أكد ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا، أبي بشراي البشير، أن مقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كمبادرة للحل في الصحراء الغربية “ينطلق من تصور خاطئ لا يمكن أن يساهم في الحل، كونه يأتي شرطا، وهو الشيء الذي يتناقض مع قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى الدخول في مفاوضات مباشرة، بحسن نية وبدون شروط مسبقة”.
وأوضح الدبلوماسي الصحراوي خلال نزوله ضيفا على برنامج ’’معكم مع الحدث‘‘ الذي تبثه إذاعة مونتي كارلو الدولية، أن ’’جوهر نزاع الصحراء الغربية والمساعي لتسويته تتعلق بمسألة السيادة على الإقليم، ووضعه النهائي الذي يعود للشعب الصحراوي وحده الحق غير القابل للتصرف في اتخاذ القرار بشأنه (..) وهو ما يجعل مسألة تقرير المصير حق أصلي وحجر الزاوية في المسار برمته”.
وفي تصريح صحفي عقب انتهاء مباحثات جنيف، أعرب أبي بشراي البشير عن أمل جبهة البوليساريو بأن تكون الطاولة المستديرة التي انتهت أشغالها مساء اليوم في جنيف، قد حققت هدفها في كسر جليد الجمود وشكلت خطوة للشروع في المسار التفاوضي بين طرفي النزاع من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، وإنجاح مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الرئيس هورست كوهلر.
كما أكد الدبلوماسي الصحراوي على أن تمسك المغرب بمقترح الحكم الذاتي، بالإضافة إلى كونه اشتراطا، عكس قرارات مجلس الأمن الدولي، إلا أنه لا يمكن أن يشكل تصورا في الحل، لانطلاقه -يضيف أبي بشرايَ- من تصور خاطئ مسبق يتعلق بامتلاك السيادة، وهو ما ترفضه كل من الأمم المتحدة، الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وكذا جميع دول العالم، مضيفا أن المقاربة السليمة والديمقراطية هي ’’وضع هذا الخيار كخيار ثالث أمام الشعب الصحراوي في استفتاء لتقرير المصير للإختيار‘‘.
وجدد الدبلوماسي الصحراوي التأكيد على أن ’’توفر الإرادة السياسية لدى المغرب للحل، هي مفتاح نجاح المسار الجديد، لأن غيابها في الماضي -يضيف- كان السبب الرئيسي والوحيد في تعثر كل التجارب السابقة’‘.