أفريقيا برس – الصحراء الغربية. الإحتلال المغربي يعود لسياسة التطهيرالعرقي ضد الصحراويين العزل
سلطت وسائل الإعلام الدولية الضوء على القضية الصحراوية الأسبوع المنصرم بناء على جملة من المواضيع و الأنشطة والأحداث الطارئة ، فكثيرة تلك القضايا التي تصدرت إهتمام الصحافة الدولية في معالجاتها للقضية الصحراوية و خاصة الوضع بالشق المحتل من الصحراء الغربية ؛ فمواضيع : التوسع الاستطاني، سلب ممتلكات الصحراويين، الاختفاء القسري، الاختطاف، الاغتيال، التعنيف و منع المظاهرات، الحصار والعزلة ، كلها ملفات شكلت مادة إعلامية في التحليل و القراءات الموضوعية لتطورات الأحداث على ضوء ما تقدمه أسرة أهل خيا من صمود وخروج الجماهير الصحراوية بمدينة الداخلة تضامنا مع عائلة المواطن الصحراوي: لحبيب اغريشي.
وتناولت و سائل الإعلام الموضوع بالتأكيد على أن الإحتلال المغربي يواصل مسلسل الاغتيالات و الجرائم التي ينفذها في حق المواطنين الصحراويين العزل في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، «في حلقة جديدة راح ضحيتها المواطن الصحراوي لحبيب أغريشي بالداخلة المحتلة» تبرزوكالة الأنباء الجزائرية ، مضيفة أن جريمة المخابرات المغربية «تؤشر على تمادي الاحتلال في سياسته الاجرامية الممنهجة و ضربه لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني عرض الحائط و تستهدف إبادة العنصر الصحراوي ».
من جهتها وتحت عنوان :« قمع مغربي قاسي ضد الاحتجاجات على اختفاء تاجر صحراوي بالداخلة المحتلة»، تطرقت جريدة «بوبليكو» الإسبانية للوضع الحالي بالمناطق المحتلة و خاصة بمدينة الداخلة المحتلة و كتبت في هذا السياق : «كانت شوارع الداخلة ، الواقعة في الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب ، مسرحًا لاحتجاجات حاشدة وقمعًا شديدًا من قبل قوات الأمن المغربية منذ أيام».
https://www.publico.es/sociedad/sahara-occidental-dura-represion-marroqui-protestas-desaparicion-comerciante-saharaui-dajla-ocupada.html
بروكسيل: نكسة دبلوماسية مغربية وتهجم مغربي على الحكومة الإسبانية
شكل الحضور الصحراوي في القمة السادسة للاتحاد الافريقي الأوروبي ، مادة إعلامية دسمة واكبت تغطية سير مداولات القمة ،و أجمعت كل التقارير المحايدة أن «مشاركة الجمهورية الصحراوية ممثلة برئيسها إبراهيم غالي في القمة السادسة للاتحادين الأفريقي والأوروبي وخطاب الأخير خلال أعمال المائدة المستديرة حول السلام والأمن والتي شارك فيها العديد من رؤساء الدول الإفريقية والأوروبية، تعتبر صفعة تصم الآذن وإهانة للنظام المغربي».وأضافت تلك المعالجات الإعلامية «أن كل المناورات والضغوطات التي مارسها الإحتلال المغربي على الدول الاوروبية لرفض حضور الرئيس ابراهيم غالي، فشلت، حيث ضاعفت المملكة المغربية المناورات والضغوطات لعرقلة مشاركة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في هذا الاجتماع الدبلوماسي المهم المكرس لإقامة شراكة جديدة بين المجموعتين».
وكانت نتائج النكسة المغربية الدبلوماسية و اضحة من خلال تهجم المغرب و بعض المستأجرين على رئيس الحكومة الإسبانية الذي أجرى محادثات مع الرئيس الصحراوي ونقل موقع «الطلاير/Atalayar »الذي يصدر بمدريد و المحسوب على أجهزة الأمن المغربية أن المغرب عبر عن «إستيائه الشديد » ، و جاء في تعليق الموقع : «في إطار قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ، عقد رئيس الحكومة الإسبانية ، بيدرو سانشيز ، لقاءً مع زعيم جبهة البوليساريو ، إبراهيم غالي. قوبل هذا الحدث بقلق عميق من قبل المغرب ، الذي دافع من خلال وسائل الإعلام مثل Le360 أن المملكة العلوية كانت محقة في عدم الوثوق بإجراءات التقارب التي قام بها المسؤولون الإسبان ».
المغرب مرعوب من عودة الجزائر القوية للساحة الدولية
ومن أهم المواضيع كذلك التي وجدت مكانتها في الصحافة الدولية موضوع التكتل السياسي المشكل من الجزائر، نيجيريا، جنوب إفريقيا وإثيوبيا المعلن عنه مؤخرا على هامش قمة الاتحاد الإفريقي-الاتحاد الأوروبي بهدف ترقية الشراكة وفاعلية الإتحاد الأفريقي في حل نزاعات القارة و لتبني النهج الاستباقي في معالجة الأزمات الكبرى التي تواجه القارة، ثم توحيد صوتها أمام المنظمات والتكتلات الدولية الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتحدة ومخاطبة دول كبرى مثل الصين والولايات المتحدة.
وعلق موقع «رأي اليوم» الذي يديره الكاتب و المحلل الفلسطيني عبد الباري عطوان على الموضوع ب «تتناغم سياسة الدول الأربع وخاصة الجزائر وجنوب إفريقيا ونيجيريا وبدرجة أقل إثيوبيا رغم أنها صاحبة المبادرة في قضايا مثل فلسطين والهجرة والتحالفات. وتشكل الدول الأربع ثقلا استثنائيا في الاتحاد الإفريقي على مستوى القوة البشرية والإنتاج القومي الخام ثم أنها تعتبر قوى إقليمية في محيطها».
اهتمام كبير من قبل الاعلام الدولي والجزائري، بزيارة الدولة التي قام بها الرئيس الجزائري لقطر، والكويت، والملاحظ أنها شكلت عودة لمكانة الجزائر بالنسبة للعمق العربي، وتعززت باتفاقيات اقتصادية مهمة، وتغطية متميزة لحضور الرئيس الجزائري لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز ، وكلمته بالمناسبة أن بلاده مزود مؤتمن وموثوق فيه ،فضلا عن اعلان تنظيم القمة المقبلة بالجزائر، و يبدو أن زياة الرئيس الجزائري لدول الخليج أرعب النظام المغربي وهو موضوع علقت عليه جريدة الشروق الجزائرية تقول :
«
ينتاب نظام المخزن المغربي خوف شديد من الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى كل من قطر والكويت، ومما زاد من توجس الرباط، حيث تتابع الجارة الغربية خطوات الرئيس تبون في جولته الخليجية عن قرب، كما رصدت بعناية كبيرة مخرجات القمة التي جمعته بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وكذا زيارته إلى دولة الكويت، خوفا من حصول ما يقض مضاجع المملكة العلوية.ويتخوف نظام المخزن من أن يحصل تقدم على صعيد ملفين اثنين، وهما القمة العربية المقبلة المرتقبة بالجزائر، والملف الثاني وهو الأكثر مصيرية بالنسبة للرباط، والمتمثل في القضية الصحراوية، التي عادت بعنفوان كبير في الآونة الأخيرة، وذلك بالرغم من الجهود المضنية التي يقوم بها نظام المخزن من أجل إبقائها بعيدا عن الأضواء».
ثورة الخبز.. التي قد تسقط النظام الملكي في اي لحظة
أفرد الإعلام الدولي العديد من معالجاته خلال الأسبوع الجاري للوضع الداخلي بالمملكة المغربية في ظل لهيب الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطن المغربي و سياسة الأجهزة الامنية المغربية في حق الشعب المغربي.و عرف المغرب تظاهرات احتجاجية إحياء للذكرى الـ 11 لحركة 20 فبراير ، عمت أزيد من 50 مدينة مغربية ردا على الغلاء الفاحش للمعيشة والإجهاز على الحريات و الفساد والاستبداد.
و تناقلت وسائل الإعلام الدولية تلك الأحداث التي شهدها الأسبوع المنصرم السوق الأسبوعي «حد ولاد جلول» بجماعة بنمنصور ضواحي القنيطرة، و قد إختزلت تلك الحادثة حقيقة الواقع المغربي التي كتب عنها الصحفي المغربي محتات الرقاص لقد «شهد سوق حد ولاد جلول رشقا بالحجارة وهروبا متبادلا، وأيضا هناك باعة لاذوا بالفرار وتركوا بضاعتهم التي استولى عليها متسوقون بالمجان، كما أن ما حدث فضح حجم معاناة الناس في بلادنا هذه الأيام مع الغلاء والجفاف…احداث جاءت صادمة من حيث شكلها وسياقها، فهي، في نفس الوقت، فضحت واقعا، ووجهت إنذارا بشأن ما يمكن أن ينجم عن…
ويبدو ان أجهزة القمع المغربية لم تعد تستطيع ان تنزع فتيل «الغضب» المتصاعد في كل القطاعات والجهات المغربية ، فرغم حملة القمع التي شنتها تلك الأجهزة الأمنية ضد الوقفات الاحتجاجية المتواصلة في عدة مدن مغربية للمطالبة بوضع حد للقهر و الإهانة بسبب ديكتاورية النظام الملكي إلا أن الشعب المغربي يبدو أنه عازم على التخلص من هذا النظام المستبد . ويرى مراقبون أن النظام الملكي في ورطة حقيقية، فبعد فشل الورقة الأمنية لقمع المحتجين، بدأت تتمدد تلك المظاهرات الحاشدة المطالبة بإسقاط النظام الملكي .ورفع المتظاهرون شعارات من قبيل «الوظيفة باعوها واك واك على شوهة »و«عايشين عيشة مقهورة »مطالبين باسقاط النظام الملكي.
و تناقلت مؤخرا وسائل إعلام دولية تصريحا للحقوقي المغربي ، معطي منجب، أكد فيه أن شعبية النظام المغربي تراجعت بشكل مهول خلال السنوات الأخيرة، بسبب تنكره لكل الوعود التي أطلقها سنة 2011، في ظل التدهور الخطير لمستوى التعليم وخدمات الصحة واتساع دائرة الفقر وتفشي الرشوة وتردي الحريات ضمن تشريح جعله يتوقع انهيار النظام الملكي قبل نهاية العقد الجاري.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس