قوجيل يرد “ضمنيا” على أخبار “إنهاء بوتين مهام السفير الروسي بسبب تصريحاته حول الصحراء الغربية”

28
الرجل الثاني في الجزائر يرد “ضمنيا” على أخبار “إنهاء بوتين مهام السفير الروسي بسبب تصريحاته حول الصحراء الغربية”
الرجل الثاني في الجزائر يرد “ضمنيا” على أخبار “إنهاء بوتين مهام السفير الروسي بسبب تصريحاته حول الصحراء الغربية”

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. حرص صالح قوجيل رئيس مجلس الأمة الجزائري، على استقبال السفير الروسي إيغور بيليايف المنتهية مهامه في الجزائر قبل مغادرته البلاد، مع الإشارة إلى أن اللقاء استعرض في جانب منه قضية تقرير المصير في الصحراء الغربية. وبدا ذلك ردا على التأويلات التي رافقت قرار تعيين سفير روسي جديد في الجزائر، والتأكيد من جديد على تقاسم البلدين موقفا متقاربا من القضية الصحراوية.

استقبل صالح قوجيل، وهو بروتوكوليا الرجل الثاني في الدولة، الإثنين، سفير فيدرالية روسيا لدى الجزائر، إيغور بيليايف، الذي أدى له زيارة وداع، على إثر انتهاء مهامه بالجزائر، وفق ما أورده بيان لمجلس الأمة. وتناول اللقاء، وفق المصدر، “العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين، وآفاق الرقي بها إلى مراتب أفضل في ظل توجيهات رئيسي البلدين عبد المجيد تبون وفلاديمير بوتين، والتي ستتعزز أكثر في أفق لقاء القمة المقبل بين الرئيسين”.

واغتنم قوجيل الفرصة ليشكر السفير الروسي على “المجهودات الحثيثة التي بذلها وعلى الدور الذي لعبه في توطيد العلاقات الثنائية، طيلة مكوثه بالجزائر”، معربا عن “كبير ارتياحه لجودة العلاقات الجزائرية الروسية التي تنحو باتجاه الأفضل بما يعود على الشعبين والبلدين الصديقين بالمنفعة المشتركة”. من جانبه، نوّه السفير الروسي بـ”جودة العلاقات الجزائرية الروسية واصفاً إياها بالتقليدية والعميقة، ومعتبراً الجزائر شريكاً استراتيجياً لروسيا”.

لكن أهم ما ورد في بيان الغرفة التشريعية الثانية، هو التركيز على تناول اللقاء للقضايا الدولية التي أثير أن السفير الروسي في الجزائر أقيل بسببها، وفق ما تداولته على نطاق واسع مواقع مغربية. وأكد البيان في هذا الشأن، أن المحادثات تناولت “مستجدات القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس مع ضرورة احترام الشرعية الدولية، وكذا القضية الصحراوية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره باعتبارها قضية استعمار مع وجوب احترام مقررات الأمم المتحدة بهذا الشأن؛ فضلاً عن المشهد الليبي وتطوراته، والوضع الاقتصادي الصعب الذي يشهده العالم”.

وفي آخر تصريحاته قبل صدور مرسوم تنحيته، قال السفير الروسي بيليايف، في تصريحه يوم 25 مايو/أيار الماضي، إن “الجزائر وروسيا تتشاوران حول أهم القضايا الإقليمية ومنها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية”. وتابع: “نحن ندعو فيما يخص كلا القضيتين لتطبيق القرارات ذات الصلة الصادرة عن الأمم المتحدة. وفيما يخص هذه القرارات، فإن كلا الشعبين من حقهما تقرير المصير”. كما انتقد في تصريحات أخرى الموقف الإسباني الجديد من قضية الصحراء الغربية، وقال إنه لا يستبعد أن يكون وراءه ضغوط دولية على إسبانيا.

وربطت مواقع مغربية قرار إنهاء مهام بيليايف بتصريحاته حول الصحراء الغربية، واعتبرت ذلك عقابا له من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عدم التزامه بالخط المحايد لروسيا، وهي تأويلات سرعان ما رد عليها الإعلام الجزائري، معتبرا أن هذا التغيير لا علاقة له أبدا بتصريحات السفير التي أكد عليها في عدة مرات سابقة. ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية عن الأمين العام المساعد السابق لمنظمة الوحدة الإفريقية، نور الدين جودي، أن نقل السفير الروسي بالمغرب إلى الجزائر، يدخل في إطار التعاون الوثيق بين الجزائر وموسكو، مشيرا إلى أن الجانب المغربي انزعج من هذا القرار. وأبرزت من جانبها، صحيفة “الخبر” أن السفير الروسي الجديد لديه صداقات قوية في الجزائر، وهو ما يفسر حسبها قرار نقله للجزائر.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد قرر بموجب مرسوم صادر بتاريخ 27 أيار/ماي 2022، تعيين السفير فاليريان شوفايف سفيرا فوق العادة لروسيا في الجزائر، وذلك بعد إنهاء مهامه من منصبه كسفير في المغرب. كما قام بوتين بتعيين الدبلوماسي فلاديمير بايباكوف في منصب السفير الروسي لدى المغرب، بدلا من شوفايف، في حين تم إنهاء مهام سفير روسيا بالجزائر إيغور بيليايف.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس