مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة مشاورات حول الصحراء الغربية

38
مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة مشاورات حول الصحراء الغربية
مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة مشاورات حول الصحراء الغربية

نفعي أحمد محمد

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. من المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات حول بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية “مينورسو” مساء الأربعاء، تنفيذا للفقرة 10 من نص القرار 2602 الذي تبناه مجلس الأمن في 29 أكتوبر 2021 والذي طالب فيه الأمين العام أن يقدم إحاطات إلى المجلس على فترات منتظمة في غضون ستة أشهر من تاريخ تجديد ولاية بعثة المينورسو .

جولة ديمستورا للمنطقة في إحاطة أممية

ومن المتوقع أن يقدم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ستيفان ديميستورا إحاطه حول نتائج الزيارة التي قام بها إلى المنطقة جانفيي الماضي، بينما سيقدم الممثل الخاص للأمين العام للصحراء الغربية ورئيس بعثة المينورسو إحاطة حول التطورات الميدانية في منطقة البعثة في ظل حالة الحرب الجارية بعد قيام الاحتلال المغربي بنسف وقف إطلاق النار يوم 13 نوفمبر 2020.

البوليساريو تلتقي الوسيط الأممي قبيل الجلسة

وفي مقر الأمانة العامة للأمم المتحدة بنيويورك التقى الدكتور سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة ومنسقها مع المينورسو، بدي ميستورا، في مباحثات أطلعه خلالها عمار على موقف جبهة البوليساريو بشأن عملية الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية من بين جملة القضايا الراهنة على مستوى المسألة

تقرير المصير السبيل الوحيد لتسوية النزاع وفق المواثيق والقرارات القارية والدولية

وكانت جبهة البوليساريو قد أكدت على أن السبيل الوحيد للمضي قدماً في سبيل التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لمسألة إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية هو تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية ولقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.

رهان صحراوي ضئيل على الجلسة

يرى الكثير من الصحراويين أن جلسة المشاورات لن تكون إلا على شاكلة سابقاتها، في وقت يتطلعون فيه إلى ضرورة ان تطبق البعثة الأممية المينورسو مأموريتها التي تأسست من أجلها، حيث تحمل إسمها من تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، على الرغم من تجديد ولايتها بشكل متكرر على مدار واحد وثلاثين عاما دون أن تشمل مراقبة أو التقرير عن وضعية حقوق الإنسان بعد الدعوات الصحراوية والدولية العديدة في هذا الشأن، حيث تظل البعثة الأممية الأممية الوحيدة في العالم التي تستثني منظومة الحقوق من تخصصاتها.

وجود أممي على المحك بفعل عودة الحرب

ومنذ أحداث منطقة الگرگرات جنوب الصحراء الغربية، بات وجود البعثة الأممية لتطبيق الاستفتاء في الصحراء الغربية “Minurso” على المحك، بفعل انهيار عملية وقف إطلاق النار التي إضطلعت الهيئة على مراقبتها طيلة ثلاثين عاما او ما كانت تُعرف بالقبعات الزرق، وما طال سهولة حركتها ميدانيا بفعل الأعمال القتالية اليومية من الجانبين، حيث وثق تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأخير بعض تلك الأحداث نقلا عن البعثة التي أصبح وجودها الآن أكثر من ضرورة، وهو ما يفسر الإبقاء على مكونانها المدنية والعسكرية والتقنية إلى غاية اللحظة.

تباين مواقف الأعضاء وبريطانيا تترأس الهيئة دوريا

في جلسة دعت إليها المملكة المتحدة البريطانية التي ترأس مجلس الأمن الدولي دوريا، من المتوقع أن تظل فرنسا وفية للدفاع عن الطرف المغربي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية التي تُعتبر حاملة القلم في صياغة التقارير والمسودات حيال الملف، تحت إدارة جو بايدن قد لا تبدو بذلك الإندفاع الذي حذته واشنطن بفعل تركة الرئيس السابق دونالد ترامب والذي وضع خلفه في ورطة فعلية في آخر لحظات إدارته للبيت الأبيض بعد تورط الرباط لما بات يعرف باتفاقيات آبراهام، في وقت تبدو فيه روسيا التي تواجه العالم الغربي بفعل تداعيات أزمة أوكرانيا، الطرف صاحب الموقف المنتظر إما امتناعا أو تحفظا مثلما حدث خلال الجلسات الأخيرة إزاء النزاع، على الرغم من الخطوات المغربية الأخيرة الرامية لاستمالة موسكو أو ضمان تلافي مواجهتها على الأقل بحسب مراقبين، وهو ما جسدته المملكة بغيابها عن آخر عمليتي تصويث أمميتين في الجمعية العامة حول الأزمة الروسية الأوكرانية، وهنا الحديث عن مسألة العقوبات و العضوية الروسية حقوقيا، فيما تطل بكين آخر المعنيين في النزاع زمنيا، غير أن تقارب محور موسكو-بكين قد تكون له تأثيراته في جلسة اليوم.

موقف إسباني مفاجئ وأصدقاء للجمهورية الصحراوية بصفة العضوية غير الدائمة بالهيئة

ومع أن إسبانيا لا تحوز العضوية الدورية بالمجلس الدولي، إلا أن خطوة بيدرو سانتشيز رئيس الحكومة الإسبانية العمالية الداعمة للمقترح المغربي في الصحراء الغربية قد تلقي بظلالها في مداولات المجلس، ليس كون مدريد عضوا لما تُسمى مجموعة أصدقاء الأمين العام في قضية الصحراء الغربية فحسب، وإنما أيضا باعتبار إسبانيا في نظر القانون الدولي تظل القوة المديرة للإقليم حتى تسويته كقوة استعمارية سابقة خرجت من المشكل لتخدله نفقا جديدا من عدم التسوية.

وتعقد الجلسة بعضوية كينيا والمكسيك اللتان تعترفان كليا بالدولة الصحراوية، بالإضافة إلى النرويج المنفتحة بشكل أكبر على قضايا حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، حيث دعت مرارا إلى ضرورة إحترام حقوق الشعب الصحراوي المشروعة في تقرير المصير وحماية حقوق الإنسان، في تشكيلة أممية تتباين ردود فعل بلدانها من النزاع وتطوراته.

وفي وقت من المرجح أن تواصل إيرلندا جهودها الداعية لإستئناف المفاوضات بين طرفي النزاع لإيجاد تسوية نهائية عادلة وعاجلة للنزاع في الصحراء الغربية، فإن الانظار تتجه إلى ممثل شمال القارة الأفريقية وأقرب الأعضاء إلى الصراع، خاصة بعد امتناع تونس عن التصويت على القرار الأخير حيال البعثة الأممية، في وقت أكد فيه مستشار رئيس الجمهورية التونسية وليد الحجام، أن بلاده الملتزمة بالشرعية الدولية وبدور الأمم المتّحدة في صون السلم والأمن الدوليين، مؤكدة “دعمها الكامل للجهود الدؤوبة للأمين العام للأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء الغربية وللدور الهام الذي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس