“اتحاد العمال يحتفل باليوم الوطني للعمال الصحراويين”

11
"اتحاد العمال يحتفل باليوم الوطني للعمال الصحراويين"

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. خلد الاتحاد العام لعمال الساقية الحمراء ووادي الذهب اليوم الاثنين، اليوم الوطني للعمال الصحراويين المصادف للذكرى الحادية والخمسين للعملية الفدائية لنسف الحزام الناقل للفوسفات.

الحدث الذي حضره أعضاء من الأمانة والحكومة والمجلسين الاستشاري والوطني ووفد عن اتحاد العمال الجزائريين، طبعه عديد المداخلات والكلمات الممجدة للحدث ودلالاته، ودور العمال الصحراويين الكبير في تأجيج النضال والمساهمة الواضحة في مسيرة الشعب الصحراوي من أجل نيل حريته واستقلاله.

وفي هذا السياق، أكد الأمين العام لاتحاد العمال نفعي أحمد محمد أن الاحتفال بهذا الحدث الهام هو احتفال بـ”حملة قضية عادلة تروم الكرامة والحرية والاستقلال الكامل في كنف دولتنا المستقلة، ولم يكن مهنة أو وظيفة بمفهومها الاجتماعي والاقتصادي والخدماتي، بل واجب نضالي امتشقه الشعب الصحراوي عاملاتِ وعمالاً لأجل التحرير، لأجل كرامة الإنسان وحرية الأرض من كل أشكال التوسع والأطماع والاستعمار والسلب”.

وأبرز المتحدث أن اقتران يوم كهذا بمحطة مفصلية من كفاح شعبنا المقاوم في واحدة من بطولات المقاومة الوطنية المتجذرة، تؤكد أن التضحية العمالية بمسارها الحافل وتاريخها المجيد، تظل الخزان والمعين الذي لا ينضب ورهانا في كل الأزمنة والعصور، مشيرا إلى أن الذكرى تحيلنا إلى التحديات المضاعفة والصعاب الجمة التي يكابدها عمالنا بفعل مأساة اللجوء وتحت الاحتلال ويدا عاملة رخيصة وخارج مساطر القانون، في مقابل آلاف المعطلين الصحراويين أو المهجرين قسراً خارج وطنهم.

وعاد الأمين العام لاتحاد العمال، إلى حدث العشرين أكتوبر 1974 الذي أسس مبكراً لمعركة الثروات الطبيعية وسياقاتها التاريخية ومناهضة بل ومجابهة أسباب التواجد الاستعماري الآثم في بلادنا، وما شهده ملف الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وجوانبها القانونية التي أوصلت الطامعين والطامحين إلى لي ذراع الشرعية وتقويض مواثيق القانون والشرعية الدوليين.

وأهاب السيد نفعي أحمد محمد بكافة العمال والعاملات الصحراويين في ظل ما تشهده قضيتنا وما يعيشه عالم اليوم من تحديات وتجاذبات، إلى مضاعفة الجهود وتوحيدها حتى نيل الشعب الصحراوي لحريته.

أما المحافظة السياسية لجيش لتحرير الشعبي الصحراوي، فقدمت إحاطة عن عملية نسف الحزام الناقل للفوسفات في العشرين أكتوبر 1974 من طرف مجموعة من العمال الصحراويين، وهي العملية التي شكلت ضغطا على الحكومة الاستعمارية الإسبانية وجعلتها تدرك قوة جبهة البوليساريو في قيادة وتأطير الصحراويين نحو هدف واحد هو الاستقلال الوطني وإنهاء الاحتلال.

وثمنت المحافظة نضال الاتحاد العام للعمال ودوره المحوري في معركة الشعل الصحراوي من أجل فرض وجوده.

بدورها، أكدت الأمينة العامة لوزارة الأفراد والوظيفة العمومية وترقية الإدارة، أن اليوم الوطني للعمال المواقف 20 أكتوبر يشكل محطة هامة لتجديد التأكيد على السير قدما على درب أولئك الأبطال الذين سطروا تلك الملحمة التاريخية، مبرزة أن العلاقة بين الوزارة واتحاد العمال علاقة تجمع بين مسؤوليات العمال وواجباتهم والدفاع عن حقوقهم وتحسين مستوياتهم.

وفي ختام المراسيم، تم تنظيف ندوة فكرية حول العملية البطولية لنسف الحزام والعمل الحقوقي ودور العمال الريادي في قيادة الشعوب نحو الحرية.

وفي كلمتها بالمناسبة، قدمت عضو الأمانة الوطنية المكلفة بأمانة التأطير والمنظمات الجماهيرية والمجتمع المدني أنكية سالم الداف، إحاطة حول مغازي ودلالات الحدث ودعت إلى استثمارها في دعم مسيرة الشعب الصحراوي نحو الحرية والاستقلال، ومواجهة مؤامرات الأعداء.

وأبرزت المتحدثة أن محطة 20 أكتوبر علامة بارزة في التاريخ الناصع للشعب الصحراوي، مؤكدة على دور المرأة الصحراوية في تعزيز النضال وتقوية روابط الوحدة الوطنية.

وخلال كلمته أكد ممثل الاتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عبد الجليل بوهي، دعمه الكامل والمبدئي لنضال العمال الصحراويين من أجل الحق في تقرير المصير الذي تكفله الشرعية الدولية والذي يشكل أساس العدالة والسلام في المنطقة.

وأبرز ممثل اتحاد العمال الجزائري في كلمته بمناسبة اليوم الوطني للعمال الصحراويين، أن هؤلاء العمال وهم أبناء ثورة حررت الإنسان قبل الأرض “يقفون إلى جانبكم في معركتكم العادلة من أجل الاستقلال وبناء دولتكم الحرة المستقلة”.

وأعلن المتحدث التزام اتحاد العمال الجزائريين بتقوية حضور القضية الصحراوية داخل شبكات النقابات العمالية العالمية عبر التواصل المستمر مع المنظمات الدولية وبناء التحالفات النقابية التي تعكس الوعي بعدالة القضية الصحراوية، والعمل على كسب المواقف التضامنية من اتحادات عمالية في آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، حتى يسمع صوت العامل الصحراوي الحر في كل المنابر.

وأكد عبد الجليل بوهي، أهمية تعزيز القضية الصحراوية داخل الفضاء النقابي الإفريقي والدولي عبر إبراز تجربة الكفاح العمالي الصحراوي في مواجهة الاحتلال وربطها بالتحولات العالمية في قضايا التحرر وحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن “موقع القضية اليوم في مجلس الأمن يتطلب خطاباً نقابياً واعياً ومحدثا يجمع بين الثبات على المبادئ والقدرة على التواصل مع الضمير العالمي بلغة حقوقية وإنسانية راقية”، مؤكدا أن العمال الصحراويون “جسدوا على مدار خمسة عقود أروع صور الصمود والإصرار على الكرامة رغم قساوة الاحتلال والبعد عن الوطن وظلوا يؤمنون أن العمل النقابي ليس مجرد دفاع عن الحقوق المهنية بل هو فعل مقاومة ونضال من أجل الوطن والإنسان”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس