معاريف: “الإبراهيميات” عززت مكانة إسرائيل إزاء تحدياتها الإقليمية

15
معاريف: “الإبراهيميات” عززت مكانة إسرائيل إزاء تحدياتها الإقليمية
معاريف: “الإبراهيميات” عززت مكانة إسرائيل إزاء تحدياتها الإقليمية

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. انضمام المغرب إلى اتفاقات إبراهيم وإعلانه الرسمي عن إقامة اتفاق التطبيع قبل سنة، بعد نحو أربعة أشهر من إعلان عن اتفاقات الإمارات والبحرين، أدى إلى خلق محور جغرافي – سياسي – استراتيجي من الخليج الفارسي، عبر السودان وحتى شمال إفريقيا، وعزز الاتفاقات بشكل كبير.

تعاونت “إسرائيل” مع المغرب على مدى السنين، ولا سيما في مجالات الأمن والسياحة. في 1995، عقب اتفاق أوسلو، أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية قطعت في العام 2000 عقب اشتعال الانتفاضة الثانية. والانضمام إلى اتفاقات إبراهيم ورفع مستوى العلاقات رمّم الدبلوماسية بين الدولتين ووسعها إلى مجالات أخرى.

انضم المغرب إلى اتفاقات إبراهيم بسبب تطلعه لمقابل سياسي عظيم القيمة تلقّاه من الرئيس الأمريكي ترامب. ففي 1976 احتل المغرب الصحراء الغربية، ومازال يخوض حرباً ضد جبهة التحرير بوليساريو، التي تدعي الاستقلال والسيادة على المنطقة. لا تعترف معظم دول العالم بالاحتلال المغربي، ولهذا طلب المغرب اعترافاً أمريكياً بحقه في حكم المنطقة مقابل انضمامه إلى اتفاقات إبراهيم. واستجاب ترامب الذي كان معنياً جداً بتوسيع الاتفاقات، لهذا للطلب.

في البداية، أقام المغرب و”إسرائيل” علاقات دبلوماسية على مستوى الممثليات فقط، عندما فتحت “إسرائيل” في كانون الثاني 2021 مكتب ارتباط في الرباط، وبعد شهر من ذلك فتح المغرب مكتب ارتباط في تل أبيب. في زيارة وزير الخارجية يئير لبيد إلى المغرب في آب الماضي، اتفق على رفع مستوى الممثليات إلى سفارات ووقع على اتفاقات للتعاون في مجالات السياحة والثقافة والرياضة.

وبدأت تطورات ذات مغزى في الجوانب العسكرية والأمنية. وجرت الخطوة الأهم الشهر الماضي، عندما زار وزير الدفاع بني غانتس الرباط ووقع على اتفاق تعاون أمني. وبدأت رحلات جوية مباشرة في تموز بين المغرب و”إسرائيل”، أما التجارة، من الجانب ال”إسرائيل”ي فارتفعت بشكل ملحوظ.

رغم العلاقات الآخذة في التحسن، يجب أن نذكر أن هناك محافل إسلامية ومؤيدة للفلسطينيين في المغرب تعارض التطبيع بين “إسرائيل” والمغرب وتتظاهر ضده. وفي السنة الماضية، حدث تخوف من أن المواجهة ال”إسرائيل”ية – الفلسطينية، التي بلغت ذروتها في حملة “حارس الأسوار”، وكذا في انتصار بايدن في الانتخابات للرئاسة في الولايات المتحدة، سيعرضان العلاقات المتحققة للخطر. وهنأ رئيس وزراء المغرب المنصرف، العثماني، إسماعيل هنية بـ “انتصار” حماس في حزيران، بل واستضافته في زيارة رسمية. ورغم ذلك، لم تتضرر العلاقات مع “إسرائيل”. كما أن إدارة بايدن أعلنت أنها ستعزز اتفاقات إبراهيم.

وختاماً، يمكن القول إن الاتفاقات تنجح في اختبار التحديات الإقليمية، وقد حسنت مكانة “إسرائيل” وعززتها في المنطقة. وثمة تقدير بأن العلاقات مع المغرب ستتعاظم في السنوات القريبة القادمة.

بقلم: البروفيسور ايتان جلبوع

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس