حسان زهار
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. ما يزال طوفان الأقصى العظيم، يكشف عن دروسه الكبيرة في كل دقيقة، والتي يمكن أن نذكر بعضها لا للحصر؛ أن هذا الهجوم المبارك الذي قامت به ثلة من المجاهدين الصادقين، قد أنجز ما عجزت عنه الجيوش العربية مجتمعة في حروب الـ48 والـ67 والـ73، وفي مواجهات حزب الله في 2006، بل إنه تجاوز في إنجازاته البطولية إنجازات حرب أكتوبر 73 من حيث عدد القتلى والأسرى الصهاينة، وتجاوز خط برليف بتجاوز السياج العازل، وحقق عامل المفاجأة الكاملة التي كانت دائما في يد اليهود من قبل، وكسر لأول مرة معادلة المقاومة والدفاع، إلى الهجوم في عقر الديار الصهيونية، ودفع الكيان إلى إعلان حالة الحرب لأول مرة منذ خمسين سنة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، مع إنهاء كامل لأسطورة الجيش الذي لا يقهر، إلى جانب أسطورة الاستخبارات الإسرائيلية بكل فروعها من الموساد إلى الشين بيت وأمان، ودمر كليا وهم التفوق التكنولوجي الإسرائيلي بداية بالسلاح المتطور والطيران، إلى غاية أجهزة التجسس وأدواتها على غرار بيغاسوس وغيرها.
الفايدة:
أن الدرس الكبير لهذا الطوفان العظيم، هو فضح حقيقة هذا الكيان الوهمي القائم على الأكاذيب وعلى بروباغندا القوة، ومعه فضح جميع الصهاينة العرب الذين طبعوا مع هذا النمر من ورق، بغرض حمايتهم وحماية عروشهم، ما يمهد لتغيير كامل في المعادلات في المنطقة، بما فيها إمكانية محو “إسرائيل” من الوجود، واسترجاع فلسطين التاريخية من النهر إلى البحر، وعدم الاكتفاء بحل الدولتين، بالنظر إلى حجم الهاربين من الصهاينة، بعد الهجوم، في المطارات إلى مناطق الشتات التي جاءوا منها.
والحاصول:
كنا ننادي في الماضي دائما، برفع الحصار الظالم عن غزة، ولما لم يستجب أحد، قامت غزة العزة، برفع الحصار عنا؛ فقد أثبت أهلها أنهم كانوا في حصارهم أحرارا بإيمانهم وصبرهم، وكنا نحن في حريتنا المحاصرين بجبننا وخوفنا الطويل.
المصدر: sh24h
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس