مؤشرات الغاء قرار ترامب حول الصحراء الغربية تتزايد: هل سلمت الولايات المتحدة فعلا الاعلان للامم المتحدة؟

18
مؤشرات الغاء قرار ترامب حول الصحراء الغربية تتزايد: هل سلمت الولايات المتحدة فعلا الاعلان للامم المتحدة؟
مؤشرات الغاء قرار ترامب حول الصحراء الغربية تتزايد: هل سلمت الولايات المتحدة فعلا الاعلان للامم المتحدة؟

افريقيا برسالصحراء الغربية. تتسارع الاحداث لتكشف بوادر فشل الصفقة التي حاول من خلالها المغرب مقايضة التطبيع مع “اسرائيل” مقابل الاعتراف الامريكي بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية.

الجديد هذه المرة غموض حول مصير رسالة كان يفترض ان البعثة الامريكية بالامم المتحدة قد سلمتها يوم 15 ديسمبر 2020 لمجلس الامن وتتضمن اعلان ترامب حول الصحراء الغربية.

مشروع الرسالة احتفل به المغرب ونشر الوزير الاول المغربي سعد الدين العثماني نسخة منه على حسابه على تويتر، معتبرا اياه نصرا للدبلوماسية المغربية حيث الموقف سيدرج ضمن الوثائق الرسمية للامم المتحدة.

موقع صمود تتبع مسار الرسالة التي لم تنشر الى غاية اليوم ضمن الوثائق الرسمية لمجلس الامن الدولي وخلص الى الاحتمالات التالية :

-ان الرسالة لم تخرج اصلا من مكتب البعثة الامركية الدائمة بالامم المتحدة وبدل من تسلميها للامم المتحدة تم تسريب نسخة من مشروعها للمغرب لتشجيعه على تسريع اجراءات التطبيع، فكيف يمكن لمجلس الامن التي تعتبر الولايات المتحدة الدولة القوية داخله رفض تعميم ونشر رسالة بهذه الاهمية؟  فما تفسير عدم نشر رسالة مر على تسليمها اكثر من 15 يوما؟.

-الاحتمال الثاني نجاح الضغوط التي مارستها الدول المؤثرة داخل مجلس الامن الدولي كروسيا الصين المانيا وبريطانيا  جنوب افريقيا والتي حذرت من فقدان الولايات المتحدة لدورها بصفتها حامل القلم بخصوص القررات المتعلقة بالصحراء الغربية، فضلا عن الاجماع الدولي الرافض لقرار ترامب.

البروفيسور في العلاقات الدولية بالجامعة  الأمريكية في إيكس أون بروفانس بفرنسا, أبوبكر جماعي, كشف أن هناك تغييرا في خطاب  الدبلوماسية الأمريكية حول مسألة الصحراء الغربية, منذ اجتماع مجلس الأمن  الدولي الأخير .

وقال جمعي أن التغيير المسجل في نبرة – خطاب الدبلوماسية الأمريكية – راجع إلى الاجتماع  الذي عقده مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين الماضي حول التطورات في الصحراء الغربية, بطلب من ألمانيا”.

وأضاف قائلا “أتصور أن الدبلوماسية الأمريكية قد لاحظت أن القوى الأخرى التي تكون مجلس الأمن, وباقي أعضاء المجلس, لا يؤيدون قرارها, وأن ما فعله ترامب من خلال إعلان رئاسي بسيط, يمكن التراجع عنه بسهولة من قبل الرئيس المنتخب جو بايدن”, مشيرا إلى أن هذا الأخير “يمكن أن يتحجج بكون أن الموقف (إعلان ترامب)  بعيد عن تحقيق الإجماع بين أولئك الذين يقررون بخصوص الصحراء الغربية”.

وكان خطاب رئيس الدبلوماسية الأمريكية, مايك بومبيو, خلال حديثه عن افتتاح “بعثة دبلوماسية افتراضية” في الصحراء الغربية – وفقا لما نص عليه إعلان الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب, القاضي بالاعتراف ب”السيادة” المزعومة للمغرب على الأراضي الصحراوية المحتلة – قد شهد تغيرا ملحوظا, و”كان مدروسا أكثر”, حيث تحدث عن ضرورة عقد مفاوضات سياسية بين أطراف النزاع في الصحراء الغربية.

وأكدت مصادر دبلوماسية أمريكية, إمكانية إلغاء هذا القرار من قبل إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن – الذي سيستلم رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ابتداء من 20 يناير المقبل, كونه يخالف مبدأ أساسي للولايات المتحدة الأمريكية  وهو دعم الحق في تقرير المصير.

وكانت صحيفة الكونغرس “ذوهيل” كشفت في مقال تحليلي نشر مؤخرا ان اعلان الرئيس المنتهية ولايته دولاند ترامب حول الصحراء الغربية اصطدم بمعارضة قوية من الحزبين الجمهوري والديمقراطي ومن المجتمع الدولي.

وأكدت الصحيفة في مقال لها ان اعلان ترامب أسقط عقودًا من الوساطة المتعددة الأطراف حاول من خلاله ترامب إضفاء الشرعية على الاستيلاء على الأراضي بالقوة في انتهاك صارخ للقانون الدولي.

وقالت الصحيفة ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب “إليوت إنجل” أعرب عن قلقه من الإعلان مؤكدا انه سيؤثر على عملية الأمم المتحدة ذات المصداقية والمدعومة دوليًا لمعالجة النزاع في الصحراء الغربية

وأكدت صحيفة الكونغرس ان الإعلان اثار توبيخًا قويًا من السناتور جيمس إينهوف، رئيس لجنة الدفاع والامن بمجلس الشيوخ وهو حليف للرئيس ترامب حيث  وصف الإعلان الاعتراف بادعاءات الرباط بشأن الصحراء الغربية بأنها “صادمة ومخيبة للآمال للغاية”.

وعلى المستوى الدولي أوضحت صحيفة الكونغرس ان الإعلان يواجه معارضة دولية حيث أكد الاتحاد الأوروبي تمسكه بجهود الأمم المتحدة لحل النزاع وكذا الموقف من الوضع النهائي للصحراء الغربية.

وأكدت الصحيفة ان الرئيس المنتخب “جو بايدن” شدد على الحاجة إلى إعادة الانخراط والتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة، لحل النزاعات عبر العالم.

وانتقد مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، الذي قاد الجهود لاستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو وشارك في الجهود الأممية حول قضية الصحراء الغربية طوال سنوات التسعينيات، اعتراف الرئيس ترامب بادعاء المغرب حول الصحراء الغربية.

وكتب بولتون على تويتر: “كان ترامب مخطئًا في التخلي عن ثلاثين عامًا من السياسة الأمريكية بشأن الصحراء الغربية لمجرد تحقيق نصر سريع في السياسة الخارجية”. كان من الممكن التوصل إلى اتفاق “إسرائيل”ي مغربي دون التخلي عن التزام الولايات المتحدة بالاستفتاء على مستقبل الصحراء الغربية.

وحذر مدير مبادرة شمال إفريقيا مع المجلس الأطلسي، كريم مزران من تداعيات تحول السياسة الأمريكية والذي قد يسهم في زيادة التوتر والقتال في المنطقة، خاصة مع اندلاع اشتباكات بالصحراء الغربية منصف شهر نوفمبر الماضي.

وكان رئيس مجموعة الأزمات الدولية، روب مالي ، المقرب من وزير الخارجية القادم توني بلينكين وقد ينضم إلى إدارة بايدن ، قال لصحيفة نيويورك تايمز إن بايدن يمكن أن يتراجع أو يضعف أجزاء من صفقات التطبيع مع ترامب التي تتحدى الأعراف الدولية كحالة الصحراء الغربية.