تساؤلات بعد تصريح سفير مصر في الرباط أن بلاده “تدعم المغرب في قضية الصحراء”.. تزامنا مع زيارة تبون للقاهرة

21
تساؤلات بعد تصريح سفير مصر في الرباط أن بلاده “تدعم المغرب في قضية الصحراء”.. تزامنا مع زيارة تبون للقاهرة
تساؤلات بعد تصريح سفير مصر في الرباط أن بلاده “تدعم المغرب في قضية الصحراء”.. تزامنا مع زيارة تبون للقاهرة

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. في تصريح أثار الكثير من التساؤلات حول توقيت نشره ومضمونه، قال موقع “هيسبريس” المغربي إن ياسر مصطفى كمال عثمان، سفير مصر الجديد بالرباط، أبلغه في حوار له “أن بلاده تدعم بقوة الوحدة الترابية للمملكة المغربية”، مؤكدا أن القاهرة لا تعترف بما تسمى “الجمهورية الصحراوية” و”لا تقيم أي علاقات معها”.

وبحسب الموقع، أشار السفير المصري الجديد، في أول تصريح إعلامي له في المغرب إلى أن مصر “كانت قد شاركت في المؤتمر الدولي الذي نظمته المملكة المغربية والولايات المتحدة لدعم خطة الحكم الذاتي في يناير 2021″، وشدد على أن “الموقف المصري بخصوص دعم الوحدة الترابية للمغرب لا يقبل التأويل أو التشكيك”.

اللافت أن التصريح نشر، الإثنين، بالتزامن مع زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون للقاهرة مما أثار جدلا حول دلالات ذلك.

واعتبر الكاتب الصحافي الجزائري عثمان لحياني في تدوينة على حسابه في فيسبوك أن ذلك “قلة ذوق.. الرئيس (الجزائري) في مصر، لكن القاهرة فضلت أن ترسل رسالة الى الجزائر من الباب الخلفي في الرباط عبر السفير المصري الجديد في المغرب، بأن مصر تدعم المغرب في قضية الصحراء الغربية وتساند وحدته الترابية، بل ويكشف السفير أن مصر شاركت في مؤتمر لدعم مبادرة الحكم الذاتي، ويعتبر أن الموقف المصري واضح وغير قابل للتأويل”.

وأكد الكاتب أنه لم يكن من اللياقة واللباقة السياسية أن تفعل القاهرة ذلك، على الأقل على مستوى التوقيت السياسي المتزامن مع زيارة الرئيس إلى مصر، بل إنه قلة ذوق متعمدة، خاصة إذا علمنا أن السفير المصري في الرباط لم يمض على اعتماده كسفير سوى أيام فقط، بمعنى أنه مشحون بالشكل المطلوب من القاهرة التي تريد أن تحصد مرتين. بالنسبة للقاهرة، الشراكة في التطبيع أهم” .

وفي تفاصيل الحوار سأل الموقع المغربي السفير المصري “كيف تنظر القاهرة إلى نزاع الصحراء؟”، خاصة وأنه كان نائبا لوزير الخارجية المصري، وعلى اطلاع بالملف.

فرد السفير المصري: “بداية، يجب التأكيد أن مصر تدعم وبقوة الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، وترفض أي مس بوحدتها الترابية. ثانيا، نحن لا نعترف بالجمهورية الصحراوية ولا توجد لدينا أي علاقات مع البوليساريو. ثالثا، وهذا لا يتم ذكره، أن مصر كانت من بين الدول التي شاركت في يناير الماضي في مؤتمر عقده المغرب وأمريكا لدعم مقترح الحكم الذاتي. كل هذا يشكل الموقف المصري ويدعم الوحدة الترابية للمغرب، ونحن نؤيد المسار الأممي وقرار مجلس الأمن الأخير الذي رحب به المغرب ورحبت به مصر أيضا؛ وبالتالي عندما ترى الموقف المصري في مجموعه فهو موقف قوي، ولا أعتقد أنه قابل للتأويل بشكل مختلف أو قابل حتى للتشكيك فيه.. موقفنا قوي وواضح مع الوحدة الترابية للمغرب”.

وفي إشارة واضحة للجزائر والموقف من تطبيع المغرب مع “إسرائيل”، سأل “هيسبريس” السفير المصري: رغم الجهود المغربية في الملف الفلسطيني خرجت إحدى دول المنطقة بانتقادات بعد إعلان المغرب استئناف علاقاته مع “إسرائيل”. كيف تابعتم هذه التعليقات وما موقفكم منها؟

وجاء جواب السفير المصري أنه “بالنسبة لموقف مصر نرى أن العلاقات بين الدول أمر سيادي تقرره كل دولة وفقا لمصالحها، ووفقا لأولياتها الخاصة بها، ولا يجوز لأي أحد التدخل في هذا الأمر. لا نستطيع أن نقرر أو نحكم بناء على ما تقوم به دولة أخرى، فهذا أمر سيادي ولا يقبل التدخل. والموضوع لا يجب أن تتم مقاربته بمنطق معادلة صفرية، بمعنى أن تقيم علاقة مع دولة لا يعني أن تخسر أخرى، أو قضيتك أو أولوياتك”.

وأضاف أن “المغرب الشقيق له مطلق الحرية في إقامة علاقات دبلوماسية مع من يراه مناسبا، وفي الوقت نفسه نقدر التزامه بقضية فلسطين والقدس. لا يجب أن يتم خلط الأمور. نثمن الدور المغربي الكبير في القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه نرى أن علاقته بأي دولة هو أمر سيادي تقرره الدولة المغربية وفقا لمصالحها”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس