ندوة بجنيف تكشف تعذيب الاحتلال المغربي للصحراويين

4
ندوة بجنيف تكشف تعذيب الاحتلال المغربي للصحراويين
ندوة بجنيف تكشف تعذيب الاحتلال المغربي للصحراويين

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. ألقى المدافع الصحراوي عن حقوق الإنسان حسنّا أبّا كلمة يوم الأربعاء خلال ندوة دولية عقدتها منظمات دولية بدعم من البعثة الدائمة لجنوب أفريقيا بجنيف حول وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين، أبرز فيها العواقب الوخيمة والمستمرة للاعتقال السياسي في الصحراء الغربية، مشدداً على المعاناة التي يكابدها ليس فقط المعتقلون أنفسهم بل أيضاً أسرهم.

وقال حسنا أبّا أنه “لا يمكن فصل قضية الاعتقال السياسي في الصحراء الغربية عن الغزو المغربي عام 1975. فالاعتقالات التعسفية للصحراويين في الأراضي المحتلة تتجاهل القانون الدولي وتشكل في الواقع عمليات اختطاف.”

وذكر بأن حوالي 32 سجيناً سياسياً صحراوياً يقبعون حاليا في عدد من السجون المغربية، وغالباً ما تكون هذه السجون على بعد مئات الكيلومترات من أسرهم، مضيفا أن أقرب مؤسسة سجنية تبعد ما يقارب 600 كلم عن منازل المعتقلين، مما يزيد من معاناة الأسر والمعتقلين معاً.

وسلّط الناشط الصحراوي الضوء على وضع مجموعة أكديم إزيك، التي تواجه ظروف اعتقال قاسية منذ 15 عاماً، رغم قرارات الفريق الأممي العامل المعني بالاعتقال التعسفي ولجنة مناهضة التعذيب، التي أدانت ممارسات المغرب وأكدت عدم شرعية اعتقالهم.

وأشار إلى نمط من الانتقام المنهجي، بما في ذلك الحرمان من التعليم ومصادرة المواد الدراسية، وتقييد الزيارات العائلية التي تُجرى غالباً في ظروف مهينة حيث يتعرض الأقارب لتفتيش مذل، إضافة إلى ضغوط اقتصادية مثل تعليق رواتب أفراد العائلات بسبب دعمهم للمعتقلين أو تعاملهم مع هيئات أممية.

كما اعتبر أن السلطات المغربية تستعمل حظر الاتصالات الهاتفية حتى لمنع المعتقلين من تقديم واجب العزاء في وفاة ذويهم، مما يعزلهم عن مجتمعاتهم، فضلاً عن مضايقة الأسر عبر الترهيب والمداهمات والاعتداءات، كما حدث مع عائلات السجينين محمد بوريال ومحمد لمين هدي.

وأوضح حسنا أبا أن المعتقلين في سجون مثل تيفلت والقنيطرة يعانون من الحبس الانفرادي، والتعذيب النفسي، وتقييد الاتصال الهاتفي، والإهمال الطبي المتعمّد، وهو ما يشكّل خطراً يهدد حياتهم.

وقال: “إن السجناء عالقون بين مخاطر صحية تهدد الحياة، وسوء معاملة مستمرة، وحرمان من أبسط الحقوق، وبيئة سجنية خالية من الكرامة.”

واختتم المدافع الصحراوي عن حقوق الانسان كلمته بالتأكيد أن هذه الممارسات تشكل عقاباً جماعياً في انتهاك للقانون الإنساني الدولي، داعياً المجتمع الدولي إلى تنفيذ قرارات الأمم المتحدة بشأن معتقلي أكديم إزيك وغيرهم، والضغط دبلوماسياً على السلطات المغربية لضمان حقوق المعتقلين، والاعتراف بالأسر التي تعيش تحت مضايقات وحرمان منهجي.

وأضاف: “إن قضية السجناء الصحراويين ليست مجرد قضية لأفراد خلف القضبان، بل هي قضية شعب بأكمله تحت الاحتلال، شعب يستحق العدالة والحرية والكرامة.”

وجدير بالذكر أن هذه الندوة الدوية قد نظمت من طرف منظمة فرونت لاين، ومنظمة والخدمة الدولية لحقوق الإنسان ومؤسسة رافتو، بدعم من البعثة الدائمة لجنوب إفريقيا. وقد حاضر في هذه الندوة كل من البروفيسور مادس أنديناس، الرئيس السابق للفريق الأممي العامل المعني بالاعتقال التعسفي، والمدافعون الصحراويون عن حقوق الإنسان إبراهيم موسييح وحسنا أبّا والمحفوظ بشري.

وأدارت الجلسة المحامية النرويجية تون سورفون مو، مع كلمة افتتاحية من قدمتها ممثلة فرونت لاين، في حين اختُتمت الندوة بكلمتين لكل من تشولوفيلو تشيولي، نائب الممثل الدائم لجنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة في جنيف، والمدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان الغالية دجيمي. (واص)

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس