إلى عبد السلام جلود: لا أحد ينكر خير ليبيا، غير أن الثورة جاءت من إرادة أهلها، لا صناعة طرابلس

15
إلى عبد السلام جلود: لا أحد ينكر خير ليبيا، غير أن الثورة جاءت من إرادة أهلها، لا صناعة طرابلس؛
إلى عبد السلام جلود: لا أحد ينكر خير ليبيا، غير أن الثورة جاءت من إرادة أهلها، لا صناعة طرابلس؛

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. يبدو أن ثورة الشعب الصحراوي، أصيبت بسوء حظ ”بروباغندا“ أجنبية و عدوانية، تحاول أن تلتهم مسار نضالي، و تضحيات جسام، مرات تحاول هذه الدعاية المغرضة، ربط الثورة بالجزائـر بوصفها ”اللقيطة“ و مؤخراً ظهر الوزير الليبي جلود، لتظهر معه وجه دعاية جديد مضمونه أن البوليساريو صنيعة الجماهيرية الليبية.

الوزيـر، كان حري بشخصكم الكريم، قبل أن يخوض في أمور التاريخ، أن يدقق أكثر في الأحداث و تاريخ وقوعها، كي تسلم له المصداقية فحسب، لأن جبهة البوليساريو تأسست عام بعد التاريخ الذي ذكرتم، أي ماي سنة 1973، بعد سلسلة لقاءات تشاورية، نواتها الوحيدة الشعب الصحراوي.

الوزيـر، الشعب الصحراوي عندما قرر أن يطلق الثورة، كان يدرك جيداً أن الأمر ليس سهلاً و لن يكون مداه الزمني قصير، فوضع جملة من القواعد و الأسس لعمله النضالي، كي لا تشوبه شائبة: الإعتماد على الذات و تقوية اللحمة الوطنية، و البحث عن الدعم و النصرة و التأييد.

الوزيـر، الشعب الصحراوي يتذكر جيداً و بإخلاص دعم دولة ليبيا لأهداف ثورته المشروعة، الذي وصل لمستوى الاعتراف بالدولة الصحراوية 15 أبريل 1980، غير أن تطور العلاقات الثنائية، إصطدم للأسف بتذبذب موقف ليبيا و تأثر مسؤوليها بسياسة ”الثعلب“ الحسن الثاني، الذي أعد لهم فخ إتفاقية الإتحاد العربي الافريقي، أغسطس 1984.

الوزيـر، أدرك جيداً أن شخصكم، يعرف كيف يفكر الحسن الثاني، و ما كان يريده بالضبط من معمر القذافي، عندما أعد له إتفاقية وجدة: الحسن 02 أراد فك العزلة المفروضة على سياسته التوسعية مغاربياً، بعد الاعتراف الجزائري بالدولة الصحراوية أغسطس 1976 و تبعه الموريتاني فبراير 1984.

الوزيـر، أود بإسم الشعب الصحراوي، أن أحي في شخصكم الشجاعة التي كشفت بها عن فحوى اللقاء الذي جمعكم بالملك المغربي الحسن الثاني، الذي أكد فيه الأخير أن نظامه يعيش في حقل من الألغام و لديه من المشاكل ما يكفيه، و قال بالحرف: الصحراء الغربية لا تعنينا لأنها ليست مغربية حتى ندافع عنها.

الوزيـر، شخصياً أرى أن ما نقلته عن الحسن الثاني، أمر حقيقياً و صادقاً، لأن الرجل ما قاله لشخصك عل إنفراد، قد قاله من قبل على الملأ في الجمعية العامة للأمم المتحدة، عندما طالب بتنظيم إستفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية لإنهاء التواجد الاسباني و لم يطالب بضمها و لم يقل أنها مغربية.

الوزيـر، أخيرا أود مجدداً أن أوكد على المكانة العالية، لموقع ليبيا في قلوب الصحراويين، و تذكرهم دوماً للمواقف ليبيا الشامخة التي رافقت ثورتهم، و مدتهم بالسلاح و أتاحت لهم فرص التكوين و التأهيل، و أعطت لابنائهم فرصة التعليم، كل هذا طبعاً، لا زال يشكل لدينا جميعاً، جانب مضئ من تاريخ العلاقات الثنائية و الأخوية.

الشيخ لكبير سيدالبشير|

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس