التحضير لعملية نواكشوط (الجزء الاول )

28
التحضير لعملية نواكشوط (الجزء الاول )
التحضير لعملية نواكشوط (الجزء الاول )

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. الجزء الأول التحضير لعملية نواكشوط:بعد ما قدمت لكم نبذة عن حياة الرجلين، تمهيدا لنشر تفاصيل هذه العملية، ارتأيت ان انشر في هذا الجزء الأول طريقة التحضير رغم غياب بعض التفاصيل الدقيقة التي نتمنى أن نحصل عليها يوما في قادم الأيام حتى تكتمل الصورة.

بدأ محدثي احمد بنجارة يسرد جانبا من التحضير للعملية، وكيف انضم إلى فرقة خاصة لهذا الغرض، قائلا: كنت جريحا، على اثر مشاركتي في عملية تافودارت، حيث اصبت في الذراع والرأس والظهر، و لا زالت الجبيرة على ذراعي المصاب، في احدى الامسيات، زارني الولي رفقة بعض الاصدقاء في دار اهل موسى في تندوف، كنت حينها ارتدي زيا تقليديا (دراعة من بزاه)، جلسنا في بهو الدار، وتبادلنا الحديث وكان الولي – رحمة الله عليه – يمازحني قائلا: احمد، الا ترغب في مبادلتي هذه الدراعة بلباس طويل (بدلة صفاري).

فرددت عليه، وانا ابتسم لا، هذا غير معقول، (هذا هو السفه انتم لابس دراعة من بزاه الين هذا هو انا متكبط).

لم افهم قصده، لكنه يبدو انه كان يبعث لي برسالة مشفرة في ثنايا الكلام، يريدني من خلالها لمهمة ما، حيث كلمني على انفراد، وقال لي، نحن نحضر لعملية، سيسجلها التاريخ، لكنه لم يقل لي مكانها، ولا زمانها.

قال لي اعي جيدا ظروفك، واحوالك الصحية، اذا كنت قادرا على مرافقتنا فذلك ما نريد، واكد لي حمادي البايفو – يقول الولي- انك تلقيت رفقته تدريبا عسكرا على سلاح الهاون.

قبلت الامر، وكيف لي ان ارفضه، وهو ياتي من قائد همام، في اطار حربنا ضد الغزو، واستجبت فورا للطلب دون تردد.

كانت هذه هي اهم الاسباب، التي من خلالها انضم المقاتل احمد بنجارة الى هذه المجموعة، التي نفذت عملية نواكشوط الاولى، في يونيو من تلك السنة 1976.

حيث أكد انه بعد ذلك اللقاء، تواصل معه سيداحمد اركيبي ولد لدور، وكان قد كلفه الولي ببعض التحضيرات الخاصة بالعملية، حيث طلب مني الانضمام إلى الفرقة، التي ستقوم بالتحضيرات الاولى للعملية، حيث قمنا باخفاء بعض براميل المحروقات، في طريق العملية، كانت حوالي سبع وعشرون او ثماني وعشرون برميلا من المحروقات (ديزل وبنزين)، تم ذلك في موقعين مختلفين هما (اوشيش بوطلحة) والذي تم اكتشافه من قبل القوات الموريتانية، و تم الاستلاء على تلك الشحنة من المحروقات، وجزء اخر عند (ام ارواقة) التي تبعد عن ازويرات بحوالي 32 كلم شرقا، كان ذلك بشهور قبل العملية وبطريقة سرية جدا.

وهذا الجزء الأخير، هو ما تزودنا به في طريق العودة، عندما تعرضنا للهجوم، بالقرب من اوشيش بوطلحة.

حيث كنا نحن من كلف باخفائه في ذينك الموقعين، وقد زودنا به سيارتنا في طريق العودة، وكانت الفكرة حقيقة رائعة وموفقة، ولها أثر إيجابي جدا على نفوس المجموعة في طريق العودة.

قبل ذلك، ذهب سيداحمد اركيبي وحمادي، وجلبو منه ما تزودو به، ثم مرت عليه مجموعة أخرى، وتزودت منه، وكنا نحن اخر من يمر عليه، حيث وجدنا اخر اربع براميل، زودنا بها سيارة لاندروفير، قد تركتها إحدى المجموعات في طريق العودة.

الصورة(احمد بنجارة الثاني على يمين الصورة).

تحقيق بلاهي ولد عثمان

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس