تربية النحل في ساحل العاج فائدة مضاعفة للمزارعين

9

الصحراء الغربية – افريقيا برس. يسيطر الهرّ لاري على داوننغ ستريت منذ عقد، فهو نجم مقرّ رئاسة الوزراء البريطانية، وقد خدم 3 رؤساء وزراء وبات أسطورة يتابع الجميع أخبار قيلولته ومزاجه وشقاوته.

وصل الهر الأبيض المخطّط إلى 10 داوننغ ستريت في 15 فبراير/شباط 2011، عندما كان يبلغ 4 سنوات.

تبناه مأوى “باترسي دوغز أند كاتس هوم” للحيوانات في لندن، واختير لمهاراته في صيد الفئران، وفقا لسيرته الذاتية على موقع “داوننغ ستريت” الإلكتروني.

حصل على لقب “رئيس مطاردة الفئران”، وهو أول ساكن في المقر الشهير لرئاسة الوزراء الذي ينال اللقب.

لكن بينما اصطاد 3 فئران خلال أشهره الأولى في المكان، وفقا لديفيد كاميرون أول رئيس وزراء في “عهده”، فقد خيّب التطلعات منذ ذلك الحين حاصرا دوره في “التخطيط التكتيكي”.
بدأ كثير من المزارعين في ساحل العاج -التي تعد أكبر منتج للكاكاو في العالم- اكتشاف تربية النحل التي تتيح لهم زيادة دخلهم، عبر بيع العسل أو من خلال زيادة محاصيل أراضيهم نتيجة تحسين عملية التلقيح بواسطة النحل.

ويوضح المدير المشارك لشركة “لو بون مييل دو كوت ديفوار” النحّال الفرنسي سيباستيان غافيني أن “من الإلزامي أن يجري حصاد العسل ليلاً في غرب أفريقيا”. ويقول “النحل هنا متوحش وعدواني، ولا يسمح بالأمر بسهولة، وبالتالي إذا نفذنا العمل ليلاً نتجنب ملاحقة النحل لنا وتعريض الناس للخطر”.

ويشرح أن نحل غرب أفريقيا “بريّ وغير معتاد على الاتصال بالبشر” خلافًا للنحل الأوروبي الذي يهدده استخدام المبيدات.

ويعود ذلك إلى أن “تربية النحل الحديثة لا تزال في بداياتها” في هذه المنطقة، حسب ما يقوله فرنسوا سيلوي من الجمعية التعاونية الإيفوارية في كاتيولا (شمال ساحل العاج)، حيث يُنتَج العسل الأكثر شهرة في هذا البلد.

ويضيف النحال -الذي دربه متخصصون يابانيون وألمان- “واجبنا جعل الفلاحين يكفّون عن قتل النحل، والعمل على تغيير الثقافة” السائدة لديهم في هذا الصدد. وتضمّ جمعيته نحو 50 مزارعًا جذبتهم صناعة العسل.

تحسين التلقيح
لا تتوافر معطيات إحصائية عن تربية النحل على المستوى الوطني في ساحل العاج، إذ “يقتصر الموجود على أرقام مجزأة”، حسب ما يوضحه رئيس المنصة الزراعية الدكتور مارسيل إيريتي.

وتشير هذه المنصة إلى أن إنتاج أعضائها -وهم 100 مزارع وعدد من الجمعيات التعاونية- يبلغ نحو 30 طنا من العسل سنويا، لكنه يوضح أن هذا الرقم “لا يأخذ في الاعتبار إنتاج المئات من صغار المنتجين”.

واحتفظ جميع هؤلاء تقريبا بمهنة الزراعة، ولا يشكّل إنتاج العسل سوى جانب إضافي من عملهم.

ربح للطرفين
ويشرح المدير المشارك الآخر لشركة “لو بون مييل دو كوت ديفوار” ماتيو أوفي، وهو من ساحل العاج، أن “المزارع الذي يزاول تربية النحل يربح مرتين؛ إذ يكسب المال من العسل، ويصبح محصوله الزراعي أكبر أيضا بفضل تحسّن التلقيح”.

ومع أن أوفي أحد أكثر النحالين خبرة في بلده، وينظّم دورات تدريبية للمربّين الآخرين، فإنه احتفظ أيضا بمهنته الأساسية مزارعا بالقرب من كوسو (وسط البلاد).

ووقّع أوفي وغافيني اتفاقات مع شركات زراعية تنتج الموز وسواه من الفواكه. ويوضح غافيني -الذي يدرب صغار المزارعين على تربية النحل- “نحن نحصل على المداخيل من إنتاج العسل وهم يحصلون كذلك على تلقيح أفضل لمزروعاتهم، وبالتالي الربح يكون للطرفين”.

ويعتمد غافيني في سعيه إلى الإقناع أيضا على أن الاستثمار في تربية النحل لا يتطلب نفقات مالية كبيرة، “فخلية النحل تكلف 35 ألف فرنك أفريقي (نحو 60 دولارا)، إضافة إلى البزة الخاصة ومعدات صغيرة لا تتجاوز قيمتها 65 ألف فرنك (نحو 120 دولارا)، وهي تكاليف يتم تعويضها من السنة الأولى”.