ما المانع من استفتاء الشعب الصحراوي ليقول كلمته الفصل وينتهي الامر, و نجنب المنطقة ويلات حرب هي في غنى عنها؟

10
راي صمود : ما المانع من استفتاء الشعب الصحراوي ليقول كلمته الفصل وينتهي الامر, و نجنب المنطقة ويلات حرب هي في غنى عنها؟
راي صمود : ما المانع من استفتاء الشعب الصحراوي ليقول كلمته الفصل وينتهي الامر, و نجنب المنطقة ويلات حرب هي في غنى عنها؟

افريقيا برسالصحراء الغربية. لماذا يخاف المغرب من الاستفتاء؟

ما المانع من تنظيمه, ليقول الشعب الصحراوي كلمته الفصل وينتهي الامر, و نجنب المنطقة ويلات حرب هي في غنى عنها؟

سؤال طالما رددوه في حيرة من امره اصدقاء المغرب وحلفائه قبل غيرهم, اذ من المستحيل تصور ان يتم القبول بتسوية وضعية اقليم لم تتم تصفية الاستعمار منه دون استشارة مواطنيه.

والغريب في الامر, هو ان غالبية ابناء الشعب الصحراوي يتواجدون بالجزء المحتل من الصحراء الغربية, ويقول نظام الاحتلال المغربي انهم جميعا يدينون له بالولاء, باستثناء مجموعة قليلة ممن ادعى انهم يتلقون الدعم من الخارج لزعزعة استقراره.

ويذهب الى ابعد من ذلك بالقول, انه وحتى الصحراويين المتواجدين بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالجزائر, وبالاراضي التي يسيطرعليها الجيش الصحراوي, هم مغاربة ايضا تحتجزهم البوليساريو, وانهم ينتظرون على احر من الجمر اي فرصة للالتحاق بوطنهم الام لتاكيد مغربيتهم.

هذه الادعاءات التي يتم تداولها بشكل مستمر, وعلى مختلف المستويات الرسمية منها والشعبية, داخل المغرب وخارجه, تحولت الى حجة على نظام الاحتلال المغربي, فما دام غالبية الشعب الصحراوي ان لم نقل كله يدين بالولاء للمغرب ولنظامه كما يدعي, فما المانع اذن من استفتائه ليقول كلمته الفصل وينتهي الامر, وبالتالي نجنب المنطقة ويلات حرب هي في غنى عنها؟

والواقع ان كل محاولات الاحتلال المغربي اليائسة والبائسة, بعد فشل حربه العدوانية ضد الشعب الصحراوي, لم تستطع اقناع حلفائه واصدقائه قبل غيرهم, ببراهين دامغة تسند وتبرر رفضه غير المعقول للقبول با ستشارة الشعب الصحراوي في الاختيار بين الاستقلال او الانضمام للمغرب او الحكم الذاتي.

وهو ما تجلى بشكل ملموس اول امس, عندما رفضت جميع دول اوروبا باستثناء فرنسا, المشاركة في المنتدى = المسرحية, الذي حوله الاعلام المغربي الى مؤتمر دولي, لفرض ما اسماه بخيار الحكم الذاتي على اقليم الصحراء الغربية, دون استشارة الشعب الصحراوي.

والواقع ان محاولة الاحتلال المغربي الجديدة المدعومة من حلفاء الامس, الذين قدموا له من قبل مختلف اشكال الدعم العسكري والغطاء السياسي لابادة الشعب الصحراوي, لن يتيسر لها من حظوظ النجاح الا ما تيسر لسابقاتها من قبل, لسبب بسيط هو ان هدفها الخفي والمعلن, المتمثل في منع الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره, يعتبر خرقا سافرا للقانون الدولي.

وبالتالي فان دعوة جبهة البوليساريو الى التفاوض على قاعدة ما يسمى بالحكم الذاتي, والقائم على مزاعم سيادة المغرب على الصحراء الغربية, يعني بالاساس محاولة عزلها كممثل شرعي وحيد للشعب الصحراوي, والبحث عن اطراف اخرى موهومة لفرض هذا الخيار المستحيل.

انها مغامرة جديدة تعيد الى الاذهان ما حدث بتاريخ 31 اكتوبر 1975, عندما تجاهل المغرب وحلفائه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب, التي اكدت البعثة الاممية لتقصي الحقائق انذاك, انها هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي, وتم تقسيم الصحراء الغربية بين النظامين المغربي والموريتاني بمباركة من الولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا والمملكة العربية السعودية, بموجب اتفاقية مدريد.

و بالعودة الى وثائق الخارجية الامريكية التي نشرت مؤخرا, بعد ان نزعت عنها طابع السرية, يتاكد ان الحسن الثاني وجد في الصحراء الغربية فرصة نادرة لازاحة كابوس الجيش الجاثم على صدره, بعد انقلابين متتاليين كادا ان يطيحا بعرشه.

كما وجد فيها ايضا ضالته للفت انتباه الشعب المغربي وطلائعه التي اعتمدت في سبعينيات القرن الماضي, الاضرابات والمظاهرات كخيار وحيد لانهاك نظامه المستبد, ودفعه لادخال تعديلات جوهرية على نمط تسييره وتدبيره للشان العام, بما يستجيب لتطلعات وانتظارات الشعب المغربي .

وقد تمكن بالفعل من ابعاد الجيش, والتخلص من قياداته المتعاطفة مع الحراك الشعبي والداعمة له, كما تمكن ايضا في اطار ما يسمى بالاجماع الوطني حول مغربية الصحراء, من اقصاء معارضيه الرافضين لحكمه المستبد, واستبدالهم بثلة من الانتهازيين والوصوليين الذين اكتسحوا بدعم منه الاحزاب الوطنية, وحولوها الى دكاكين للمتاجرة بمعانات الشعب المغربي, ووسيلة لاضفاء الشرعية على نظام المخزن المنبوذ شعبيا, وتاكيد الولاء المطلق له من خلال ما يسمى بحفلات الولاء المثيرة للسخرية.

انتهى الاسبوع الاول وتبعته اسابيع ثم شهور واعوام, ولم يتم القضاء على جبهة البوليساريو, التي كبدت الجيشين المغربي والموريتاني على جبهتين منفصلتين خسائر معتبرة, ادت في الاخير الى انسحاب موريتانيا من اتفاقية مدريد, واعترافها بالدولة الصحراوية, وقبول المغرب بمخطط السلام الاممي الافريقي لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية, والتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار لفسح المجال لتنظيم الاستفتاء.

واليوم و بعد قرابة اربعة عقود من انتظار الامم المتحدة للوفاء بالتزاماتها, يحاول محمد السادس انقاذ عرشه ونظامه الذي يعاني من تبعات حربه الظالمة على الشعب الصحراوي, ومن فشل سياساته اللاشعبية, تكرار سيناريو والده لاخراج نظامه من عنق الزجاجة, بالاعتماد ايضا على حلفاء الامس.

لقد رفض الاستفتاء, ورفض المفاوضات مع جبهة البوليساريو بدون شروط مسبقة, و قام بخرق اتفاق وقف اطلاق النار بغزوه العسكري لمنطقة الكركرات, معتقدا انه سيحقق بقرار ترامب المثير للجدل حتى داخل حزبه, اهدافه التوسعية, تماما مثلما تجاهل والده الحسن الثاني من قبل قرار محكمة العدل الدولية, واجتاح بجيشه الغازي الصحراء الغربية, معتقدا انه سيطوي ملفها في اسبوع.

والا كيد انه كما فشلت محاولة تقسيم الصحراء الغربية كغنيمة بين النظام في المغرب والنظام في موريتانيا, ستفشل دون شك ايضا محاولة مساومتها بالقدس.

لسببين اثنين:

الاول : ان جبهة البوليساريو التي قبلت رهان الاستفتاء بكل خياراته, انما تطالب فقط بانصاف الشعب الصحراوي, وتقدير صموده وصبره واعطائه الفرصة لاختيار مستقبله بكل حرية, ان كان بالاستقلال او الانضمام الى المغرب او بالحكم الذاتي.

والثاني : ان الدول والشعوب المحبة للعدل والسلام, لا مصلحة لها في انتهاك القانون الدولي, وتحمل ما سينجر عنه من حروب جديدة, استجابة لطموح غير مشروع لنظام توسعي, او لاشباع نزوة من نزوات المجانين.