
افريقيا برس – الصحراء الغربية. اكدت مجلة فورين بوليسي الامريكية اليوم السبت, ان الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن يمكنه ان يتراجع عن اعلان ترامب حول الصحراء الغربية بسهولة, خلال الايام الاولى من فترة رئاسته للولايات المتحدة الامريكية.
وابرزت الصحيفة الامريكية انه لا يوجد أي سبب استراتيجي من شانه ان يمنع الرئيس جو بايدن من التراجع عن التحول المفاجي في السياسة الامريكية تجاه الصحراء الغربية.
واوضحت المجلة الامريكية ان هناك ثلاثة أسباب تجعل اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية بمثابة انعكاس غريب للسياسة.
الاول يتعلق بأن التغيير الأكثر جوهرية في الموقف الأمريكي تجاه الصراع على اراضي الصحراء الغربية, كان كثمن لإقناع المملكة المغربية بالموافقة على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”, وليس في سياق مصلحة الولايات المتحدة.
والثاني ان اعلان ترامب ياتي في الوقت الذي ينخرط فيه المغرب وجبهة البوليساريو -حركة التحرير الصحراوية-, في نزاع مسلح نشط تجلى في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، واعلان قيادة جبهة البوليساريو العودة إلى الكفاح المسلح, وعوامل أخرى – كانتشار الطائرات المغربية بدون طيار في الصحراء الغربية, والاحباط المسجل لدى الشعب الصحراوي بعد عقود من الدبلوماسية الفاشلة لحل قضية الصحراء الغربية.
والسبب الثالث وهو الأهم ، التواجد المغربي غير القانوني في الصحراء الغربية, والذي أكدته منذ فترة طويلة الأمم المتحدة والعديد من قرارات المحاكم الدولية, حيث تعتبر الأمم المتحدة الصحراء الغربية منطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي، مما يجعل “المسيرة الخضراء” عام 1975 عملاً استعماريًا متعمدًا, وهذا يعني أن جبهة البوليساريو ليست تنظيم “انفصالي” بل هي حركة لإنهاء الاستعمار.
وابرزت فورين بوليس ان نظرة القانون الدولي للصحراء الغربية واضحة لا لبس فيها, فمحكمة العدل الدولية خلصت الى التاكيد في رايها سنة 1975 أن مستقبل اقليم الصحراء الغربية يجب أن يتقرر “من خلال التعبير الحر والصادق عن إرادة الشعب الصحراوي”.
ومن بين الحقائق القانونية القوية عضوية الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية داخل الاتحاد الافريقي, الذي يرفض قانونه التاسيسي إجراء مراجعة للحدود الاستعمارية في القارة الأفريقية, وهو ما يشكل ضربة قوية لمحاولات المغرب ضم الصحراء الغربية.
واكدت فورين بوليسي ان محاولات مجلس الأمن الدولي تنظيم استفتاء شعبي في الصحراء الغربية لحل الصراع, باءت بالفشل نتيجة العراقيل المغربية, والتي ساهمت كذلك في افشال خطة السلام لعام 2003، التي رحبت بها الولايات المتحدة وفرنسا واعضاء مجلس الأمن الدولي.
وخلصت الصحيفة الامريكية الى التاكيد ان محاولات المغرب المستمرة منذ سنوات, لفرض خطة الحكم الذاتي فشلت, لان هذه الخطة لا تستجيب لمعايير القانون الدولي.