من نصدق يا ترى؟

16
من نصدق يا ترى؟ (بقلم: المحفوظ عبد العزيز)
من نصدق يا ترى؟ (بقلم: المحفوظ عبد العزيز)

(بقلم: المحفوظ عبد العزيز)

افريقيا برسالصحراء الغربية. تطبق البلدان سياساتها الداخلية والخارجية وفق عدد من الضوابط، نذكر منها مبدأ التضامن الحكومي، الذي يفرض ضرورة التكلم بصوت واحد ويمنع وجود أي صوت نشاز حول القضايا الراهنة.

عقب اجتياح مدينة سبتة من طرف آلاف المهاجرين المغاربة والأفارقة، أطل علينا الوزير المغربي المكلف بحقوق الإنسان، المصطفى الرميد، بتدوينة لا يكاد يخفي فيها النية المبيتة والصفة العمدية لاستخدام دولته هؤلاء المساكين للضغط على إسبانيا، بعد استقبالها للرئيس الصحراوي لدواع إنسانية. هذا الرد لا يمكن أن ينطبق عليه إلا المثل الحساني: “مَتْنْ الْعَيْنْ أَحْجَابْ” أو المقولة العربية: “حاميها حراميها” (وزير حقوق الانسان يتبنى علنا استغلال الآلاف من المساكين لأهداف سياسية).

بعدها خرج بوريطة بتدوينة غريبة الأطوار، يُعزِي فيها ما حصل إلى موجة إرهاق شاملة نالت من رجال الشرطة المغاربة، رغم وجود فيديوهات تثبت عكس ذلك؛ أجل، إنه عذر أقبح من ذنب.

علاوة على التخبط البين والقصور السياسي الواضح، المغزى من هذا المستجد الطريف ينحو إلى كون المخزن لم يكمل بعد فترة المراهقة السياسية، مما يجعله بعيداً كل البعد عن صفة الشريك الناضج الجدير بالثقة.

نتمنى من إسبانيا والاتحاد الأوربي من ورائها استيعاب الدرس واستخلاص النتائج.