أفريقيا برس – الصحراء الغربية. تبرأت الإدارة الأمريكية من تصريحات منسوبة لمستشار جو بايدن للشرق الأوسط، بريت ماكغورك يقول فيها إن واشنطن لم تتراجع عن قرار دونالد ترامب حول الصحراء الغربية.
وسئل الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في المؤتمر الصحفي اليومي، حول الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية من تصريحات لمستشار جو بايدن للشرق الأوسط، بريت ماكغورك يقول فيها إنها “لن تتراجع عن اعتراف الرئيس ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، في الوقت الحالي على الأقل”.
ورد نيد برايس بالقول: لا يوجد تغيير تجاه هذه القضية، وأنه لا يوجد أي جديد في الموقف الأمريكي من النزاع.
كما أكد الناطق باسم الخارجية الأمريكية “إننا ندعم عملية سياسية ذات مصداقية تقودها الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في الوضع وتأمين وقف أي أعمال عدائية”.
وأضاف “نحن نتشاور مع الأطراف، ونتشاور مع الحكومات الأخرى في المنطقة وخارجها، حول أفضل السبل لوقف العنف وتحقيق تسوية دائمة لهذا الصراع الطويل الأمد. نحن نؤيد بشدة جهود الأمم المتحدة لتعيين مبعوث شخصي للأمين العام للصحراء الغربية والقيام بذلك في أسرع وقت ممكن، ونحن على استعداد لمواصلة المشاركة بنشاط مع جميع الأطراف لدعم هذا المبعوث”.
وقبل أسابيع جدّدت الولايات المتحدة الأمريكية موقفها الداعم للشرعية الدولية في الصحراء الغربية، عبر حل عادل ودائم للنزاع.
ونقلت وكالة أوروبا بريس الإسبانية، يوم 17 أفريل 2021، عن مسؤول أمريكي قوله “ستواصل الولايات المتحدة دعم عملية الأمم المتحدة لتطبيق حل عادل ودائم للنزاع على أراضي الصحراء الغربية”.
وتجنب المسؤول الأمريكي الرد على سؤال للوكالة الإسبانية حول موقف إدارة الرئيس بايدن من إعلان ترامب حول الصحراء الغربية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي “أنطوني بلينكين” أكد مؤخرا موقف بلاده الداعم لجهود الأمم المتحدة الهادفة إلى التوصل إلى حل لقضية الصحراء الغربية.
وأوضح بيان للخارجية الأمريكية أن رئيس الدبلوماسية الأمريكية، شدد خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو مع الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” على دعم واشنطن للمفاوضات السياسية بين المغرب وجبهة البوليساريو حول مستقبل الصحراء الغربية.
ودعا وزير الخارجية الأمريكي خلال اللقاء الذي تناول القضايا العالمية الأمين العام للأمم المتحدة إلى الإسراع في تعيين مبعوث شخصي.
ويعتبر إدراج الولايات المتحدة لقضية الصحراء الغربية ضمن أول اجتماع للإدارة الأمريكية الجديدة مع الأمين العام الأممي إشارة قوية على تمسك واشنطن بموقفها التقليدي الداعم للقانون الدولي في الصحراء الغربية، وردا صريحا على إعلان ترامب حول النزاع.
وكانت المتحدة باسم البيت الأبيض “جين ساكي”، أكدت مؤخرا أن الإدارة الأمريكية تقوم بمراجعة لقرارات الرئيس السابق دولاند ترامب وذلك ردا على سؤال صحفي حول موقف إدارة الرئيس بايدن من إعلان ترامب حول الصحراء الغربية.
وكشفت المسؤولة الأمريكية أن الإدارة الأمريكية تقوم حاليا بمراجعة قرارات ترامب بما في ذلك اتفاقيات أبراهام، مضيفة أن ليس لديها أي تحديث بشأن القرار المتعلق بالصحراء الغربية في إشارة إلى ان إعلان ترامب لازال قيد الدراسة.
وفي انتظار مراجعة إعلان ترامب، أرادت الإدارة الأمريكية توجيه رسائل حول تمسكها بالمسار الأممي لحل قضية الصحراء الغربية، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، أن الولايات المتحدة “ستواصل دعم المسار الأممي من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم” للنزاع في الصحراء الغربية.
للإشارة، لا زال إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن الصحراء الغربية، محل استياء شديد على المستويين الصحراوي والدولي، فقد تعالت الأصوات الأمريكية والصحراوية وغيرها من الأصوات الحرة، في مخاطبة الرئيس الجديد جو بايدن، من أجل التراجع عن إعلان سلفه بخصوص اعترافه بـ”السيادة” المزعومة للمغرب على الأراضي الصحراوية.
ومنذ مجيئه على رأس السلطة في الولايات المتحدة، اتخذت إدارة بايدن الجديدة، خطوات مغايرة للعديد من قرارات سلفه، خاصة تلك التي اتخذها خلال الأشهر الأخيرة من حكمه والمتعلقة ببعض الأزمات، فيما لا تزال الأنظار تترقب تراجع بايدن عن إعلان ترامب بشأن الصحراء الغربية وتصحيحه لما اعتبر “خطأ جسيم” ارتكبه ترامب.
وأعربت جبهة البوليساريو عن أملها في أن تنحاز الإدارة الأمريكية الجديدة إلى “القانون الدولي وتحرص مسوغات دورها كوسيط نزيه في حل النزاعات، ومنع التهديدات للأمن والاستقرار”.
وكان 27 عضوا من مجلس الشيوخ الأمريكي طالبوا الرئيس جو بايدن، بالتراجع عن إعلان ترامب الذي اتخذه في 11 ديسمبر الماضي، وإعادة واشنطن إلى التزامها بإجراء استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، واعتبر أعضاء الكونغرس، أن القرار “المفاجئ” لترامب “قصير النظر” ويقوض عقودا من السياسة الأمريكية التي عرفت بها، مما تسبب في استياء عدد كبير من الدول الأفريقية.
كما أكدت العديد من الأوساط السياسية والدبلوماسية عبر العالم، على أن اعتراف ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الأراضي الصحراوية يضر بمصداقية الولايات المتحدة، فيما شدّدت البوليساريو على أن “السياسات الجادة والعادلة في بناء العلاقات الدولية لا تقوم على المقايضة والمتاجرة بحقوق الشعوب”.
يشار إلى أن العديد من الشخصيات الوازنة والمرموقة في الولايات المتحدة، والعديد من المنظمات الحقوقية في هذا البلد قد رفضت ونددت باعلان ترامب.
نقلا عن الشروق الجزائرية.