حوار مع المدير المركزي للبيئة هواري موسى حول قضايا البيئة في مخيمات اللاجئين الصحراويين

24
حوار مع المدير المركزي للبيئة الاخ هواري موسى حول قضايا البيئة في مخيمات اللاجئين الصحراويين والجهود التي تبذلها الوزارة الوصية في المجال
حوار مع المدير المركزي للبيئة الاخ هواري موسى حول قضايا البيئة في مخيمات اللاجئين الصحراويين والجهود التي تبذلها الوزارة الوصية في المجال

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. تعتبر البيئة من الموضوعات التي تشغل بال الدول والمجتمعات ليس فقط في واقعنا وانما في مختلف البلدان لما لها من تاثير على حياة الناس وامنهم الصحي ولتسليط الضوء على الجهود التي تقدمها الجهات الوصية ومستوى التجاوب الرسمي والشعبي مع البرامج الخاصة بالبيئة تستضيف وكالة الأنباء المستقلة المدير المركزي للبيئة الاخ هواري موسى حول قضايا البيئة بالمخيمات واستراتيجية الدولة الصحراوية لمعالجة القضايا المتعلقة بها.

ماهي أبرز البرامج التي تقومون بها تجاه البيئة خلال السنة؟المدير المركزي للبيئة: في البداية نشكر وكالة الأنباء المستقلة على اتاحة هذه الفرصة، لمخاطبة الرأي العام والطني حول موضوع البيئة الذي يعد من اهم المواضيع التي تشكل الاهتمام الابرز للدولة الصحراوية جهود معتبرة في مجال البيئة منذ بداية تشكل المخيمات وبناء المؤسسات الوطنية عبر مختلف مراحل، ويظل الانشغال الأكبر لوزارة والدولة الصحراوية هو موضوع البيئة ومجالات تطويره.

وبالعودة إلى البرنامج السنوي المصادق عليه من طرف المجلس الوطني ضمن برنامج وزارة المياه والبيئة وفي مجال اختصاص المديرية المركزية للبيئة، يمكن تقسيمه إلى المحاور الاساسية وهي:- جمع النفايات من داخل الدوائر والولايات.

– نظافة محيط الولايات.

– نظافة الطرقات الرابطة بين الولايات.

– مصنع الرسكلة.

– البرامج الطارئة.

– التكوين والتحسيس.

– جولات التفقد الميدانية.

وبخصوص النظافة داخل الولايات تم دعم المديريات الجهوية هذه السنة بعدة شاحنات جديدة لسيطرة على البرنامج داخل الولاية.

وبشكل مفصل يمكن الإشارة الى أن وزارة المياه والبيئة عملت هذه السنة على حصر عمل المديريات الجهوية داخل الولايات، وتتكفل الوزارة بمحيط الولايات ونظافة الطرقات والنقاط السوداء وتراكم القمامة بالولايات، وقد سخرت لذلك إمكانيات تضمن عدد من الشاحنات والجرافات.

كذلك لابد من التذكير بأن الوزارة وفي إطار الاهتمام بصحة عمال البيئة تقوم بتوزيع مواد النظافة والملابس الخاصة بالعمال إلى جانب تسخير كافة الامكانيات والوسائل لضمان الخدمات المقدمة للمواطنين وانجاح البرامج على مختلف المستويات.

كذلك لابد من الإشارة الى برامج التحسيس التي تهدف إلى خلق ثقافة النظافة والمواطن الحريص على نظافة المحيط، وفي هذا الإطار هناك برنامج مسطر من قبل المديرية بالتعاون مع كافة الشركاء للتحسيس والتوعية حول مخاطر التلوث والنفايات وأهمية التدوير والبيئة النظيفة.

ولغرض المتابعة والتقييم والوقوف الميداني على سير البرامج، سطرت المديرية المركزية للبيئة برنامج خاص على مدار السنة للزيارات التفقدية للمديريات الجهوية ومدى تطبيق البرامج وتفقد وضعية الشاحنات والمكبات والنقاط الداخلية بالدوائر.

س 2: كيف ترى تجاوب السلطات الجهوية والمحلية والمواطنين مع البرامج والخطط الموجهة لنظافة المحيط؟المدير المركزي للبيئة: على ذكر السلطات لابد في البداية من شكر وتثمين الجهود التي تبذلها السلطات الجهوية والمحلية والمواطنين في تنفيذ البرامج القارة والطارئة، ولكنها فرصة كذلك لدعوة السلطات لمضاعفة الجهود والتعاون والتنسيق الدائم لضمان الخطط الموجهة لنظافة المحيط، كما نهيب بالمواطنين للعب الدور المنوط في الحفاظ على النظافة ونظافة المحيط بالتقيد والالتزام بالبرامج المطروحة محليا حيث تقوم الشاحنات بنقل القمامة من منازل المواطنين حسب برنامج كل ولاية ونؤكد على ضرورة التعاون مع عمال البيئة أثناء مزاولتهم مهامهم النبيلة في سبيل نظافة المواطن والولايات، كما نذكر بأننا مقبلين على عيد الاضحى المبارك ونجدد المطالبة باحترام الإجراءات المطروحة في تفادي الرمي العشوائي للجلود وبقايا الأعياد وضرورة وضعها في الأماكن المخصصة لذلك لتسهيل عملية نقلها وعمل عمال البيئة بالولايات.

س 3 : هل هناك برنامج خاص بعيد الأضحى المبارك والذي عادة تكثر فيه النفايات جراء الذبح العشوائي للأضاحي ورمي جلودها وبقاياها في أماكن متفرقة ؟المدير المركزي للبيئة: بكل تأكيد تعمل وزارة المياه والبيئة عبر المديرية المركزية للبيئة على مرافقة المواطنين خلال جميع المناسبات الدينية والمحطات الوطنية التي تستدعي تدخل الوزارة.

وفي هذا الصدد سطرت الوزارة برنامج خاص بالعيد، حيث ثم دعم المديريات الجهوية بالشاحنات وتوفير مواد التعقيم والتطهير وتوزيع الأكياس بالاستيكية وكميات معتبرة من مادة الجير لغرض التعقيم والتطهير.

وهنا كذلك لابد من التذكير بأهمية التحسيس في عملية النظافة بصفة عامة في هذا السياق تم التنسيق مع الوزارة المندبية للشؤون الدينية من أجل المساهمة من خلال خطب الجمعة في التحسيس بأهمية النظافة والاجراءات المتبعة خلال أيام العيد المبارك.

كذلك وفي نفس الإطار تم إعداد برنامج للتحسيس بالتنسيق مع المنظمة الشريكة يتضمن توزيع مطويات وملصقات وأشرطة فيديو تحسيسية بأهمية النظافة وطرق التعامل مع بقايا العيد والنقاط المخصصة لتجميعها.

اخيرا أعلن عن تدشين مصنع لتكرير النفايات هل نجحت هذه التجربة ؟المدير المركزي للبيئة: بالفعل تم تدشين مصنع لتدوير النفايات من طرف رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة، وهو مكسب ينضاف إلى المكاسب المحققة في مجال البيئة، ويضم المصنع وعدة وحدات ويمر الانتاج عبر عدة مراحل من الفرز إلى التقطيع ثم صناعة الألواح البلاستيكة ثم الانتاج حسب الطلب.

وكما تعلمون جاءت فكرة المصنع من أجل الاستغلال الأمثل للنفايات والتقليل منها داخل المخيمات وبعد تقييم ودراسة نسب ومكونات النفايات الموجودة بالمخيمات وجدنا النسبة الأكبر المشكلة لمجموعة النفايات هي مادة لبلاستيك، وفي سبيل اشتغلالها بالشكل المطلوب كما هو الحال لدى بقية الدول والعالم، باشرت وزارة المياه والبيئة عمليات التنسيق لبناء المصنع وبعد الكثير من الجهود والتواصل مع المنظمات الشريكة استطعنا في الاخير وبفضل تعاون الجميع من إيجاد تمويل لبناء المصنع وقد تكفلت المنظمة الشريكة في قطاع تسير النفايات حركة من أجل السلام المعروفة اختصارا ب MPDL ببناء وتمويل المصنع لمدة سنة تقريبا.

وبعد بناء المصنع من طرف شركات مقاولة صحراوية تم اختيارهم عبر مناقصة أشرفت عليها المنظمة ووزارة البناء وأعمار الأراضي المحررة.

بعد ذلك أعلنت مديرية الفرعية للافراد والوظيفة العمومية بالتسيق مع وزارة الافراد والوظيفة العمومية بإعلان مسابقة لاختيار عمال الورشة، وبالفعل تم اختيار الفائزين بالمسابقة بكل شفافية وعددهم تسعة عمال لهم خبرات في مجال البيئة.

وبالعودة للسؤال هل نجحت التجربة؟، اعتقد أنه من السابق لاوانه الحكم على التجربة التي لاتزال في بدايتها ولكن الواقع اليوم من خلال الاجتماعات التقييمية يمكن القول اننا نسير بخطوات معتبرة نحو النجاح وذلك من خلال حرص المديرية المركزية على توفير المادة الأولية للمصنع من خلال عمليات الجمع من الولايات ونقلها إلى المصنع لضمان عملية الانتاج المتبعة في البرنامج الخاص بالمصنع.

وفي هذا الاطار تقرر بالتنسيق مع المنظمة الشريكة ووزارة التعليم والتربية العمل على تحقيق الاكتفاء الوطني للمؤسسات التربوية وبالفعل تم البدء في صناعة وترميم الكارسي والطاولات باحترام المقاييس الدولية في هذا المجال، كتجربة أولية لمدرسة من مدارس ولاية بوجدور، بالإضافة إلى صناعة نماذج مختلف من الطاولات والكراسي لغرض التسويق.

وفي ذات السياق هناك كذلك تم اتفاق مع منظمة اوكسفام لصناعة عدد من الصناديق الخاصة بالحنفيات التي يتم من خلالها توزيع المياه.

وعموما يمكن القول أن التجربة ناجحة والجميع قوة مجندة من أجل ضمان تواصل عمل المصنع ونجاحه.

س 4 : ماهي الآفاق المستقبلية لمعالجة النفايات في مخيمات اللاجئين؟المدير المركزي للبيئة: وهنا لابد من التأكيد أن الهدف الأسمى هو ضمان نظافة المواطن ومحيطه والتقليل من النفايات بكل الطرق والوسائل الممكنة.

ومثلما أشرنا في التعريف بمصنع البلاستيك، نؤكد أن وزارة المياه والبيئة تعمل جاهدة على تحقيق أقصى درجات الاستغلال الأمثل للنفايات وبالتالي وبعد تجربة مصنع تدوير البلاستيك، فتح آفاق مستقبلية نحن الآن في تواصل مع المنظمات الشريكة من أجل أن يشمل التدوير باقي النفايات الأخرى كالحديد والعجلات وغيرها من النفايات.

كلمة اخيرة؟المدير المركزي للبيئة: نشكر الاخوة بوكالة الأنباء المستقلة ودورها المتميز في تنوير الرأي العام بمستجدات القضية الوطنية، ومرافقة المديرية والوزارة في المحطات الوطنية، ونهيب بالمواطنين وكافة القوى الحية في المجتمع للعب الدور المنوط والمساهمة الفعالة في نشر ثقافة الحفاظ على النظافة واحترام الإجراءات والبرامج المعمول بها وتفادي الرمي العشوائي للنفايات على الطرقات وكل مسببات التلوث التي تشكل مخاطر على صحة المواطن ونظافة بيئته، كما نثمن الجهود المبذولة من طرف المواطنين وكافة السلطات للتغلب على الصعوبات التي قد تواجههم خلال البرامج القارة أو الطارئة.

كما نؤكد استعداد المديرية المركزية للتعاون مع كافة أطياف المجتمع وقواه الحية والانفتاح على كافة المقترحات والافكار التي من شأنها المساهمة في تطوير مجال البيئة بالمخيمات والدولة الصحراوية.

وعيدكم مبارك سعيد وشكرا جزيلا.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس