
افريقيا برس – الصحراء الغربية. غابت احزاب نظام المخزن في المغرب الاقصى عن التنديد بالحرب غير المتكافئة التي تدور رحاها بين الكيان الصهيوني, بكل ما يملك من وسائل التخريب والتدمير والهتك والفتك, و الشعب الفلسطيني الاعزل الا من ايمانه العميق بان ماضاع حق ورائه مطالب.
ولم تعد هجماتها المسعورة على اسبانيا بسبب استضافة احد مستشفياتها للرئيس الصحراوي, تشغل الراي العام المغربي المقسم بين دعاة التظاهر للتنديد بما يجري في فلسطين, والمطالبة باعادة العلاقات مع الكيان الصهيوني الى سابق عهدها, اين كانت تدار في دهاليز بيت المخزن على الاقل لحفظ ما تبقى من ماء الوجه, وبين من يتحينون على احر من الجمر فرصة رفع الحصار المفروض باجراءات كورونا, للتظاهر ضد سياسات التفقير والتجهيل والتضليل واثارها المدمرة.
وبالنظر الى المسؤولية الملقاة على عاتقه باعتباره رئيس ما يسمى بلجنة القدس, حاول ملك المغرب تبرئة ذمته, و التخفيف من حدة الانتقادات التي تطال نظامه البائد, بحفنة مساعدات لم تجلب عليه الا النقد والتجريح, الشيء الذي لم يستسغه فقهاء بلاطه, فشرعوا في التنديد بالربط بين المقدسات الاسلامية, وبين ما يتعرض الفلسطينيون من ابادة, وكانهم يقولون ان الدعم القوي الذي يحظى به الشعب الفلسطيني ما كان ليكون لولا الخلط القائم بين المقدس و “غير المقدس”.
فما يقع للفلسطينيين بالنسبة لهم مستحق, لانهم يقاومون حليف نظامهم الابدي بكل اشكال المقاومة المشروعة, ويرفضون التعايش معه تحت أي ذريعة الا باحترامه للمواثيق والالتزاماته الدولية.
الم يقل وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في اوج الهجوم على حي الشيخ الجراح بالقدس, ان علاقات التعاون بين المغرب و اسرئيل سوف ترقى الى اعلا مستوياتها في الايام المقبلة, وهو الناطق باسم حكومة الظل التي يقودها محمد السادس وتدير الملفات الحساسة في المغرب.
و لكن الغريب والجديد حقا هو ما صدر عن موقع الكتروني مغربي مشهور, يدلل على خروجه المفاجئ عن بيت الطاعة, بعودته الى المربع الاول دون وجل, والاستئناس بما كان بالامس سببا في توقيفه عن الصدور و سجن رئيس تحريره, قبل ان يتم استنساخه بشروط لم يحد عنها منذ ذلك التاريخ لحظة واحدة.
قد تكون الخرجة الجديدة ركوبا على الموجة للانحراف بها في اول منعطف واردا, مثلما قد تكون محاولة لاستعادة الثقة المفقودة لموقع كانت له بداية وانتهت ككل البدايات الموفقة الى الفشل.
وبما ان الصحافة المغربية المستقلة تماما كالاحزاب السياسية انتزعها نظام المخزن من قواعدها وحولها الى اداة طيعة له, بعد ان كان الشعب المغربي قد اختارها لخدمته.
وبما ان تجربة الشعب المغربي في انتاج نخبه قد فشلت امام قوة نظام المخزن, تلك الاداة التي ارتبط وجودها بخدمة الملكية وتحقيق اهدافها المتمثلة في اخضاع الشعب المغربي بالقوة, وجعله خدما وحشم لها لا حول له ولا قوة.
فان اية محاولة مهما تفننت في التواري خلف تلك الاهداف, لن تكون قادرة على استعادة الثقة المفقودة, الا اذا كانت بادوات جديدة او باقلام رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فمنهم من قضى نحبه تحت التعذيب او في الملاجئ ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.
ويبقى اختيار نظام المخزن بين السماح بالمظاهرات المنددة بما يجري في فلسطين, اوبين المظاهرات المنددة بالبطالة والفقر المدقع والظلم الناتج عن الاستبداد بالسلطة, وغياب العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة وتوزيع المناصب وغيرها, كالاختيار بين الرمداء و النار .