أفريقيا برس – الصحراء الغربية. عقد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، يوم الخميس جلسة عمل هامة مع أعضاء القيادة الصحراوية بدار الضيافة بالشهيد الحافظ. شكلت هذه المحادثات فرصة للطرف الصحراوي لتوضيح موقفه الواضح والمبني على أساس واحد لا يمكن المساومة عليه: حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وفق ما تكفله القوانين والمواثيق الدولية.
حضر اللقاء عدد من كبار المسؤولين الصحراويين، منهم الاخ محمد سالم ولد السالك، الوزير المستشار برئاسة الجمهورية المكلف بالشؤون الدبلوماسية، والاخ محمد سيداتي، وزير الشؤون الخارجية، إلى جانب وزراء آخرين في مجالات التعليم والتعاون الدولي. و شدد الطرف الصحراوي بتمسكه بحل يُفضي إلى استقلال الشعب الصحراوي.
و تم التأكيد بشكل قاطع على أن موقف الطرف الصحراوي يمثل تجسيداً لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وأن هذا الحق لا يمكن التفاوض بشأنه. وشدد المسؤولون الصحراويون على أنه لا يمكن تصور أي حل أو أمان في المنطقة دون الاعتراف بهذا الحق الأساسي. إن الإصرار على هذا المبدأ يأتي في ظل تعنت المغرب، الذي يواصل عرقلة جهود السلام، مما يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها. لذا، فإن تحقيق الأمن والسلام يتطلب التزام جميع الأطراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، وإلا فلن يكون هناك حل يُذكر.
وجدد الطرف الصحراوي التأكيد على إرادته السياسية الصادقة التي ظلت راسخة منذ بدء النزاع، رغم العراقيل التي تواصل السلطات المغربية فرضها لتعطيل الحل السلمي. فعلى مدى عقود، قدمت جبهة البوليساريو مبادرات بناءة والتزمت بالقرارات الدولية، مظهرة استعدادها للتفاوض في إطار يسمح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير. هذا الالتزام الثابت يواجه بتعنت مغربي مستمر، يعرقل مساعي الأمم المتحدة نحو تسوية عادلة ودائمة للقضية.
من جهة أخرى، حظي دي ميستورا باستقبال رسمي في مطار تندوف الجزائري من قبل سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة “المينورسو”.
الزيارة تأتي في إطار الجهود الأممية المستمرة لحل النزاع المستمر منذ عقود في الصحراء الغربية. ومع قرب انتهاء عهدة بعثة “المينورسو”، يبقى السؤال المطروح هو ما إذا كانت هذه التحركات ستؤدي إلى تقدم ملموس، خاصة في ظل استمرار تعنت الطرف المغربي.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية عبر موقع أفريقيا برس