أفريقيا برس – الصحراء الغربية. منذ ان اصدرت وزارة الاعلام الصحراوية بيانها الاخير المثير للجدل ، الذي وصفه مراقبين بمعتل العين تارة وبالجملة الاعتراضية التي ليس لها محل من الاعراب تارة اخرى ، حول رده على لقاء القيادي الليبي البارز عبد السلام جلود مع قناة فرنس 24 الفرنسية الناطقة بالعربية ، ومنذ ذلك الحين ومواقع التواصل الاجتماعي تعجُ بالقضب و تضع اللوم على تصرفات مخرجي بيانات وزارة الاعلام ، نحاول في هذا المقام ان نضع الراي العام في قراءة حول ذلك البيان الغريب ، لكن مايهمنا الحديث عنه في بيان وزارة الاعلام هو على اي اساس تصدر وزارة الاعلام الصحراوية بيان عبر وكالة الانباء الرسمية ؟ هذا من جهة ومن جهة اخرى مالذي يقلق وزارة الاعلام في لقاء جلود حتى تصدر بيان رسمي ؟ بالمقارنة مع احداث اخرى وقعت ولا تزال من أطراف وشخصيات دولية؟من وجهة نظري المتواضعة كان لابد قبل اصدار البيان نضع بين اعيوننا ، الظرفية ثم الخلفيات السياسية التي تهمنا نحن كصحراويين من هكذا مواقف وايضا لا ننسى فلسفة المجتمع الصحراوي التي تلعب دورا مهما في اي خطوة سياسيةهذا البيان ركز على المعطيات الخاطئة على شكل قالب تصحيحِ، التي لا تهمنا بقدر ما تهمنا الايجابيات التي حملها البيان كشهادة ملك المغرب وكان يجب التركيز عليها هذا ان احتجنا لبيان، بهدف اقناع المشككين بقوة البوليساريو والدولة الصحراوية، على غرار تأكيد ملك المغرب المغبور الحسن الثاني على ان الصحراء ليست مغربية ، وايضا قول فرنكو الذي يحمل بين طياته ان الصحراء الغربية وشعبها يصعب بلعهم في اشارة واضحة بان ذلك يحتاج اقناع الشعب الاسباني بالامر كانه يدرك ان الشعب الاسباني لن يقبل بذلك ، خاصة ان المعطيات جاءت على لسان قيادي ليبي بارز يصف بالمطلع و المقرب من نظام القذافي، وحتى لا أُكرر ما تفضل به عبد السلام جلود ،خلال نزوله ضيفاً على برنامج محاور، الذي تبثه قناة فرنس 24 الفرنسية الناطقة بالعربية حول بعض تفاصيل سيرة عمله السياسي المتعلقة اساسا بالصحراء الغربية ابان نظام القذافي .
بنظري البيان الذي وصفه مراقبين بالهزيل لم يراعي بعض ادبيات السياسة ولا الدبلوماسية ولا الظرفية التي نحن عليها اليوم سياسيا كانت او ميدانيا ، وما تستوجبه من لباقة وحنكة في التعاطي المرن مع بعض القضايا خاصة الحساسة منها ، فاذا كان القصد من البيان هو التوجه الجديد نحو العهد الليبي الجديد فليبيا لم تستقر بعد حتى نحسم موقف محدد ، لكن الاصح هو مع من يختر الحليف ، مهما تكن النتائج في ليبيا بعد الانتخابات المقبلة، فلا يمكن نكران خير ليبيا السخي من يستطيع انكار الدعم السخي الذي قدمته ليبيا إبان الثورة التحريرية الصحراوية، من سيارات لاندروفير الى سلاح خفيف وثقيل وصولا الى الخيم التي ساهمت بشكل كبير في حماية الشعب الصحراوي من اهات ومعاناة الطبيعة القاسية .
اما من حيث التوقيت كان حري بوزارة الاعلام عدم التسرع في اصدار هكذا بيانات لانها حساسة خاصة اذا نُقلت عبر وكالة الانباء الرسمية .
قبل الاذاعة والتلفزة الوطنيتين ،فما هكذا يجب ان تدار شؤون السياسة الاعلامية وماهكذا ننطق !!نصيحة للقائمين على الاعلام الصحراوي ومن حشروا انفسهم ناطق باسم وزارة الاعلام ، الأحسن لهم أن يصمتوا، ويبقوا أقرب إلى الأبكم من الناطق، حتى لا تنكشف عوراتهم، ويسقطوا من الأبراج العالية التي توهّم الناس وتوهّموا هم أيضا أنهم فيها، بعيدين عن الناس وعن تحليل افكار هم كذلك قاصرين ، يطاولون السحاب.
ويمكن مشاهدة ذلك في بيان وزارة الاعلام الاخير .
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس