أفريقيا برس – الصحراء الغربية. يعاني الشباب في المغرب من الحيف واللامباليات وهو من بين الفئات الهشة اجتماعيا، هذا الكلام صدر عن وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، المهدي بنسعيد امس الثلاثاء خلال جلسة الأسئلة الشفوية الأسبوعية بمجلس المستشارين.
حيث قال بالحرف الواحد: «أن ما لاحظه قبل توليه للمسؤولية وما تأكد منه بعدها، هو أن الشباب في المغرب يعتبر الفئة الأقل شغلا ودخلا اقتصاديا، ومن بين الفئات الهشة اجتماعيا، والأكثر تذمرا وشكاية من الحيف واللامبالاة “.
وإذا اخذنا بعين الاعتبار ما صرح به المهدي بنسعيد من ان الشباب في المغرب من أكثر الفئات الاجتماعية هشاشة.
واستحضرنا نتائج الدراسة التي أجريت سنة 2019 على الهيكل العمري بالمغرب والتي خلصت الى أن 26.3% من السكان لم يتجاوزوا سن الرابعة عشر من العمر، 43.1% دون سن 25 عامًا، فيما نسبة 46.32% من السكان تقع في الفئة العمرية (25-59) عامًا، أما من هم عند 65 عامًا فما فوق فيقدرون بـ 10.9% فقط.
نستنتج ان الشباب الذي يمثل الأغلبية الساحقة الى جانب فئات أخرى اقل منه هشاشة، حسب كلام المسؤول المغربي, أصبح أكثر من أي وقت مضى, مصدر ازعاج بل وخطر بالنسبة للفئة القليلة التي تهيمن على ثروات المغرب الباطنية والسطحية, دون حسيب او رقيب, وتجعل من طاقاته و موارده البشرية خدما وحشما لإشباع نزواتها وغرائزها الشاذة.
لقد ازدادت أوضاع الشباب المغربي تعقيدا بعد قرار الدول الأوروبية حماية حدودها، وإعادة كل من اجتازها بطريقة غير شرعية الى بلده الاصلي، ضف الى ذلك تأثير جائحة كوفيد 19 على السياحة في المغرب التي كانت بما توفر من فرص شغل رغم ما فيها من استغلال يفوق التصور, تذر عليهم ما يضمن لهم ولعائلاتهم اسباب العيش في حدوده الدنيا.
وبالتالي فدرءا للخطر الداهم، واعتبارا لكون السجون استنفذت طاقاتها الاستيعابية، وزادت عليها بما اصبح يهدد بالانفجار, لم يعد امامهم من مخرج سوى الزج بطلائع الشباب ونخبه الأكثر حيوية في الصحراء الغربية لتبدبد طاقاتهم الحية هناك, وتعريضهم للموت المحتوم في حرب عدوانية ضد الشعب الصحراوي لا ناقة لهم فيها ولا جمل, سبق لابائهم واخوانهم وجيرانهم ان تجرعوا على مضض مرارتها, وافترش من خرج منها سالما “الكارطون” امام البرلمان وغير من المؤسسات المغربية, احتجاجا على ما آل اليه وضع عائلته اما هو فحدث ولا حرج .
لقد كشف الوزير المنتدب المكلف بإدارة جيش الاحتلال المغربي انه سيتم استئناف الخدمة العسكرية الاجبارية خلال 2022, وحسب نفس المسؤول الذي كان يتحدث اول امس امام البرلمان المغربي, تم اعداد مراكز جديدة للتكوين لاستقبال حوالي 20 ألف مجند، وذلك بمدن “بنسليمان”، و “سيدي يحيى الغرب”، و “بنجرير” و “طانطان”.
واضاف أن وزارة الداخلية ستعمل في القريب العاجل على إطلاق عملية إحصاء الأفراد الذين سيكونون الفوج المقبل وتصنيفهم.
فهل سيكون مصير طلائع الشباب المغربي بعد اكتظاظ السجون وغلق الحدود, الموت المحتوم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ؟
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس