الصحراء: صمت خطير إزاء حالة اللاحرب واللاسلم واستمرار القصف المجهول

13
الصحراء: صمت خطير إزاء حالة اللاحرب واللاسلم واستمرار القصف المجهول
الصحراء: صمت خطير إزاء حالة اللاحرب واللاسلم واستمرار القصف المجهول

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. تشهد المنطقة الحدودية بين موريتانيا والصحراء الغربية منذ فترة، حالة من انعدام الأمن، حيث سجلت حوادث قصف متعددة مجهولة لم يصدر بشأنها أي توضيح، لا من الجانب المغربي ولا الموريتاني ولا من جانب الأمم المتحدة.

وكان آخر ما سجل في هذا الصدد، حادثة مقتل ثلاثة مواطنين موريتانيين، الأحد الماضي، بينما كانوا ينقبون عن الذهب قرب المنطقة العازلة الفاصلة بين الجزء الواقع تحت سيطرة جبهة بوليساريو، والجزء الواقع تحت سيطرة المغرب، الذي تديره الأمم المتحدة.

وجاءت هذه الحادثة تالية لقصف تعرضت له في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي شاحنات لثلاثة جزائريين أثناء تنقلهم على المحور الرابط بين نواكشوط وورقلة.

واتهم بيان رسمي جزائري تاريخئذ ما سماه “قوات الاحتلال المغربية بالصحراء الغربية في ارتكاب ذلك القصف بواسطة سلاح متطور”.

ويربط محللون متابعون لهذا الملف بين نشاط الرقابة العسكرية المغربية للمنطقة الصحراوية العازلة عبر استخدام طائرات مسيرة، وبين التطور الذي شهده تطبيع العلاقات بين المغرب و”إسرائيل” من جهة، وصمت إدارة جون بايدن عن اعتراف إدارة ترامب بمغربية الصحراء، من جهة أخرى.

فقد أكد بيير فرمرين، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة السوربون، المختص في الشؤون المغاربية، أن “المؤكد هو أن اتفاقيات أبرهام مضافة لاعتراف الولايات المتحدة بمغربية الصحراء وللشراكة بين المغرب و”إسرائيل”، كل هذا قد زاد من تصميم الدبلوماسية المغربية على استخدام كافة الوسائل لفرض مغربية الصحراء”.

وقال في تصريحات لإذاعة فرنسا الدولية “الملاحظ أن الأحداث الجارية منذ سنة ونصف تدخل كلها ضمن ما أتاحه الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الذي لم تكذبه إدارة بايدن”.

وأضاف الباحث بيير فرمرين: “هناك منذ فترة، تصاعد في أحداث العنف في المنطقة، وهو تصاعد تشترك جميع الأطراف في المسؤولية عنه”.

وأضاف: “من الغريب عدم تدخل الأمم المتحدة في هذا الشأن، وعدم وجود أي تعليق عليه من طرف الاتحاد الأوروبي الذي له مواقف متعددة من هذه القضية”. وقال: “الوضع السائد حالياً هو حالة اللاحرب واللاسلم، وإذا استمرت الأحداث في تضاعفها فإن الأمر مقبل على وضع بالغ الخطورة”، حسب قوله.

وتأتي هذه التطورات، بينما يستعد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، إلى الصحراء الغربية ستيفان دي ميستورا، للقيام خلال شهر الجاري، بأول جولة له منذ تعيينه؛ وينتظر أن تشمل الجولة المغرب والجزائر وموريتانيا.

وأشارت المصادر إلى “أن دي ميستورا، قد أجرى اتصالات مكثفة مع الجهات المعنية بالنزاع، لوضع آخر الترتيبات لجولته المنتظرة، التي ستبدأ بمخيمات تندوف بالجزائر، ليتجه بعدها المبعوث الأممي إلى نواكشوط للقاء المسؤولين الموريتانيين.

وتعتبر جولة دي ميستورا في المنطقة هي الأولى من نوعها منذ تعيينه من طرف الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، مبعوثاً شخصياً إلى الصحراء، خلفاً للألماني هورست كولر الذي استقال سنة 2019 لدواع صحية.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس