غارة مغربية ثانية في أقل من أسبوع بالأراضي الصحراوية

18
المخزن يستعمل طائرات “درون” صهيونية وتكنولوجيا فرنسية لاستهداف القيادات الصحراوية

نفعي أحمد محمد

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. نفذت القوات المغربية غارة جديدة بطائرة “درون” على منطقة أكليبات الفولة بحسب ما ذكرته مصادر صحراوية. العملية التي شنتها طائرة من دون طيار استهدفت منتصف نهار الجمعة ، منطقة “أكليبات الفولة”، التابعة لقطاع الداخلة المحتلة ، خلف الجدار العازل الذي يقسم الأراضي الصحراوية على طول 2700 كيلومترا ، بحقول ألغام تبلغ 10 ملايين لغم بحسب آخر إحصائيات مركز مكافة الألغام الصحراوي، والذي شيدته المملكة المغربية منعا لتقدم المقاتلين الصحراويين خلال حرب التحرير الأولى والتي امتدت لستة عشرة سنة ، قبل توقيع طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمغرب لإتفاقية وقف إطلاق النار في السادس سبتمبر 1991 ، من أجل تنظيم استفتاء يقرر عبره الصحراويون مصيرهم ، وهو الأمر الذي لم يحدث على الرغم من وجود البعثة الأممية المينورسو “اللجنة الأممية لتطبيق الاستفتاء في الصحراء الغربية” والتي حظيت بتجديد ولاية عدتها سنة إضافية الأسبوع الماضي في قرار لمجلس الأمن الدولي تحت رقم 2602.

المصادر ذاتها أكدت بأن القصف الجوي المغربي استهدف صحراويين يقيمون في بادية منطقة “أكليبات الفولة”، التي تبعد عن مدينة الداخلة الساحلية الصحراوية المحتلة بحوالي 400 كيلومترا ، وهي منطقة غنية بالمعادن ، ومنها الذهب و يسيطر عليها جيش التحرير الشعبي الصحراوي وتوجد ضمن اكثر من عشرين في المائة من الأراضي الصحراوية المحررة الخاضعة لجبهة البوليساريو الممتدة من المحبس شمالا إلى منطقة الگرگرات جنوبا ، وتسعى الجبهة لتحرير المناطق الواقعة تحت الإحتلال المغربي بعد خروج إسبانيا 1975 وموريتانيا من جنوبه 1978 .

الغارة التي لم تخلف خسائر في الأرواح ، ذكرت المصادر ذاتها إصابة شخصين بجروح متفاوتة بالخطيرة ، هي الثانية التي ينفذها الجيش المغربي، بعد تلك التي راح ضحيتها ثلاثة سواق شاحنات جزائريين في الفاتح نوفمبر الماضي في المنطقة الفاصلة بين بئر لحلو شمال غرب الصحراء الغربية والحدود الموريتانية وتحديدا بمنطقة “بنيلي” .

في غضون ذلك أفاد مراقبون من الأراضي الصحراوية المحتلة أن الجيش المغربي نصب منصات لإطلاق الطائرات العسكرية المسيرة ، شمال الصحراء الغربية ووسطها في المدن التي يحتلها خلف الجدار العازل، بحكم أن انطلاق “درون” منتصف نهار اليوم، يكون قد تم من محيط مدينة الداخلة الساحلية ، كما قد تكون العمليتان “تجريبيتان” للتحقق من المدى الذي يصله هذا النوع من الطائرات المسيرة، ودقتها في إصابة الأهداف حسب متابعين.

المؤشرات توحي بأن الجيش المغربي يتأهب إلى “مرحلة جديدة” في التصدي للجيش الصحراوي الذي عاد إلى القتال في 13 نوفمبر 2020 ، بعد أن فشلت المنظمات الدولية في فرض تطبيق قرارات الأمم المتحدة بإنهاء الاحتلال في الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة السمراء وهو ما تجسد فعليا بعد اعتداء الاحتلال المغربي على مدنيين صحراويين بمنطقة الكركرات قبل سنة، حيث دخلت المنطقة حالة حرب لازالت فصولها مستمرة يوميا على الرغم من تعيين الإيطالي السويدي ستيفان ديميستورا مبعوثا أمميا للصحراء الغربية خلفا للرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر بعد عامين من شغور المنصب.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس