جريدة ألمانية تسلط الضوء على قضية الصحراء الغربية

21

الصحراء الغربية – افريقيا برس. سلطت جريدة “مِديكو أنترناشيونال” الألمانية، في مقال مطول، الضوء على قضية الصحراء الغربية ومعاناة شعبها جراء إستمرار الإحتلال المغربي، وفشل الأمم المتحدة في إجراء إستفتاء تقرير المصير، وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 690 (1991).

المقال ومن خلال شهادات تضمنها، أثار حالة الإحباط وسط اللاجئين الصحراويين بسبب إستمرار الوضع الصعب لما يزيد عن أربعة عقود من الزمن، حيث قال رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، بوحبيني يحيى، أن الأطراف الدولية التي تقدم المساعدات الإنسانية تركز أكثر على المناطق التي يوجد فيها إرهاب ونزاع مسلح، ولا يولون أي إهتمام للمناطق الهادئة والنزاعات السلمية مثل ماهو الحال في الصحراء الغربية منذ توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب.

كما قالت الصحفية الصحراوية، گبل رشيد، أن وضع الشعب الصحراوي نتيجة الاحتلال أشبه بالجحيم حيث يعيش اللاجئون الصحراويون بالإعتماد على المساعدات الإنسانية في المخيمات التي تقع جنوب غرب الجزائر، شرق جدار العار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية بطول 2720 وما يزيد عن سبعة ملايين لغم أرضي، في الوقت الذي تزخر أرضهم المحتلة بموارد طبيعية هائلة، إلا أنها تتعرض للنهب من قبل المغرب وشركائه الأوروبيين.

كما نقلت الجريدة تصريحاً لوالي ولاية أوسرد، مريم السالك أحمادة، حول المشاكل التي تواجهها السلطات الصحراوية بسبب نقص المساعدات والإمكانيات والوسائل الضرورية لتوفير العمل أو ضمان مستقبل للشباب مقابل إرتفاع نسبة البطالة، مما يشكل مشكلة كبيرة ليس فقط داخل المخيمات وإنما على المنطقة ككل، حيث تواجه تحديات كبرى مثل التطرف والجريمة المنظمة والتهريب الدولي وغيرها من الظواهر التي تستهدف الشباب المحبط بشكل خاص.

وفي نفس السياق، نقل المقال تأكيد الرئيس السابق للبرلمان الصحراوي ومسؤول أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو، خطري آدوه، أن تحقيق طموح الشباب لا يمكن وضعه بمعزل عن تصفية الإستعمار من الصحراء الغربية وإستكمال بسط سيادة الجمهورية الصحراوية على أراضيها ومواردها الطبيعية، مشيرا إلى أن “ما نحن عليه اليوم يعتمد على الفرد في ممارسة الإقتصاد، وهو ما تعكسه الأشكال المبتكرة من الزراعة المستدامة وتربية الأسماك، بالإضافة إلى المساعدات الدولية”.

وفيما يتعلق بنظرة الشباب للواقع ومستقبله في ظل هذا الوضع، نقلت الجريدة تصريحاً للشاب، حمدي عمار، مسؤول العلاقات الخارجية بإتحاد الشبيبة، يقول فيه أن خيار العودة إلى الحرب من جديد، يمكن أن يكون أيضا وسيلة إتصال، ستساهم في رفع الوعي بقضية الصحراويين وحقهم في الحرية، وذلك لسبب بسيط هو أن هذا الخيار سيؤثر بالتأكيد على المصالح الإقتصادية للعديد من الأطراف الدولية، وبالتالي سيكون محل إهتمام واسع عكس السلم الذي أكد أن لا قيمة لنا في عالم المصالح.

وخلصت جريدة “مِديكو أنترناشيونال” إلى الأسباب الجذرية وراء هذا الوضع الصعب والمعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي لما يزيد عن أربعة عقود ونيف، تعود بالأساس لعدم فاعلية الأمم المتحدة في تصفية الإستعمار وفقدانها لإرادة حقيقية في تطبيق القانون الدولي وتنفيذ وعد الإستفتاء وفق ما نصت عليه قراراتها ذات الصلة بهذه القضية.