اثراء لمساهمة الأخ ابراهيم محمد محمود بيدلل

16
اثراء لمساهمة الأخ ابراهيم محمد محمود بيدلل
اثراء لمساهمة الأخ ابراهيم محمد محمود بيدلل

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. بداية أريد الاشارة الى انني، بحكم من معرفتي الشخصية وعلاقة العمل التي جمعتني بالأخ ابراهيم محمد محمود، اكن له كامل الاحترام والتقدير فكرا، سلوكا ووطنية، وأعتبر ان مساهمته تتضمن أحكاما ومقترحات في منتهى الطرح السليم والهادفية.

ولعل الجرأة في نشر مثل هكذا مساهمة وحدها كافية لتعكس مدى تحمل الرجل، الذي شغل عدد من المناصب الحساسة، لمسؤوليته في دق ناقوس خطر الواقع الذي يمر به كفاحنا التحريري.

وكنت قد اشرت في شهادتي عن الزعيم الشهيد الرئيس محمد عبد العزيز إلى وسطية شخصية هذا الرجل الذي توفق في إدارة إحدى اهم محطات وقفاتنا الجادة مع الذات والتقييمات المعقدة التي تكللت بالنجاح في توسيع العملية الديمقراطية والمشاركة في صنع القرار التي شكلت اهم مخرجات المؤتمر التاسع للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.

فيما يخص الوضع الدولي، من الاهمية بمكان كذلك الإشارة إلى انه في ظل تطور التكنولوجيا وهيمنتها على جميع مجالات الحياة فقد وصلت حرب قراصنة الانترنت او ما يسمى ب” الحرب السيبرانية” اوجها من اجل الحصول على المعلومات وتدمير او على الاقل تعطيل البنى التحية للخصوم.

كما ان الحرب الجرثومية او البكتيرية هي الأخرى باتت من الاحتمالات الواردة جدا في المستقبل نظر لقوة تأثيرها على كل مجالات الحياة، وقد اتضح انها هدفا للقوى الكبرى ضمن مخططات سيطرتها على العالم، ولعل الازمة العالمية التي احدثها وباء كرونا وملايين الأرواح التي حصدها كانت اكبر دليل على مدى خطورتها.

اما فيما يخص واقعنا نحن، فإن “تنظيم وقفة جادة وموضوعية مع الذات” هي مطلب عام ومن شأنها ان تلبس وحدتنا الوطنية حلة جديدة ومتجددة وتعزز التفاف شعبنا حول رائدة كفاحه الجبهة الشعبية، ولاشك ان “عفوا شاملا” كما اقترح الأخ ابراهيم محمد محمود سيخلق الأجواء المناسبة لنجاح هذه الوقفة.

وفي هذا الاطار ارى:اولا: ان حركتنا تحولت من تنظيم ثوري جامع لكل الصحراويين وقاسمه المشترك هو العطاء والتضحية ونكران الذات الى نظام بيد مجموعة من الأشخاص يفعلون ما يشاؤون دون رقيب ولا حسيب، وهذا ما اصبح يفرض صياغة جديدة للأسس والمبادئ بما يضمن الحداثة واحترام آراء المناضلين داخل الحركة.

ثانيا: إن أقرب عقد يتناسب مع واقعنا هو ميثاق وطني يحدد المنطلقات، المبادئ والأهداف التي يتطلع لها شعبنا، ليس على مستوى التحرير فحسب، بل كذلك على مستويات البناء والتنظيم.

ثالثا: ضرورة المحافظة على فصل السلطات والتوازن في الصلاحيات فيما بينها لتجنب اي انفراد بالقرار وما يترتب عن ذلك من عواقب وخيمة على الأداء.

رابعا: التقييم والمحاسبة عنصران اساسيان في الأداء المؤسساتي وتزداد اهميتهما بالشفافية، وبقدر ما كان مجالهما واسعا بقدر ما كانت النتيجة ايجابية، لذلك فإن هيئة المجلس الوطني، التي جاءت عقب تفكير عميق، تظل الإطار الكفيل بلعب هذا الدور على كل مفاصل الحركة والدولة لاطمئنان القاعدة على صحة القرارات والسير الحسن للاجهزة من خلال ممثليها المنتخبين.

لابد ان تحظى هذه الهيئة بعناية خاصة، ليس من اجل احتوائها لكل الآراء او تأهيل الإطار، ولكن كذاك من حيث شروط العضوية فيها ومتطلبات عملها.

خامسا: الرهان الحقيقي هو على العنصر البشري، الذي لابد من وضع استراتيجية لاحتوائه واستغلال مهاراته بتوظيف اعداد الخريجين الكبيرة من مختلف الشعب والاختصاصات وتشجيع الابداع والتنافس.

وفي هذا الاطار تأتي أهمية التكوين واعادته والمسابقات والملتقيات.

وفي الاخير، لا يفوتني الا ان اثمن ايضا مساهمات عديدة أخرى لعدد كبير من المناضلين، واتمنى ان يستقبل الراي الوطني مزيدا منها.
بقلم: الديش محمد الصالح

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس