
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. أكّد الناشط السياسي الحقوقي بالأراضي الصحراوية المحتلة علي سالم التامك في حوار مع موقع “جريدة المجاهد “باللغة العربية ، أنّ الشعب الصحراوي ُمصمم وأكثر إرادة وعزيمة على افتكاك حقوقه الوطنية مهما كلف ذلك من ثمن .
و حمل علي سالم التامك الأمم المتحدة، المسؤولية كاملة فيما آلت اليه الأوضاع، وفشلها في تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي منذ 1991 مما شجع الاحتلال المغربي في التنصل من التزاماته الدولية ونهب ثروات الصحراء الغربية.
لمجاهد: كيف تقيمون جولة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بمنطقة المغرب العربي إلى المنطقة ؟جولة المبعوث الأممي دي ميستورا للمنطقة هو اجراء طبيعي يرمي إلى الا ستماع لوجهات النظر أولا : الطرفين المعنيين الجمهورية الصحراوية والاحتلال المغربي وثانيا : الجزائر وموريتانيا وإسبانيا بحكم علاقتهم بالقضية الصحراوية، وهي زيارة للتعارف ولصياغة تقييم أولي عقب التحولات العميقة التي عرفتها القضية الصحراوية منذ أكثر من سنة.
المجاهد :جبهة البوليساريو وجهت رسالة الى المبعوث الاممي.
ماهي قراءتك لها؟رسالة جبهة البوليساريو التي اوصلتها للمبعوث الأممي تأكيد على استعدادها لخوض المفاوضات ولكن بموازاة مع استمرار الكفاح المسلح حتى يتحمل مجلس الأمن والأمم المتحدة مسؤولياتهما والقوى المؤثرة في القرار الدولي في التعجيل بعملية إنهاء تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة بإفريقيا وفرض على الاحتلال المغربي الانصياع للشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير والاستقلال.
المجاهد :في حال فشل هذه الجولة في انصاف القضية الصحراوية .
كيف تتصورون مستقبل الوضع ؟اظن انه لن يكون المبعوث الشخصي الأول ولا الأخير، والموضوع لا يرتبط بالمبعوث الشخصي بغض النظر عن مساره السياسي ومدى مصداقيته بل بجملة شروط في مقدمتها مدى توفر الارادة السياسية للمجتمع الدولي في حل القضية الصحراوية وبالتالي فمهمة المبعوث الشخصي رهينة بمدى توفر شروط وسياق معين وهو غير متوفر إلى حدود الساعة.
ونحن نواصل كفاحنا الوطني التحرري والدليل على ذلك استئناف الكفاح المسلح، وهذا أكبر دليل على جذرية وفولاذية الارادة والقناعة الوطنيتين المجاهد :ما هي الخطوات الواجب أن تعتمدها الأمم المتحدة لأخذ زمام الأمر بخصوص النزاع؟الخطوات التي يجب أن تعتمدها الأمم المتحدة تمر حتما بتطبيق القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة باعتباره المسار الوحيد لإتمام تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية المحتلة ، فالأمم المتحدة تتحمل كامل المسؤولية فيما آلت اليه الأوضاع، فشلها واقول عجزها ولا ابالغ في تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي منذ 1991 مما شجع الاحتلال المغربي في التنصل من التزاماته الدولية ، وواصل تكريس احتلاله بقمع المدنيين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية ونهب ثرواتهم، ومحاصرتهم واضطهادهم في غياب اي دور للأمم المتحدة وهيئاتها لمراقبة وحماية حقوق الإنسان.
بالنهاية الأمم المتحدة تمارس صمت مريب وفيه نوع من التآمر على قضية الشعب الصحراوي، والدليل على ذلك غياب موقف حازم بعد احتلال للمغرب جزء من أراضي الصحراء الغربية المحتلة (منطقة الكركرات) وتوسيع جدار التقسيم العسكري للاحتلال المغربي وهو ما أعاد الوضع للمربع الأول وترشيح المنطقة ككل لمزيد من عدم الاستقرار والتوتر.
لكن خلال تلك المدة الزمنية كانت هناك خارطة طريق لم يتم تطبيقها، ما هو التغيير في الرزنامة على أن يتمّ قبوله من طرف جبهة البوليساريو؟ بالفعل جبهة البوليساريو الممثل الوحيد و الشرعي للشعب الصحراوي وقوة الاحتلال المغربي اتفقا من حيث المبدأ بتاريخ 30 أوت 1988 على تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي ، وتم تبني المخطط الأممي الافريقي كمسار للتسوية سنة 1991 وكانت أول حلقاته توقيف إطلاق النار لتوفير مناخ إيجابي لإجراء الاستفتاء المذكور، وتم تدعيم هذا المخطط اجرائيا لضبط تفاصيل معينة ببعض الاتفاقيات التكميلية كاتفاقية هيوستن سنة 1997، ولكن الاحتلال تنصل من ذلك، وذهب إلى ابعد من ذلك برفضه لصيغة أخرى جديدة قدمت فيها جبهة البوليساريو تنازلات مؤلمة تعرف بخطة جيمس بيكر سنة 2003 ، واكتفى النظام المغربي بالدفاع عن احتلاله للصحراء الغربية بما يسمى بالحكم الذاتي.
مؤخرا صدرت قرارات عن قمة الاتحاد الافريقي في ديسمبر 2020 وقمة مجلس السلم والأمن للاتحاد في مارس 2021، والداعية الى الدخول في مفاوضات مباشرة بين البلدين العضوين الجمهورية الصحراوية و المملكة المغربية على أساس الميثاق التأسيسي للمنظمة، خاصة البند الرابع المتعلق بضرورة احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال و احترام سيادة البلدين، التي طرحت اطارا للحل والتفاوض بين الطرفين.
وبالرغم من كل هذه الاتفاقيات للوصول لحل عادل و دائم لقضية الصحراء الغربية فالاحتلال المغربي بقي متعنتا ورافضا لكل ذلك، في ظل هذه المتغيرات وعقب مسار اممي اجهضه الاحتلال المغربي الشعب الصحراوي غير مستعد للانخراط في أفق غير واضح وفي غياب ضمانات دولية واضحة، تضمن له ممارسة حقوقه الوطنية المقدسة و الثابتة المتمثلة في الاستقلال الوطني واستكمال بناء الدولة الصحراوية.
المجاهد :ماذا عن الموقف الفرنسي من القضية الصحراء الغربية ؟الموقف الفرنسي من قضية الصحراء الغربية هو موقف ينسجم مع تاريخ فرنسا الاستعماري، ولا يعكس ابدا شعارات فرنسا عن حقوق الإنسان والشرعية الدولية، فرنسا بتعاون مع قوى استعمارية كالكيان الصهيوني الغاصب الذي يشكل مقدمة للنظام الإمبريالي العالمي في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة المغاربية ويحاولون وأد والتصدي لأي مد تحرري بشمال افريقيا والذي تقوده جزائر الثورة ، ويشكل سندا لكافة حركات التحرر والقضايا العادلة في العالم، وهذا ما يشكل لهذه القوى مصدر الخطر لذلك تتعاطى مع القضية الصحراوية في هذا السياق التصفوي الاستعماري خدمة ودعما لامتدادها الرجعي مجسدا في قوة الاحتلال المغربي.
المجاهد : اسبانيا أيضا جزء من هذا النزاع، ما رأيكم بشأن السياسات المنتهجة من قبل مدريد خلال السنوات الأخيرة؟ إسبانيا كما تعلمون هي القوة القائمة بالإدارة حسب مقتضيات ميثاق الأمم المتحدة و القانون الدولي الإنساني ولا زالت تتحمل كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية في قضية استكمال تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية المحتلة ، فإسبانيا بتواطؤها وتورطها في مؤامرة الصفقة الثلاثية المشؤومة لتقسيم الصحراء الغربية مع النظام الموريتاني سنة 1975 مهدت للغزو والاحتلال المغربيين وسببت كل هذه الكوارث التي حلت بالشعب الصحراوي.
إسبانيا يتوجب عليها ان تخرج من وضعية تذبذب المواقف والاكتفاء بدعم قرارات الأمم المتحدة في مواقف فضفاضة بل عليها ان تمارس دورها في إنهاء تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية المحتلة كما لعبت البرتغال دورها التاريخي في مستعمرتها السابقة من خلال تمتيع شعب التيمور الشرقية باستقلاله وفي غيرها من التجارب المماثلة.
وضع الصحراوين في الأراضي المحتلة يتأزم يوما بعد يوم .
هل يمكن ايفادنا بصورة عن الواقع هناك ؟وضعية المدنيين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية وضعية في غاية الخطورة، يتعرضون لمختلف جرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية من قبل قوة الاحتلال المغربي والتي تضاعفت عقب استئناف الكفاح المسلح من قبل جبهة البوليساريو بتاريخ 13 نونبر 2020 مستغلا ظروف انتشار جائحة كوفيد 19، وكل هذا انعكس على وضعية السجناء السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية حيث يتعرضون للحرمان من حقوقهم والقمع من عزل وابعاد عن عائلاتهم وتشتيتهم على السجون المغربية و التعنيف والضغط النفسي والعقاب وغير ذلك فضلا عن الأحكام التي تصل للمؤبد الصادرة في حق مجموعة من النشطاء الحقوقيين الصحراويين.
و معركة سلطانة خيا لأكثر من سنة من الحصار دليل قوي على بشاعة الاحتلال المغربي وصورة مصغرة لمعاناة المدنيين بالمناطق المحتلة.
كل هذه الجرائم تحدث امام أنظار العالم، وفي غياب اي دور لبعثة الأمم المتحدة بالصحراء الغربية ولهيئات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان.
كلمة أخيرة .
الشعب الصحراوي مصمم وأكثر ارادة وعزيمة على افتكاك حقوقه الوطنية مهما كلف ذلك من ثمن وتحية عالية لجيشنا الشعبي وللاسرى والسجناء بالسجون المغربية والجرحى و المختطفين وكل أبناء شعبنا العظيم.
وتحية تقدير وحب عميقين وابديين لجزائر الثورة على دعمها التاريخي والثابت للقضية الصحراوية.
أجرت الحوار: شهيرة حاج موسى – جريدة المجاهد
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس