أفريقيا برس – الصحراء الغربية. لطالما طغت ترسانة العدو الاعلامية واسراب ذبابه اللاكتروني في مواجهة معاركنا المستمرة للتقليل منها.
وإطلاق عشرات الفقاعات الوهمية، مع النفخ فيها وتفريخها لصنع واحراز مكتسبات كاذبة تبث في مخيال مغربي مدجن ادمن التنويم على يقاع بهلوانيات مخدرة.
لكن الملاحظ سيكتشف دون كبير عناء ان كل تلك الأدوات الاعلامية، والمؤسسات المغربية الرسمية، والالآف من المواقع ألموجهة قد عمها الصمت وهي تبتلع السنتها بطعم مرارة هزيمة بروكسل المدوية.
قد حضر بوريطة خجولا مرتبكا تحاصره الحقيقة السيادية للدولة الصحراوية التي وعد بإقبارها(2017 ) داخل ردهات الاتحاد الافريقي، فإذا هي تدك عليه أسوار بروكسل في معقل الاتحاد الأوربي، الذي تتراسه “الماما” فرنسا، وهو الشريك المميز من خارج الاتحاد !!!يبدو أن نظام المخزن بلغ به الغباء الممزوج بالغرور حد إتلاف كل مخزونه، واخلاء بوبات قواعده الخلفية أمام فرسان القضية الصحراوية.
فلا سياسات الاظرفة ولا اكشاك الخلاء “القنصليات”، ولا حتى الامعان في تشتيت الإجماع الإسلامي والعربي والافريقي حول حقوق الشعب الفلسطيني كانت ثمنا كافيا، نافعا لدرء المحتوم.
دون الحاجة إلى ذكر الصدمات التي لازال يعيش ارتداداتها أثر تنكر الإدارة الأمريكية الجديدة “للتغريدة” التي اشتروا بها السمك في البحر كما يقال.
ان الأساليب المدعومة بكم هائل من الدعم السياسي والعسكري والمالي الذي حظى به الحسن الثاني في غزوه للتراب الصحراوي، لم يفلح حيث انتهى الي الاذعان والتسليم بالحقيقة الصحراوية.
كانت نتيجة تقتضي البناء عليها في ظل حكم وريثه المغيب والمتهور .
لكن كما قال ألبرت أينشتاين : ” لغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفه”.
فنحن والعالم اجمع أمام الظاهرة (المخزنية) المغربية التي يبدو أن عوامل خلقها آيلة للافول، بحكم متغيرات كبيرة تمليها تحولات في كافة الصعد .
ولعل في صدارة هذه المتغيرات هو المفأجأة الصحراوية التي نجت من مؤامرة الالتفاف و” الاقبار” بعدما ظن بوريطة انه وضع نهايتها في جيب ملكه بمباركة إقليمية ودولية وازنة.
مما جعله يرص عربته في قاطرة عربات التطبيع خلف حمار ترامب “التغريدة التويترية” كثمن لحسم اوقفته زخات بنادق المقاتل الصحراوي ذات 13من نوفمبر 2020.
ان موقعة بروكسل ما كانت الا معركة ضمن زخم متصاعد لمعارك على مختلف جبهات الفعل الوطني كلها تدور حول ثابت واحد هو الاستقلال الوطني والسيادة على كامل تراب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
وهو الأمر الذي تباشيره تلوح في أفق مناطقنا المحتلة على إيقاع بطولات المقاتل الصحراوي على امتداد مواقع جحور فئران الغازي المتخندقة خلف جدار الذل والعار المغربي.
كما طول النفس وشدة الإيمان بحتمية النصر، وصبر المرابطين في مخيمات العزة والكرامة والتفافهم الكامل حول ممثلهم الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، هو الخزان الملئي بالمعجزات، وساحة العطاء والابداع الذي لا ينضب.
نعم يحق لنا كصحراويين أن نفرح ونحن نعزز مكاسبنا، ونختزل المسافات نحو الهدف ؛ وبالقدر ذاته يجب علينا اخذ كل الحيطة وحماية مكتسباتنا الثمينة وفي مقدمتها الوحدة الوطنية، والتمسك التام بوحدة الممثل ودعم شرعية تمثيله.
بقلم: محمد لغظف عوة
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس