راي صمود: شهادة رئيس الحكومة الليبية الأسبق، واستنتاجات تقرير المخابرات المركزية الامريكية.

14
راي صمود: شهادة رئيس الحكومة الليبية الأسبق، واستنتاجات تقرير المخابرات المركزية الامريكية.
راي صمود: شهادة رئيس الحكومة الليبية الأسبق، واستنتاجات تقرير المخابرات المركزية الامريكية.

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. كشفت شهادة رئيس الحكومة الليبية الأسبق عبد السلام جلود, التي تفيد بان الحسن الثاني ملك المغرب قد أخبره سنة 1973 ان الصحراء الغربية ليست مغربية، أسباب الارتباك والتخبط التي طبعت تصرفات ومواقف الحسن الثاني المعلنة في تلك الفترة، وانتهاجه سياسة الهروب الى الامام، وهي سياسة «شديدة الخطورة تجاه الصحراء الاسبانية” حسب وصف رسالة من مدير المخابرات المركزية الامريكية الى كيسنجر، مساعد رئيس شؤون الامن القومي آنذاك، رفعت عنها وزارة الخارجية الامريكية السرية مؤخرا.

ومما يدل على قناعة الحسن الثاني الراسخة بان الصحراء الغربية ليست ارضا مغربية، وان بها شعب مسالم سيعبر عن ارادته في الاستقلال للجنة تقصي الحقائق، وسيقاوم ببسالة إذا فرضت عليه الحرب، سعيه الحثيث لاقتسامها مع الجيران، بالتوازي مع التحضير لغزوها قبل صدور تقرير لجنة تقصي الحقائق، وقرار محكمة العدل الدولية الذي كان متيقنا من انهما لن يكونا على التوالي في صالحه.

فقد جاء في رسالة مدير المخابرات المركزية السالفة الذكر في هذا الصدد ” ان هناك قلق متزايد في الرباط من ان قرار محكمة العدل الدولية قد لا يكون في صالح الحسن الثاني، وأن تقرير بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن إنهاء الاستعمار يدعم استقلال الإقليم”.

وبالفعل خلص تقرير البعثة الاممية لتقصي الحقائق الذي قدم الى الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 14 اكتوبر 1975 الى ان السكان الاصليين يؤيدون بشكل كامل جبهة البوليساريو التي تعتبر القوة السياسية الوحيدة، ويعبرون عن رغبتهم في الاستقلال، ورفضهم لأي شكل من اشكال الضم والاحتواء من اي جهة كانت.

تماما مثلما خلص بعده بيومين قرار محكمة العدل الدولية الى ان جميع الأدلة المادية والمعلومات المقدمة للمحكمة، لا تثبت وجود أية روابط سيادة إقليمية بين أرض الصحراء الغربية من جهة، والمملكة المغربية أو المجموعة الموريتانية من جهة أخرى.

وبعد اسبوعين من صدور تقرير البعثة الاممية لتقصي الحقائق وقرار محكمة العدل الدولية، اعطى الحسن الثاني الضوء الاخضر لجيشه الغازي لاجتياح الصحراء الغربية برغبة الانتقام من شعبها، مستعملا كل وسائل الابادة والدمار من قنابل الفوسفور والنا بالم المحرمين دوليا، ومن التصفيات الجسدية بطمر الابرياء احياء ورميهم من الطائرات والزج بهم في السجون والمعتقلات الرهيبة في سباق مع الزمن لربح معركة كان يعتقد انه وفر لها كل اسباب النجاح.

لقد قدمت الادارة الامريكية آنذاك دعما غير مباشر للحسن الثاني في حربه العدوانية ضد الشعب الصحراوي، بالإيعاز لحليفها شاه إيران بدعم الحسن الثاني بالسلاح حسبما نقلت الوثائق التي رفعت وزارة الخارجية الامريكية السرية عنها خلال سنة 2017.

وفيما يبدو فقد استنفذ نظام الاحتلال المغربي كل أوراقه لفرض احتلاله للصحراء الغربية كأمر واقع، ففشل التقسيم باعتراف موريتانيا بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وفشل الغزو العسكري بقبول المغرب بالاستفتاء وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع البوليساريو، وفشلت الوساطات الأممية برفضه تنظيم الاستفتاء بع ذلك، وسينتهي به المطاف في حالة إصراره على انتهاج سياسة الهروب الى الامام، الى السقوط وفق استنتاجات مدير المخابرات الامريكية في رسالته السالفة الذكر بالقول:

“وأخيرا، من الممكن أن يستنتج الحسن الثاني أن التدخل المسلح من شأنه أن يؤدي الى احداث وساطة دولية تكون في صالحه، وفي حال فشل مغامرته العسكرية فان العواقب ستكون خطيرة كالانقلاب “.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس