6

الصحراء الغربية – افريقيا برس. طالبت مجموعة من المنظمات الوازنة في ألمانيا المندوب الدائم لألمانيا الإتحادية لدى الأمم المتحدة بنيويروك، السفير كرستوف هيوسجن، بالتصدي لأية محاولات من قبل فرنسا وباقي الأعضاء في المجموعة التي تصف نفسها ب”أصدقاء الصحراء الغربية” داخل مجلس الأمن كي لا يتم دفن العملية السياسية الأممية في الصحراء الغربية تحت مبرر “الأمر الواقع” كبديل عن حق تقرير المصير للشعب الصحراوي وتصفية الإستعمار من هذا البلد الأفريقي.

ودعت هذه المنظمات الألمانية في رسالة مفتوحة إلى كل من مندوب بلادها لدى الأمم المتحدة ووزير الخارجية هايكو ماس، الأمم المتحدة وجميع الدول الأعضاء بما فيها ألمانيا الإتحادية إلى الالتزام بتمهيد الطريق لبعث المفاوضات المتوقفة من أجل التوصل إلى حل سياسي عادل ونزيه، يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير والاستقلال، وفق قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة.

كما أعربت الرسالة، عن القلق البالغ إزاء الأسلوب الذي تدار به العملية السياسية داخل مجلس الأمن والتي اعتبرتها أقرب إلى الفشل، على الرغم من أن قضية الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار واضحة ولا لبس فيها، مشيرة إلى أن الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، جبهة البوليساريو، قد عبرت في عدة مناسبات عن خيبة أملها إزاء تهاون المجلس فيما يتعلق بالاحتلال غير القانوني العسكري والوحشي من قبل المغرب لأجزاء من الصحراء الغربية، وغياب إرادة حقيقة لتنظيم استفتاء تقرير المصير وإنهاء هذا النزاع.

إلى ذلك تضيف المنظمات، أن سماح الأمم المتحدة للمغرب بمواصلة ترسيخ احتلاله وعرقلة عملية السلام ينتهك حقوق الانسان الأساسية ويشكك بشكل متزايد في مصداقية الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن عدم وجود تدابير لإيجاد حل عادل للنزاع يجبر أجيالا كاملة من الصحراويين على العيش في مخيمات للاجئين بالاعتماد على المساعدات الإنسانية، في الوقت الذي يواصل المغرب وبعض شركائه الأوروبيين استغلالهم غير الشرعي للموارد الطبيعية للإقليم في إنتهاك للقانون الدولي.

من جهة أخرى، نبهت الرسالة إلى الضغوط الهائلة التي تواجهها جبهة البوليساريو من قبل الشباب الصحراوي من أجل العودة للكفاح المسلح، بسبب الاحباط الذي يعانيه الشباب نتيجة غياب إرادة حقيقة لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن في إنهاء هذا النزاع، وهو ما سبق أن أشار إليه وزير الدولة في الحكومة الألمانية، نيلز أنين، أمام البرلمان الألماني يوم 28 يونيو 2018 إذ قال “بأن عدم وجود آفاق أمام الصحراويين، يغذي الحجج لصالح استئناف الكفاح المسلح، ويجعل القيادة المعتدلة للبوليساريو أمام صعوبة المواصلة في العملية السياسية الحالية”.

وشددت المنظمات في رسالتها على ضرورة الإسراع في تعيين مبعوث خاص جديد، وعلى أهمية تقديم الحكومة ألمانية الدعم الكامل للعملية السياسية التي تشرف عليها الأمم المتحدة من أجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير وإنهاء النزاع.