاعتداء الاجرامي, مشيرة الى أن والدتها تعاني من عدة امراض مزمنة كالضغط الدموي و السكري, وتتحدث سلطانة خيا بعيون دامعة و بألم كبير عن ما حدث لها منتصف شهر نوفمبر الجاري, خلال الهجوم الخامس الذي شنته قوات الاحتلال المغربي على بيتها فجرا, حيث تسللت عناصر من شرطة الاحتلال المقنعة عبر سطح منزل مجاور لمداهمة منزل العائلة, و خلال اقتحام المنزل أحدثوا أصواتا مرعبة وقاموا بسب أفراد العائلة و شتمهم بكل أنواع الكلام الساقط المعتادة من عناصر قوات شرطة الاحتلال المغربي, وشرعت هذه العناصر بكل وحشية في تحطيم أبواب غرف المنزل و تكسير الأواني و المعدات المنزلية و تمزيق و العبث بمحتوياته و إفساد كل ما وقعت عليه أيديهم من مواد غذائية عبر إفراغها في سلة المهملات.

و بعد الانتهاء من تدمير محتويات المنزل, تضيف, انهالوا بالضرب و الرفس و الركل عليها, وعلى أختيها الواعرة خيا و أم المؤمنين خيا, و والدتهم مينتو الناجم مبيريك, و قبل المغادرة, قامت عناصر الامن المغربية بتجريد سلطانة خيا و شقيقتيها من ملابسهن و شرعن في اغتصابهن, أمام أعين والدتهن العاجزة عن الدفاع عنهن, مشيرة الى أنها ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض كل أو إحدى هؤلاء المناضلات الصحراويات للضرب و التعذيب و الإغتصاب.

و افادت ذات الحقوقية انها تعرضت عدة مرات لمحاولة التصفية الجسدية على يد بلطجية دولة الاحتلال المغربي, إما عن طريق الخنق او الحقن بحقن مجهولة المحتوى أو استهدافها ب”مادة خطيرة”, تسمى الضربان, كما حاول الاحتلال عدة مرات فقأ عينها اليمنى, مذكرة بأنها لا ترى بالعين اليسرى بسبب اعتداء سابق خلال احدى الاحتجاجات الطلابية المناهضة للاحتلال المغربي”.

كما قامت عناصر الاحتلال المغربي بنقل عدوى فيروس كورونا لها و منعها من العلاج, ناهيك عن رمي المنزل بالقاذورات و مواد كريهة الرائحة, و تكسير الاثاث و سرقته, لجعل البيت يفتقر لأدنى مقومات العيش, الى جانب منع الزيارات العائلية و مصادرة هواتف العائلة.

و استنكرت المناضلة الصحراوية ما تتعرض له و عائلتها من تعذيب نفسي و قمع وحشي, بسبب اصرارهم على تحرير الوطن, مشددة على ان ما يحدث في المدن الصحراوية المحتلة من عمليات قمع ممنهجة وصمة عار على جبين الانسانية, جازمة بأن الشعب الصحراوي لن يتراجع عن حقه المشروع في بناء الجمهورية العربية الصحراوية على كامل اراضيه حتى لو كلفه الامر حياته.

وناشدت سلطانة خيا جميع أحرار العالم للتدخل لحماية الشعب الصحراوي الذي يعاني الامرين تحت نير الاحتلال المغربي, قائلة : ما يحدث عيب و عار و نطالب المنتظم الدولي, خاصة الهيئات الحقوقية و على رأسها الصليب الاحمر الدولي, بحماية الصحراويين و انقاذ حياة عائلتي, مبرزة أن المنزل العائلي تحول الى ثكنة عسكرية ممنوع من الزيارات الا من اقتحامات بلطجية الاحتلال المغربي, لتختم في الاخير بنداء استغاثة الى كل المجتمع الدولي و كل الحقوقيين عبر أرجاء المعمورة قائلة : نحن في خطر.. في خطر.. في خطر.. أنقذونا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس