أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكد الرئيس الصحراوي الأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، اليوم الأحد، خلال استقباله للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، على أن أي حلّ لا يحترم إرادة الشعب الصحراوي هو “أمر مرفوض جملة وتفصيلا”.
وشدّد الرئيس الصحراوي للمبعوث الأممي على مواصلة جبهة البوليساريو التعاون مع جهود الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للتوصل إلى حلّ سلمي وعادل ودائم لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، وفقا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها وأهداف ومبادئ القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي وقواعد القانون الدولي ذات الصلة.
وفي هذا السياق، جدّد غالي التأكيد على استعداد جبهة البوليساريو للانخراط بشكل بناء وإيجابي في عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية.
وشدّد على أن السبيل الوحيد لتحقيق الحل السلمي والعادل والدائم يكمن في ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة أو التقادم في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية، وأن أي حلّ لا يحترم إرادة الشعب الصحراوي هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا.
وأشار إلى ما يمكن أن يشكله ذلك من خطر بالغ على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها.
وطالب الرئيس الصحراوي، الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لتمكين ودعم بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) لتنفيذ ولايتها بالكامل وإجراء استفتاء حرّ وعادل تحت إشراف الأمم المتحدة لاستكمال تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.
و خلال الزيارة، عقد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، جلسة عمل مع أعضاء من القيادة الصحراوية.
وشكلت المحادثات فرصة للطرف الصحراوي من أجل إبلاغ دي ميستورا بموقف القيادة الصحراوية المبني على أساس واحد وهو تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره الذي تكفله القوانين والمواثيق الدولية.
وفي هذا الإطار، أبرز ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، سيدي محمد عمار، في تصريح لوكالة الأنباء الصحراوية “واص” أن هذه هي الزيارة الخامسة التي يقوم بها دي ميستورا الى الطرف الصحراوي في إطار الإحاطة الشفهية التي سيقدمها لمجلس الأمن، مجدّدا التأكيد، في هذا السياق، على الإطار القانوني للقضية الصحراوية كونها قضية تصفية استعمار، وعلى ضرورة تحقيق الحل السلمي والعادل الذي يضمن ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
وقال سيدي محمد عمار إن خطة التسوية الأممية الإفريقية التي قبلها طرفا النزاع جبهة البوليساريو ودولة الاحتلال المغربي هي الإطار العملي والمعقول لاستكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية عن طريق استفتاء حر وعادل ونزيه.
والتقى ستافان دي ميستورا، ممثلين عن الشباب الصحراوي تطرق خلاله الشباب إلى مسؤولية المجتمع الدولي، سياسيا، حقوقيا وإنسانيا في ظل ما تشهده الصحراء الغربية من حالة حرب وتداعياتها منذ الثالث عشر نوفمبر 2020، وإمعان الاحتلال المغربي في ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين الصحراويين العزل.
وخلال النقاش، عبّر الحضور وبصراحة عن آمالهم وطموحاتهم ورؤيتهم لطبيعة النزاع، والمطالبة بحق الشعب الصحراوي المشروع المتمثل بالأساس في تمكينه من تقرير المصير ونيل الحرية والاستقلال.
وأكد ممثلو الشباب الصحراوي للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستروا، على تشبث الشعب الصحراوي بحقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، وإصراره على المضي قدما في تحقيق أهدافه الوطنية من أجل استكمال سيادة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
كما تطرق الشباب خلال اللقاء إلى مختلف قضايا الشباب والمرأة في خضم المقاومة وأوجه المعاناة، التي لم تثنهم عن مواصلة كفاحهم المشروع ونضالهم العادل الذي يكفل للشعب الصحراوي حياة كريمة في كنف دولته المستقلة.
وأعربوا عن استيائهم من استمرار فصول معاناة الشعب الصحراوي للعقد الخامس عل التوالي، مستعرضين في هذا السياق، قصصا إنسانية تعددت تفاصيلها بين اللجوء ومواجهة القمع في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، مؤكدين بأن الحل العادل والعملي يكمن في اجتثاث أسباب هذا النزاع، عبر التطبيق الكامل لمواثيق ومقتضيات الشرعية الدولية من خلال تصفية الاستعمار وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال.
المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية تحدث عن طبيعة مهمته الأممية، في زيارة هي الخامسة ضمن مساعي البحث عن تسوية نهائية لقضية الصحراء الغربية
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس