أفريقيا برس – الصحراء الغربية. مثلت الناشطة الصحراوية، محفوظة بمبا لفقير، اليوم الخميس، عبر تقنية الفيديو أمام لجنة حقوق الإنسان والمساواة والإنصاف التابعة للبرلمان الباسكي، بناء على طلب المشرعين الباسكيين.
وقدمت المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان والأسيرة المدنية السابقة، محفوظة بمبا لفقير، موجزا لتجربتها في برنامج الحماية المؤقتة للمدافعات عن حقوق الإنسان بصفة خاصة، وإحاطة تفصيلية شاملة لانتهاكات حقوق الانسان بالأراضي الصحراوية المحتلة، بحضور السفير الصحراوي، محمد ليمام سيد البشير، ورئيسة جمعية أصدقاء الجمهورية الصحراوية بمنطقة آلابا، أسون زوازو.
وبعد تحية رئيسة اللجنة وأعضائها، توجهت محفوطة للحضور بالقول: “قبل أن أتكلم عن وضعيتي وما أعانيه من مضايقات من طرف دولة الاحتلال المغربي وأجهزته البقمعية، أود أن أطلعكم على الوضع الراهن بالأرض المحتلة، حيث يعيش الشعب الصحراوي في سجن كبير، تطوق فيه السلطات المغربية الاقليم بحصار رهيب، وتمنع المنظمات الدولية الحقوقية ووسائل الاعلام من زيارته”.
وأضافت “هنا بالأراضي المحتلة المحتلة لا حقوق سياسية للشعب الصحراوي الذي يطالب بحقه في تقرير المصير كباقي شعوب العالم، ويحرم أفراده من الاستفادة من ثرواتهم الطبيعية (…) نعاني الفقر رغم امتلاكنا أرضٍ غنية بخيرات وافرة”.
كما أبرزت الناشطة الصحراوية الوضع الميداني على الأرض، وما أعقب الخرق المغربي لاتفاق وقف اطلاق النار يوم 13 نوفمبر 2020 من ممارسات قمعية ارتكبتها سلطات الاحتلال انتقاما من المدنيين الصحراويين، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وبالخصوص ما طال النساء الصحراويات اللواتي يعانين من التعذيب والاغتصاب والاعتقال وتشويه السمعة وسط مجتمع محافظ.
ووجهت محفوظة لفقير نداء لطلب الحماية الدولية لنشطاء حقوق الانسان، والمساهمة في حملات وقف نهب الثروات الطبيعية للشعب الصحراوي من طرف دولة الاحتلال المخزنية وكذا الشركات الأجنبية المتآمرة معها.
كما توقفت عند موضوع المعتقلين السياسيين، قائلة: “يعاني اليوم أكثر من 45 معتقلا سياسيا صحراويا بالمعتقلات المغربية الرهيبة، موزعين على 11 سجن داخل القطر المغربي، بعيدين عن مكان تواجد عائلاتهم بمئات الكيلومترات، الشيء الذي جعل أسرهم تعاني الويلات كي تتمكن من زيارتهم لدقائق معدود”.
من جهتها، رئيسة لجنة حقوق الانسان والمساواة والإنصاف عضو الحزب القومي الباسكي، ليكسوري أروزا، التي أثنت على مداخلة المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان، عبرت عن أمنيتها لو تم هذا اللقاء حضوريا للتعرف عن كثب عن واقع الحريات الفردية والجماعية للشعب الصحراوي بالأراضي المحتلة.
كما تناول الكلمة مجموعة من النواب اعضاء اللجنة عن جل الاحزاب السياسية الممثلة بالبرلمان الباسكبي، بما فيهم، ميرين كايستيغي، النائب عن الحزب الاشتراكي الباسكي.
وتحظى التاشطة والأسيرة المدنية الصحراوية السابقة، محفوظة بمبا لفقير، منذ إطلاق سراحها من زنازن الاحتلال المغربية العام 2020 برعاية برنامج حماية الباسك لحماية حقوق الانسان، الذي يعد أداة تضامن سياسية، تهدف إلى حماية المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يرون أن حياتهم أو سلامتهم الجسدية مهددة نتيجة لنشاطهم السياسي أو الاجتماعي الذي يمارسونه ببلدانهم الأصلية، حيث يتم استقبالهم ببلاد الباسك لمدة ستة أشهر تحت رعاية دائرة الضحايا وحقوق الإنسان التابعة لحكومة الباسك، وبإدارة من مؤسسة Zehar-Errefuxiatuekin ، كما وتحظى أيضًا بدعم الوكالة الباسكية للتعاون الإنمائي.
وتتميز وضعية حقوق الانسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية بالكارثية، خاصة منذ إنتهاك المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار نوفمبر 2020، حيث تم الابلاغ عن أزيد من 160 انتهاك للحقوق المدنية والسياسية وحقوق المرأة، وكذلك لاتفاقية جنيف الرابعة في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية؛ وهي الانتهاكات المستمرة بعيدا عن اهتمام العالم بسبب الحصار السياسي والاعلامي المفروض على الاقليم، بالإضافة لعدم توفر مأمورية البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لأي تفويض بمراقبة حقوق الإنسان والتقرير عنها.
وتعد قضية الناشطة الصحراوية، سلطانة خيا، دليل قاطع على تدهور حالة حقوق الانسان، التي أُجبرت على الخضوع للإقامة الجبرية في منزلها بمدينة بوجدور المحتلة، وتم الاعتداء عليها جسديا بمعية شقيقتها ووالدتها البالغة من العمر 84 عاما من قبل آلة البطش المغربية.
وللإشارة، سبق لممثلية جبهة البوليساريو ببلاد الباسك أن راسلت أعضاء البرلمان الأوروبي والممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن الأوربي عندما كانت محفوظة بمبا لفقير أسيرة بزنازين الاحتلال المغربية العام 2020، واستوقفتهم مرات عدة حول الوضعية الصحية المقلقة التي كانت تمر بها حينها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس





