واقع القضية الصحراوية في ظل المساعي العرجاء للأمم المتحدة

12
واقع القضية الصحراوية في ظل المساعي العرجاء للأمم المتحدة
واقع القضية الصحراوية في ظل المساعي العرجاء للأمم المتحدة

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. واقع قضيتنا الوطنية في إطار المساعي الخائبة التي تتبعها الأمم المتحدة في العديد من بؤر التوتر في العالم ، لن يكون بأفضل حال من واقع القضية الفلسطينية التي أكل الدهر عليها وشرب دون أن تعرف تقدما إتجاه الحل ، وهي بالمناسبة من أقدم القضايا التي تعالج في إطار الأمم المتحدة ، وإذا كنا لا نقرأ الأحداث وفوق ذلك نعلق أمالا كبيرة على هذه الأخيرة في كل مرة ، فعلينا أن ننظر إلى الظلم والجور المستشري تجاه دول بعينها تحولت بسبب قرارات مجلس الأمن وخذلان الأمم المتحدة إلى دول فاشلة نذكر منها أفغانستان ، العراق ، اليمن ،ليبيا ، علاوة على تقسيم السودان وإضافة إلى ما يجري في سوريا .

ربما يكون من بوادر التحول اليوم بعد هذه الصورة القاتمة في العالم ، هو هذه الحرب التي تخوضها روسيا ضد أوكرانيا ، أو بعبارة أدق ضد الغرب ، والتي قد ينجم عنها نظام عالمي جديد من شأنه أن يفرض توازنا دوليا وشيئا من العدالة قد تتنفس على إثره بعض قضايا الظلم الصعداء ، وهذا ما نتمناه لقضيتنا الوطنية مستقبلا .

أما الأمم المتحدة وبعثتها التي لا تراقب إنتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ولا تقرر عنها ، فهذه لم تعد لها مصداقية لدى الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو ، خاصة بعد مرور ما يقارب 32 عاما من الإنتظار والجمود في حالة من اللا حرب واللا سلم .

هذا يكفي ليكون دليلا واضحا على أن الأمم المتحدة لا تعدو كونها حبر على ورق ، فهذه المنظمة الصورية لا تنفذ مثقال ذرة من ميثاقها التأسيسي ، ولا من مواثيق وقرارات الشرعية الدولية ، بل وتتقاضى حتى عن حقوق الإنسان والشعوب إرضاء للغرب ومسايرة لمآربه العدوانية المتكررة في مختلف بقاع العالم دون هوادة ، وعليه فلا شئ يرجى من دي مستورة بوصفه المبعوث الشخصي للأمين العام لهذه المنظمة الدولية المشلولة ، مهما تعددت زياراته ومهما كانت نيته وإجتهاده في السعي لإيجاد حل ، خاصة وأنه سبق وأن فشل في الملف السوري ، وسبقه لملف القضية الصحراوية الألماني هورست كوهلر الذي صال وجال ودق أبواب كل الفاعلين في القضايا الدولية ولم تسلم من محاولاته مراكز القرار ذات الصلة بالقضية الصحراوية ، ومع هذا لم يحقق ما عجز سابقوه عن تحقيقه في هذا الملف الواضح والشائك في نفس الوقت بسبب العجز الحاصل في هذه المنظمة الدولية التي تنصاع إلى ظلم الأقوياء أكثر من توخيها العدالة في حق الأبرياء .

هكذا ذهبت مجهودات هورست كوهلر سدى ووجد نفسه في آخر المطاف أمام باب مسدود ، جعله يعود بخفي حنين مقدما إستقالته تحت مبرر مصطنع يقول فيه ، أوتقول فيه الأمم المتحدة عنه ، أن حالته الصحية لم تعد تسمح له بمتابعة الملف ، وفي ذلك بطبيعة الحال شك كبير ، يحوم خصوصا حول ضغوطات يكون قد تعرض لها الرجل من قبل بعض الأطراف الفاعلة في مجلس الأمن الدولي والمتماهية في المصالح مع النظام المغربي الذي يحتل الصحراء الغربية وما زال ينهب خيراتها ويبطش بشعبها بغير وجه حق ، وعلى هذا الاساس تكون الوظيفة الحصرية للأمم المتحدة هي النفاق وممارسة التنجيم في أحسن الأحوال لإلهاء المظلومين والمضطهدين عبر العالم وجعلهم يعيشون على الأوهام والفبركات إلى ما لا نهاية .

لقد طفح الكيل وكذب المنجمون ولو صدقوا .

بقلم : محمد حسنة الطالب

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس