الورقة الخاسرة!

11
الورقة الخاسرة! (بقلم: يوسف محمد عبد القادر خواجا)
الورقة الخاسرة! (بقلم: يوسف محمد عبد القادر خواجا)

(بقلم: يوسف محمد عبد القادر خواجا)

افريقيا برسالصحراء الغربية. حقا أمر مخجل ومؤسف أن ترى من يسمون أنفسهم مثقفين وصحفيين وكتاب من المغاربة يؤيدون ما حدث في اليومين الأخيرين من هجرة غير نظامية ضمت المئات من الشباب والنساء والأطفال نحو إسبانيا في رحلة الموت غرقا أو النجاة والوصول لمدن سبتة ومليلية.

في المعتاد تعتبر الهجرة الجماعية بهذا الشكل الذي لوحظ في اليومين الأخيرين تعبير صريح عن تدني مستوى المعيشة وإنتشار الفقر والإقصاء والتهميش، أو وجود حرب في البلد أو وقوع كوارث طبيعية أو غير ذلك من الأسباب الموضوعية التي تدعو إلى الهروب والنزوح الجماعي بهذا الشكل الغير مسبوق.

كل هذه الأسباب السالفة الذكر والتي أدت إلى هذا النزوح الجماعي غير موجودة، هذا حسب إدعاء الحكومة والساسة المغاربة وكذا فعاليات المجتمع المدني ومن يحسبون على النخبة بقولهم بالعامية المغربية “المغريب زوين أحسن من ألمانيا” أي أن المغرب أجمل من ألمانيا، هم بفعلتهم هذه يزعمون أن ذلك لأجل الضغط على إسبانيا من خلال إستعمال ورقة الهجرة وتعليق التعاون الأمني، لأن هذه الأخيرة إستقبلت الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، قصد العلاج من تداعيات الإصابة بفيروس كورونا.

نقول لكم كما قيل من قبل ما هكذا تورد الإبل، فتلك السياسة الخارجية فاشلة وستجنون ثمارها والضحية هو الشعب المغربي المغلوب على أمره، فإسبانيا هي دولة أوروبية وإبتزازها يعني إبتزاز أكثر من أربع وعشرين دولة، وذلك ما ظهر من خلال تصريح المفوضية الأوربية من بروكسل، لأن سياسة لي الذراع مقابل تبني مواقف من قضية الصحراء الغربية لن تجدي نفعا، كون إسبانيا مسؤولة تاريخيا عن ما وقع بمستعمرتها السابقة أين تخلت عن الشعب الصحراوي مع بداية ثورته وتأسيس طليعته الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، وهي اليوم أكثر مطالبة بتصحيح أخطاء الماضي والمضي في دعم الشعب الصحراوي (وهذا موقف الشعوب الإسبانية كلها) من خلال تمكينه من حقه المشروع في إختيار مستقبله السياسي في الحرية والاستقلال.