أفريقيا برس – الصحراء الغربية. لم أكن يوما انتظر أن أقف على معاناة صحفي صحراوي سابق بالاذاعة الوطنية .
.
.
معاناة جعلنتني أطرح أسئلة على واقع هذا الصحفي و الاعلامي المتميز ، الذي كان بال صوته مزلزلا و نابعا من ذات محبة للثورة و للوعي بها و بتاريخها و رموزها الوطنيين .
.
.
كان هذا الصحفي مرافقا للشهيد و رئيس الدولة الصحراوية “محمد عبد العزيز ” و مغطيا بامتياز لمجموعة من زياراته داخل و خارج المخيمات و الأراضي المحررة .
.
.
هذا الصحفي المتميز اسمه “محمد اسليما كيوب” ، الذي ترك مهمته كمدرس و أستاذ بالعيون المحتلة سنة 1992 ليلتحق بالثورة ، مجسدا ذلك المناضل الذي ترعرع و تكون في التنظيمات السرية للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب ، و مكرسا لوعي مجموعة من المناضلين في صفوف الثورة الصحراوية ، الذين ظلوا يدافعون عن مفهوم الثورة و الحركة كل من موقعه و وسائله أو أدواته حتى أواخر التسعينيات من القرن الماضي ، حيث تم اكتشاف التنظيمات السرية للثورة الصحراوية ، فاضطر مجموعة من المناضلين الى الخروج الى العمل و النضال العلني ، حينها كان الاعلامي الصحراوي “احمد اسليما كيوب” اعلاميا مواكبا لكل هذه التطورات كتابة و صوتا عبر امواج الإذاعة الوطنية ، متحدثا تارة على ما يعانيه السجناء السياسيون الصحراويون داخل السجون المغربية و تارة أخرى حول انتفاضة الاستقلال و مدى أهميتها في مرحلة كان الاحتلال المغربي يهيأ لخطط كلها هيمنة و استحواذ و التفاف على مطلب الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال .
الاعلامي الصحراوي “محمد اسليما كيوب ” حاليا يرقد في منزل عائلته بمدينة أسا الصامدة ، تلك المدينة التي انجبت العديد من المناضلين الصحراويين ، الذين كان ال هذا الصحفي يغطي اخبارهم و أنشطتهم و نضالهم .
.
.
للأسف الكل لم يعد يسأل عنه او حتى يزره .
.
.
صحيح أن هذا الصحفي لم يعد يذكر كونه مصاب بمرض النسيان ، لكن صعب أن يظل هذا الرجل منسيا بهذه الدرجة ، و يظل التنظيم السياسي مستمرا في عدم الاتصال بعائلته ، التي تضطر في هذا الوقت الى التكفل به و بعلاجه .
شخصيا لم أكن أعرف هذا الاعلامي المتميز ، لكن و في زيارة خاطفة لي و لمجموعة من رفاق درب النضال الى مدينة اسا الصامدة ، قادهم الواجب الوطني لزيارة الرفيق و المناضل “علي سالم التامك ” ، الذي خضع مؤخرا لعملية جراحية على مستوى الرقبة .
.
.
فوجئنا و نحن نزور هذا المناضل بما يعانيه من نسيان ، هكذا قالت لنا عائلته ، التي أكدت بأن رفاق الدرب بال باستثناء الأخ “علي سالم التامك” تخلوا عنه و تركوه و عائلته في مواجهة هذا المرض .
.
.
الا يفرض علينا الواجب الوطني أن نقف الى جانب هذا المناضل الوطني و الى جانب عائلته ؟؟.
يبقى أن أسير الى أن الصحفي الصحراوي المقتدر “محمد اسليما كيوب” متزوج له ابنة بمدينة العيون المحتلة و 04 أبناء بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
أبيه جامعالعيون المحتلة/ الصحراء الغربية05/12/2021
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس