أمينتو حيدار: معركة الصمود التي تقودها سلطانة خيا سيخلدها تاريخ مقاومة الشعب الصحراوي

14
أمينتو حيدار: معركة الصمود التي تقودها سلطانة خيا سيخلدها تاريخ مقاومة الشعب الصحراوي
أمينتو حيدار: معركة الصمود التي تقودها سلطانة خيا سيخلدها تاريخ مقاومة الشعب الصحراوي

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. قالت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال المغربي (إيساكوم) والمدافعة عن حقوق الانسان، أمينتو حيدار، إن “المعركة الاسطورية” التي تقودها المناضلة سلطانة خيا وعائلتها من داخل منزلها بمدينة بوجدور المحتلة، ارتقت عاليا في سماء التضحية لترسم بمداد الفخر والاعتزاز والبطولة صفحة وضاءة سيخلدها تاريخ مقاومة الشعب الصحراوي.

وأوضحت أمينتو حيدار في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمعركة سلطانة خيا ضد الاحتلال المغربي، الذي يفرض عليها إقامة جبرية بمنزلها العائلي مع استهدافها بشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، أن “هذه المعركة جسدت كل معاني التحدي والصمود، استطاعت من خلالها سلطانة خيا والواعرة خيا والام الطاعنة في السن امنتو الناجم امبيريك تلقين جلادي نظام الاحتلال المغربي معنى الانتماء للوطن والتعلق بحبه والدفاع عنه، والاستعداد للتضحية من أجله، تعلمهم ان الوطن هو الكرامة، والكرامة هي الوطن”.

وتحدثت رئيسة “إيساكوم” مطولا عن رحلة العذاب والمعاناة الطويلة لأيقونة النضال الصحراوي سلطانة خيا، والتي تقول أنها “تتدفق عرقا ودما وألما تحت حصار جائر في فضاء بيت معزول يختزل الضيق ومحدودية الحركة”، لكن على جوانب هذا الخندق، تضيف “تكسرت مخططات تسفيه المعركة وانهارت وتلاشت محاولات النيل من المعنويات”، كما “سقطت تباعا مناورات اقتناص وسحب علم الجمهورية العربية الصحراوية الذي ظل عاليا وعلى رؤوس الأشهاد خفاقا شامخا ترفعه ايادي سلطانة والواعرة اللائي شربن الوفاء للعهد والثبات على الموقف من ثدي الام امنتو الناجم امبيريك، في يوميات معركة سلطانة”.

وقالت في هذا الاطار: “على مدار سنة كاملة لم يغب العلم الوطني الصحراوي الذي ظل ينتصب في كل مرة كالمنارة يطاول عنان السماء، يضيء سماء الوطن و يزيح عتمة الاحتلال البغيض، يرفرف عاليا، يعزف لحن الحرية و ينبئ بقرب يوم النصر”.

وذكرت رئيسة الهيئة الحقوقية أن عائلة اهل خيا تعيش وضعية انسانية كارثية بكل المقاييس، باتت تشارف نهاية رحلتها السنوية الاولى. و استعرضت في هذا الاطار جزء من معاناة العائلة المناضلة بالقول: “ثلاث نسوة في عزلة تامة عن كل بيوت واحياء المدينة، لا ماء ولا كهرباء ولا نظافة ولا غذاء، وفي وضع صحي بئيس مؤلم، في بيت خال من كل مقومات الحياة الاساسية، لكنه لا يعدم مقومات الصمود و التحدي والقدرة على التفوق على سادية الجلادين الجبناء”.

و”ذاقت سلطانة خيا وعائلتها خلال سنة كاملة تحت الحصار الخانق والاقامة الجبرية كل أشكال التعذيب الجسدي والنفسي وصنوفه الحاطة من الكرامة الانسانية، كما تفننت قوات القمع المغربية في ممارسة كل الافعال المشينة عليها والاساليب الرعناء المعهودة لنظام الاحتلال المغربي، كالرفس والضرب والسحل بكل عنجهية، بل العبث بشرفهن واغتصابهن بوحشية”.

ارادة الشعب الصحراوي “لا تقهر”

كما أفادت امينتو حيدار بأن “اجهزة القمع المغربية حاولت اغتيال المناضلة الصلبة سلطانة خيا مرة حين رشقوها بحجر، وعمدوا مرة الى جرها لإسقاطها من اعلى سطح المنزل بواسطة رافعة ظلت مرابطة امام منزل عائلة اهل خيا خلال عدة شهور، كما دسوا لها فيروس كورونا في احدى المرات، واخيرا عمدوا الى وخزها بحقن مجهولة المحتوى”.

“يحدث كل هذا تحت جنح الظلام وفي غارات ليلية جبانة متكررة، حيث يتم اقتحام المنزل او التسلل إليه قفزا من اسطح الجيران، فيزرعون الرعب داخل البيت و يعيثون فيه فسادا، يكسرون و يسرقون وينثرون كل محتوياته، ويسكبون عليها القاذورات والمياه العادمة”.

واكدت رئيسة الهيئة الصحراوية لمناهضة الاحتلال ان “هذه العائلة الصامدة واجهت أساليب الاحتلال المغربي الخبيثة وممارساته الوضيعة الواطية بعزيمة فولاذية ورباطة جأش اربكت نظام الاحتلال المغربي، وجعلته يتخبط في ردود افعال هستيرية، وعرته امام العالم و كشفت همجيته، التي تعبر عن المستوى المنحط الذي سقط فيه نظام المخزن المغربي المحتل”.

“ورغم كل المعاناة و قساوة الاحداث التي مرت بها العائلة المجاهدة والتي اصبحت مفخرة للشعب الصحراوي وفي كل اماكن تواجده، لقنت النسوة الثلاث دروسا للعدو المغربي في الصمود و التحدي لن ينساها ابدا، كما رفعت همم المناضلات والمناضلين. واستطاعت ثلاث نسوة الانتصار وبكل ثبات و اقتدار في ملحمة الصمود الاسطورية”، مضيفة “طوال الاثني عشر شهرا، اثبتن وبالملموس ان ارادة الانسان الصحراوي لا تقهر”.

وأشادت في هذا الاطار بالنضال السلمي لنساء عائلة اهل خيا، “المسالمات اللواتي يتسلحن فقط بسلاح الايمان بشرعية وعدالة القضية، قضية شعبهم وحقهن في الحرية والاستقلال”.

وفي حديثها عن الصمت الدولي المفضوح ازاء جرائم الاحتلال المغربي بحق الصحراويين، أكدت أن عائلة اهل خيا بصمودها احرجت المنتظم الدولي وفضحت تواطؤه وانتهاجه لسياسة الكيل بمكيالين، فانكشف، تقول، “زيف الشعارات الرنانة المطالبة باحترام حقوق الانسان والحريات العامة، وما صار واضحا اليوم هو انعدام أية جدية ازاء الحلول السلمية المتداولة في ظل هذا الواقع الكارثي الذي يئن تحت وطأة الاحتلال”.

وفي الختام، أكدت المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان، أمينتو حيدار، على أن “الافق بات يضيق بما ينتظر رحلة المبعوث الشخصي الجديد دي ميستورا، في ظل تغييب كلي لمنطلقات صحية لأية مفاوضات محتملة تكون قاعدتها سلامة وأمن المواطنين الصحراويين واحترام كامل حقوقهم المشروعة”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس