أفريقيا برس – الصحراء الغربية. رغم بشاعة الجريمة، أسرة أهل خيا تفاجأ الغزاة بنفق الحرية.
ثلاثيةٌ هي حاضرة اليوم بمنزل أهل خيا ببوجدور المحتلة من الصحراء الغربية، ثلاثية تعلنها أسرة أهل خيا في وجه الاحتلال المغربي وفي وجه الضمير العالمي: الظلم والمكابرة والإبداع. فرغم بشاعة جريمة الإحتلال اليوم في حق أفراد الأسرة الصحراوية الشريفة، ورغم تلك المحاولات اليائسة التي تستهدف كسر إرادتهم الوطنية، تفاجأ الإحتلال بمناضلات يمتلكن من أدوات النضال ما لا يخطر على بشر، ويبدعن وسائل للدفاع عن ذواتهن وإيصال مواقفهن من خلال عملية إبداعية حقيقية جديرة بالاهتمام والتوثيق والفخربالنسبة للشعب الصحراوي.
اليوم تؤكد المناضلة سلطانة خيا وأسرتها الشريفة أن “الإبداع يولد من رحم المعناة”، وأن للصحراويين باع طويل في إثبات هذه المقولة. فكثيرة تلك اللوحات التي إبتكرها الصحراويون لإيصال آلام شعبهم ومعاناتهم للعالم، وكثيرة تلك الظروف التي أبدعها الصحراويون وأكدوا فيها إصرارهم كسر كل محاولات إقتلاعهم أو التغلب على إرادتهم والحد من عزيمتهم.
لقد حول الإنسان الصحراوي سجون الإحتلال المغربي أكاديمية ًأعطت الكثير من حالات الابداع التي قهرت السجن والسجان، سواء بقلعة مگونة أو آگدز وتازمامارت أو سلا، وغيرهم من سجون الاحتلال.
اليوم أسرة أهل خيا تعكس وتجسد تلك الجوانب الإبداعية الناصعة في المقاومة الصحراوية، وهي تقاوم بربرية ووحشية أجهزة الأمن المغربية في إطار صراع الإرادات بين الإنسانية والوحشية، وكسرت جميع الأغلال وحطمت جميع القيود.
لقد أقدمت فجر اليوم (الأحد 05 ديسمبر 2021) سلطات الاحتلال المغربية على هجوم بربري جديد على عائلة أهل خيا المقاومة والرافضة للخنوع؛ وهاجمت تلك الذئاب المنفردة الممثلة لجميع أجهزة الإحتلال منزل عائلة الناشطة الحقوقية سلطانة خيا؛ فرقة خاصة من تلك الذئاب، حيث إقتحمت المنزل واعتدت بكل وحشية على جميع من فيه والعبث بكل ما بداخله.
وفي محاولة يائسة تستهدف منعهم من رفع العلم الوطني فوق شرفة المنزل، قامت تلك الأجهزة بلحم الباب ولأمه بالحديد، عله يشل تلك العزيمة الفولاذية، إلا أن سلطانة وأسرتها كالعادة واجهت ذلك الحصار والقيد بمفتاح الإصرار والعزيمة، وصنعت منفذا سيؤرخه الشعب الصحراوي باسم “نفق الحرية”، خرجت منه سلطانة ولويعرك كاللؤلؤ المكنون، خرجت متحدية كل أصناف القهر والظلم والتآمر والخذلان.
هي رسالة من قلب منزل أهل خيا، هي رسالة متلازمة: عار وكرامة ؛عار في جبين الإنسانية والإحتلال، وفي نفس الوقت كرامة أسرة لم يمنعها الحصار من الإبداع والابتكار والإعجاز.
تحرجنا اليوم جميعا عائلة أهل خيا بصمودها، وتستفزنا جميعا ببسالتها وعنادها ورباطة جأشها، وهي تصنع لنفسها نفقا تبزغ منه فجر حريتها رغم أنف الغزاة. فرغم المحن والشدائد، ورغم ظروف الحصار، تصنع أسرة أهل خيا نفق التحرير، وحال لسانها يقول: “لا يفل الحديد إلا الحديد”.
تصنع أسرة أهل خيا هذا النفق من خلال تلك الفتحة الصغيرة من المنزل، ولكن ينبعث منها النور كله الذي إستطاع رغم المحن أن يخترق جدار الصمت العالمي المخزي والمشين أمام جرائم الإحتلال المغربي، لتبعث سلطانة من نفق حريتها هذا رسائل إبداع ونور يضىء الطريق لمن أراد نحو ساحة العطاء والتضحيات والمقاومة والصمود بالأرض المحتلة.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس