نفعي أحمد محمد
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أُستقبل مسؤول العلاقات الخارجية والإعلام والإتصال بإتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب المامي لعبيدي بالأمين العام للجان العمالية (Comisiónes obreras) أوناي سوردو (Unai Sordo) والمكلفة بالخارجية بالمنظمة كريستينا ثيفوينتس (Cristina Cifuente) في لقاء حضره ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا عبد الله العرابي وتناول آخر مستجدات القضية الصحراوية على كافة الواجهات.
اللقاء الذي جرى بمقر المنظمة الإسبانية بالعاصمة مدريد ، عبر خلاله مضيفو الوفد الصحراوي عن إدانتهم الشديدة لخطوة رئيس الحكومة في البلاد بيدرو سانشيز ضد الشرعية في الصحراء الغربية ، مطالبين إياه بضرورة الإمتثال لمقتضيات القانون الدولي والعودة لجادة الصواب والعمل على دعم الجهود الأممية الرامية لإيجاد تسوية عادلة وعاجلة لمسألة الصحراء الغربية بما يمكن الشعب الصحراوي من حقوقه المشروعة في تقرير المصير والإستقلال.
ودعا الطرفان حكومة سانشيز إلى الوفاء بإلتزاماتها الكبيرة المترتبة عن الحقبة الإستعمارية الإسبانية في إقليم الصحراء الغربية ، حيث خرجت مدريد فوضويا دون تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والذي لا يموت بالتقادم ، إذ تظل إسبانيا المسؤولة المباشرة في نظر القانون الدولي عن الوضع الحالي للإقليم ومعاناة شعبه ، وعليها أن تساهم في حلحلة النزاع ، لا تعقيده بشكل أكبر.
وأطلع الطرف الصحراوي مضيفيه ، على آخر مستجدات القضية الصحراوية وبخاصة تداعيات الحرب بعد إستئنافها ردا على الخرق المغربي لقرار وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر 2020 ، وما تخلفة من وضعية إنسانية وحقوقية صعبة في الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية.
وأبرز المسؤول العمالي الصحراوي واقع العمال الصحراويين تحت الإحتلال وما يعانوه من مضايقات وخروقات يومية فضلا عن سياسات الرباط الممنهجة لإقصاء وتفقير وتهميش أصحاب الأرض من حملة الشهادات والكفاءات الشابة وتشجيع الاستيطان وتغيير المعادلة الديموغرافية، حيث تعمد دولة الإحتلال إلى نهب الثروات الطبيعية الصحراوية بتواطيء أوروبي فاضح ومناقض لقرارات المحاكم الدولية بما فيها الأوروبية نفسها ، والتي إشترطت موافقة الشعب الصحراوي الذي يعد الشعب الفقير في أرضه الغنية.
وأشار السيد لعبيدي إلى الواقع الإنساني المعقد بمخيمات اللاجئين الصحراويين ، بفعل تداعيات جائحة كورونا والتطورات الاخيرة التي شهدتها القضية الصحراوية، متوقفاً في الوقت نفسه عند نضال الشعب الصحراوي وقدرته على الصمود على الرغم من تعدد فصول معاناته في كل هذه السنين، حيث هدفت الدولة الصحراوية إلى الاهتمام بالإنسان، واستطاعت أن تؤسس لتجربة بناء دولة في المنفى وهي تناضل من أجل تحرير الأرض وتحقيق الكرامة.
بدوره ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا العرابي نوه بمواقف المنظمة التاريخية والمرافقة الدائمة لكفاح الشعب الصحراوي العادل في الحرية والإستقلال ، مبرزا أن الطرف الصحراوي يسجل بعرفان ردود الفعل الإسبانية الغاضبة حيال خطوة سانشيز ، حيث يدرك الصحراويون أنهم لا يسيرون لوحدهم في نضالهم البطولي.
وتباحث الجانبان في المسار التضامني الحافل الذي ميز تاريخ المنظمتين، وسبل تعزيز التعاون الثنائي المشترك.
وكانت اللجان العمالية عبر كافة تمثيلياتها ومكاتبها في إسبانيا قد أصدرت بيانات تنديدية بمضامين رسالة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب، معربين عن أسفهم للخطوة ، محذرين في الوقت ذاته من تداعياتها الخطيرة على إسبانيا والمنطقة برمتها.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس