لا بديل لجبهة البوليساريو ولا خيار غير الإستقلال التام

20
لا بديل لجبهة البوليساريو ولا خيار غير الإستقلال التام
لا بديل لجبهة البوليساريو ولا خيار غير الإستقلال التام

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. في البدء أود أن أشير إلي حقيقة أساسية هي أن تاريخ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب الحافل بالبطولات و الانجازات التاريخية العظيمة لايمكن بأي حال من الأحوال تزويره من قبل أيا كان لأن تاريخ جبهة البوليساريو محمي من أبناء الشعب الصحراوي العظيم المثابر الذي منح من خلال مسيرته النضالية المظفرة التي امتدت خمسة عقود إلا قليلاً الأرض الصحراوية الطيبة أروح أبنائه الغالية و دمائهم الزكية و تحمل أنواعا شتى من العذاب و ألوانا من الأحرمان و واجه صنوفا من الاطهاد و القهر و التشرد مسجلا في ذلك أروع صور التضحية و الفداء و البطولة.

إن جبهة البوليساريو لم تأتي من فراغ و إنماء من منابع حضارية و إجتماعية و سياسية و وحدة وطنية متماسكة تعكس طموحات و آمال و آلام الشعب الصحراوي كل الشعب في زحف مقدس لم يعرف تاريخ الصحراء الغربية مثيلا له نحو تحقيق الحلم العظيم نحو الهدف الاستراتيجي الكبير وحدة الصحراويين و حقهم الكامل في تقرير المصير و الإستقلال التام لتتبلور في إعلان بزوغ فجر الدولة الصحراوية.

إن الدور الريادي لجبهة البوليساريو نابع من كونها الطليعة التي اشعلت انوار ثورة ال20 ماي الخالدة، فأيقظت الوطنية الشاملة في النفوس و أجازت أول برنامج سياسي منبثق عن أول مؤتمر في الساحة الصحراوية، ليس هذا فحسب بل كانت جبهة البوليساريو القوة التي دافعت بصلابة عن حقوق و تطلعات الشعب الصحراوي في الحرية و واجهت القوة الإستعمارية و مشاريعها الهدمة بقيادة رمزنا و عنوان كبريائنا و أبو نضالنا الأكبر القائد الشهيد الولي مصطفى السيد ذلك الرجل الرجال و الأسد المغوار الذي غرس حبه و احترامه و تقديره في نفس كل صحراوي وطني على مدي الأيام و توالى الأزمان.

فالقائد الولي هو صورة مجسد لتجليات الشعب الصحراوي و وقفته الشامخة ضد كل محاولات المسخ الإستعماري لهويته الوطنية و كسر إرادته الحديدية في تقرير مصيره و تحديد مساره الوطني المستقل عن كل دعوات إلالتصاق بالغير و رهن الإرادة الوطنية و مصير الوطن الصحراوي في يد العدو الشهيد الولي رحمه الله و رفاقه الميامين كانو صوت الشعب الصحراوي الذي قال لا.للذل لا.للخنوع.قالوها بصوت بنادقهم الفصيحة.

إن تاريخ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و واد الذهب هو إرثنا النضالي و درب من دروب المحافظة على الإنتماء الوطني فهو إرث اعتمدنا عليه في الأمس و نعتمد عليه اليوم و غدا إنشاءالله.

و هو المحراب الذي نتكئ عليه لننال منه القوة و العزم في الحياة و شرفنا الذي يجب أن يحفظ و يصان.

إن تشويه و محاولة قتل تاريخ جبهة البوليساريو في روح الأجيال الصحراوية يعني الحكم على شعب كامل بالضياع و كسر الثقة بين المناضلين الصحراويين و تقليل لتضحيات بذلت و تقزيم لنضالات قدمت.

إن الذين يروجون إلي بديل لجبهة البوليساريو و يحاولون تشتيت المجتمع الصحراوي و نيل من وحدته الوطنية يجهلون الكثير عن طبيعة الشعب الصحراوي و إجماعه تحت لواء الجبهة الشعبية و عبر نصف قرن إلا قليلاً فهو شعب تحترم مكوناته الإجتماعية بعضها البعض و من خلال ما وجدته من حلول للصتدامات بينها عبر التاريخ أصبحت قادرة على حل كل إشكال طارئ ثم أن الإحترام المتبادل داخل الجبهة الشعبية أوجد دائما لغة تفاهم شعبية بين مكونات هذا الشعب فحين حاول الإستعمار الإسباني زرع الفتنة أطفأها الله بوحدة هذا الشعب النبيل في لقاء عين بنتيلي التاريخي و العظيم و حين أشعلت المملكة المغربية الفتنة نفسها و حاولت أن تواجه الشعب الصحراوي بعضه ببعض إجتمع الشعب الصحراوي الأبي في جبهته مصطفا على صعيد واحد يعلن برائته من المحتل المغربي القاشم و بغضه له و هكذا ستتحطم كل المؤامرات على صخرة وحدة الشعب الصحراوي المنتصر بإذن الله تحت لواء ممثله الوحيد و الشرعي جبهة البوليساريو.

فاليوم أيها الشعب الصحراوي الأبي ها هو النظام المغربي كا عادته يوحاول و بحملة تخربية شعواء تستهدف وحدة و تماسك النسيج الوطني الصحراوي و رائدة كفاحه المسلح جبهة البوليساريو.

فاعليه أيها الصحراويين الاحرار احذرو الطابور الخامس.

إن الحديث الذي يدور هذه الأيام حول يقامة مؤتمر في مقاطعة لاس بالماس دي غران كناريا لإسبانية و الذي دعت إليه مجموعة مايسمى صحراويون من اجل السلام لا يمت بصلة إلي الواقع الصحراوي الفطري دينا و دنيا هذا الغدر و الجحود و قلب ظهر المجن للشعب الصحراوي العظيم الذي قدم عرق شيوخه و جماجم رجاله و دماء شبابه و حرمان أطفاله من الغذاء و الدواء و التشرد في العراء و دموع الأمهات اللائي قدمت فلذات أكبادهن قربانا للحرية و الإستقلال التام.

إن ما تدعوا إليه اليوم أصوات فردية و تتمنى تصدر المجهد الصحراوي و أشهرها صحراويون من اجل السلام و تمثيل الشعب الصحراوي كما تادعي و طرد كل من ينتمى إلي جبهة البوليساريو لأنهم حسب زعمهم أغراب دخلاءو المصيبة الكبراء أن تجد جل من ينسب نفسه إلي هذه المجموعة في حضان العدو المغربي الظالم بلغة أخرى من يقدمون أنفسهم على أنهم ممثلين الشعب الصحراوي و الذين يدعون الوطنية و الوفاء.و للشعب الصحراوي المظلوم اليوم كلهم ساسة أو أكادمين أو حتى أفراد بسطاء كلهم ملمحا عبر قنوات العدو أو وسائل التواصل الإجتماعي بقبول الاوضع الحالي و بقاء المحتل المغربي الذي أباد الصحراويين إضافة إلي بقاء السياسات الإستطانية و نهب خيرات و ثروات الوطن و إقتصاب و إمتلاك أرض الصحراويين كما وقع في الأمس الغريب بمدينة آسا الصامدة و تمادي المحتل المغربي في أهانة الشعب الصحراوي بمختلف مكوناته.

لماذا تصر هذه المجموعة التي تدعي تمثيل الشعب الصحراوي على غمض العينين أو وضع العدسات الاصقة لإخفاء الحقيقة التي يتعرض لها شعبنا الطيب جراء سياسات المحتل المغربي الذي لا تردعه أخلاق و لا قيم إنسانية بنتهك كل الحقوق الاساسية للفرد الصحروي أو كل هذا حماية للشعب الصحراوي و سلامة وحدته حسب زعمكم.

أن مجموعة صحراويون من اجل السلام و من غير تهويل نجدها في أغلب الظن عبارة عن مشروع مغربي إسباني أكثر من معارضة صحراوية و لها أهداف متعددة أهمها للإسقواء و الإستكثار بالشعب الصحراوي و محاولة إقناع الصحراويين بعدم قدرة الصحراء الغربية أن تكون دولة قائمة بذاتها و بالتالي البحث عن صيغة أخرى بمفاهيم بديلا للستقلال الوطني و لجبهة البوليساريو.

أن هذا المشروع الخبيث نسج غزله المحتل المغربي الجبان بمنتهى الاستبداد الذي يحاول من خلاله الالتفاف على حقوق الشعب الصحراوي الذي خاض بانضال السياسي و الكفاح المسلح و الصمود البطولي قرابة خامسون عاما كان فيها العملاء شامتين و متفرجين و منحازين لمساندت المحتل المغربي و لذلك إن من يمس من ممثلنا الوحيد و الشرعي جبهة البوليساريو و من يمس من جيشنا الوطني الشعبي الصحراوي و من يمس من إستقلالنا الوطني التام يقتلنا بالدافر.

إذن نحن اليوم أحوج ما نكون و في هذا الوقت العصيب الذي تمر به قضيتنا الوطنية بسبب المحتل المغربي و عوانه و محاولاتهم البائسة لعرقلة طريقنا إلي الإستقلال التام إلي اليقظة و الحذر و التنبه لهذه المؤامرات الخبيثة التي يدبرها لنا لأعداء و يسوقونها بين الحين و الآخر بنى جلدتنا لمصالحهم الخاصة.

إن الشئ الملح اليوم و الذي لافرار منه و لاتهرب و لا تجدي معه المراوغة أو التحايل هو الاستعداد لتضحية من أجل الوطن الصحراوي.

أليس من الأجدر اليوم أيها الصحراويين الشرفاء أن نقف وقفة صادقة و موضوعية مع أنفسنا لتقيم تجربة جبهة البوليساريو التي بلاشك و لاريب أنها خالدة و عظيمة عظم هذا الشعب الذي أنجبها و خلود شهدائها و جرحاها لنستفيد من محطات تألقها و ما أكثرها فنعززها و نقاط ضعفها فنقويها و عوامل أمراضها المفتعلة فانتخلص منها و أخطاؤها و مسبباتها و التي استلزمتها أعمالها العظيمة فنعالجها بالقضاء عليها بعد أن نتبينها.

إن جبهة البوليساريو بمالها من تأريخ نضالي و منافع للوطن الصحراوي و من خلال وقوف الجماهير الصحراوية بجانبها فستمكث في الأرض بإذن الله تعالى و ما دونها فيذهب جفاء إن شاءالله.

و الشعب الصحراوي ساينتصر و إن طال الطريق، ساينتصر بالصمود و التصدي للعدو المغربي و عملاه.

كنا و مانزال و سانظل نؤمن إن جبهة البوليساريو ليس لها بديل و إن قوة حق الشعب الصحراوي أقوى من كل الأسلحة الأسرائلية التي يمتلكها العدو المغربي الجبان و الذي يبطش بها حق البطش.

فاحق الصحراويين لا يسقط بالتقادم و إن قصر فيه البعض أو خذله البعض الأخر فلابد أن ينتصر له و به كل صحراوي نبيل.

الحق يعلو و لا يعلى عليه و لا يضيع حق وراءه مطالب.

وعليه ادعو كل الخيرين من أبناء الصحراء الغربية لربط الجأش و الاستعداد لرد حقوقنا مهما كلفنا ذلك من تضحيات لأن ما أخذ بالقوة لا يرد إلا بألقوة فإ ما إن نكون أحرارا في وطننا و ما الشهادة.

رحم الله شهداء الثورة الصحراوي المجيدة جميعا و أسكنهم فسيح الجنان.

ولا نامت أعين الجبناء.

عاشت جبهة البوليساريو.

بقلم: خطاري سيديا.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس