ملف الاستفتاء يعود الى الواجهة بعد ثلاثة عقود من محاولات فرض سياسة الامر الواقع، وتجاوز خطة التسوية الاممية الافريقية

11
ملف الاستفتاء يعود الى الواجهة بعد ثلاثة عقود من محاولات فرض سياسة الامر الواقع، وتجاوز خطة التسوية الاممية الافريقية
ملف الاستفتاء يعود الى الواجهة بعد ثلاثة عقود من محاولات فرض سياسة الامر الواقع، وتجاوز خطة التسوية الاممية الافريقية

أفريقيا برسالصحراء الغربية. أعاد اعلان استئناف الكفاح المسلح في الصحراء الغربية 13 نوفمبر 2021 ملف الاستفتاء الى الواجهة بعد ثلاثة عقود من سياسة المماطلة ومحاولة فرض الامر الواقع وتجاوز خطة التسوية التي وافق عليها المغرب وجبهة البوليساريو.

وتوقع مصدر مقرب من مجلس الامن الدولي ان يعود ملف تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء الغربية الى النقاش بشكل تدريجي داخل اروقة مجلس الامن الدولي.

وفي ورقة اعدتها دائرة مقربة من مجلس الامن الدولي ان حالة الجمود الحالية وفشل جهود حل قضية الصحراء الغربية قد تدفع مجلس الامن الدولي الى مناقشة ملف الاستفتاء بالصحراء الغربية باعتباره المهمة الرئيسية لبعثة المينورسو.

لقد تولدت قناعة لدى العديد من دول العالم بما فيها دول وازنة كروسيا وألمانيا بان الاستفتاء يظل الخيار المناسب الذي من خلاله يمكن حسم موضوع السيادة على الصحراء الغربية خاصة بعد محاولة ترامب التي لم تحظى بدعم دولي.

وبرزت مطالب المجتمع الدولي بشكل كبير خلال الدورة السنوية للجنة الأممية المعنية بتصفية الاستعمار حيث دعت عديد الدول الى وضع جدول زمني واضح لتنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي.

وجددت روسيا على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية “ماريا زاخاروفا” مؤخرا رفض روسيا لقرار الرئيس السابق للولايات المتحدة دولاند ترامب الاعتراف بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، وأوضحت انه يقوض الإطار القانوني الدولي المعترف به عمومًا لتسوية الصحراء الغربية، والذي ينص على تحديد الوضع النهائي لهذه الأراضي، من خلال استفتاء برعاية الأمم المتحدة.

و في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي دعت الجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي التي تضم في عضويتها 16 دولة مجلس الأمن الدولي الى احترام القانون الدولي، بوسائل تشمل ضمان التنفيذ الفوري لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن، وكذلك قرارات الاتحاد الأفريقي بشأن الصحراء الغربية، بغية إجراء استفتاء حر ونزيه لشعب الصحراء الغربية؛

وفي مارس الماضي اكدت الحكومة الألمانية التأكيد ان الوضع النهائي للصحراء الغربية بموجب القانون الدولي لم يتحدد بعد وذلك ردا على محاولات الترويج للاعتراف الدولي بالسيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية.

أوضح رد للحكومة الألمانية موجه الى البرلمان ان قرارات مجلس الامن الأخيرة لا تنفي القرارات التي سبقتها والتي تطرقت الى مخطط التسوية المتضمن للاستفتاء.

وفي فبراير الماضي طالب 27 نائبا بالكونغرس الامريكي الرئيس بايدن بالغاء اعلان ترامب، والتمسك بتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية

وحث اعضاء الكونغرس الرئيس في رسالة الى الرئيس جو بايدن الادارة الامريكية الى دعم تنظيم استفتاء لتقرير المصير بالصحراء الغربية والدفاع عن القانون الدولي.

وفي ديسمبر 2020 قدم اكثر من 60 عضوا بالبرلمان البريطاني مشروع قرار يدعو حكومة المملكة المتحدة الى مضاعفة الجهود لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية.

ودعا القرار حكومة المملكة المتحدة إلى الالتزام بالقانون الدولي ورفض اتباع المسار الخطير وغير القانوني الذي سار عليه الرئيس ترامب فيما يتعلق بالصحراء الغربية.

وشهدت الاشهر الاخيرة تحركات داخل عديد البرلمان الاوروبية للمطالبة بالضغط لفرض تطبيق قررات مجلس الامن الدولي وفي مقدمتها تنظيم استفتاء لتقرير المصير .

وبموريتانيا طالب الوزير محمد ولد محم الأمم المتحدة بالجدية وحسم آلية الاستفتاء وشروطه وقال إن الأمم المتحدة يجب أن تكون جادة في السعي إلى إقامة حل دائم للنزاع في الصحراء الغربية وفي أسرع وقت، وأن تدرك أنه كلما طال أمد هذا النزاع كلما كنا أبعد من حله.

ابرزت ورقة تحليلية أعدها قسم الدراسات بموقع صمود ان محاولة المغرب تكريس الامر الواقع بالصحراء الغربية وعرقلة تفعيل”الترويكا” ورفض قرارات الاتحاد الافريقي، ستعزز موقف الاتحاد، وتدفعه الى تحمل مسؤوليته في فرض تنظيم الاستفتاء تماما مثلما فعلت جنوب افريقيا حينما منحت المغرب مهلة 10 سنوات لمراجعة موقفه، والا ستقرر الاعتراف بالجمهورية الصحراوية وهو ما تجسد فعليا سنة 2004.

واكدت الورقة ان الاتحاد الافريقي يملك من خلال ميثاق تأسيسه الذي صادق عليه المغرب بعد انضمامه للمنظمة الافريقية؛ أوراق ضغط مهمة قد تساهم في تسريع جهود حل قضية الصحراء الغربية، فالقانون التأسيسي يلزم الاتحاد الافريقي بالدفاع عن سيادة الدول الأعضاء، ووحدة اراضيها واستقلالها، ويتيح التدخل في دولة عضو في ظل ظروف خطيرة مثل جرائم الحرب، والابادة، والجرائم ضد الانسانية، كما يكفل للدول طلب الاتحاد للتدخل لإحلال السلم والامن.

واشارت الورقة ان كل المؤشرات تدل الى بقاء مطلب تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ضمن الأجندات الرئيسية لعمل الاتحاد الافريقي خلال السنوات المقبلة خاصة بعد انخراط الجزائر وجنوب افريقيا ونيجيريا ومجموعة “الصاداك” في دعم هذا التوجه، كما ان الموقف الافريقي يحظى بدعم قوى فاعلة كالصين وروسيا والمانيا والتي ابدت استعدادها لحشد الدعم لأي مقترحات يقدمها الاتحاد الافريقي للدفع بعملية السلام في الصحراء الغربية الى الامام.