إنقلب السحر على الساحر!

15
إنقلب السحر على الساحر! (بقلم: سالم أطويف)
إنقلب السحر على الساحر! (بقلم: سالم أطويف)

بقلم: سالم أطويف

افريقيا برسالصحراء الغربية. لم يحصد المغرب من مناوراته الخسيسية في استدراج بعض الدول الأوروبية بهدف شرعنة احتلاله الغير شرعي للصحراء الغربية، إلا الخسارة والانتكاسات المتتالية، جعلت من الأخير في عزلة إقليمية وسياسية مع نفسه ومواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوربي والأفريقي ومجلس الأمن والأمم المتحدة.

محاولات المغرب البائسة في تحصيل والظفر ببعض الأصوات الغربية المؤيدة للطرح المغربي المرفوض شكلا ومضمونا، لم تحقق من شيء سوى الشجب والتنديد والرفض القاطع، وأخيراً تعليق العلاقات وإعادة النظر في شكل التعامل الدبلوماسي، حال ألمانيا وإسبانيا، وأخيرا “الزوج الكاثوليكي” فرنسا التي رفضت فتح قنصلية لها بالصحراء الغربية.

هنا يتضح للقارئ والمتتبع أن “السياسة البوريطية” ذات الطابع الفولكلوري على إيقاع “أعبيدات الرمى” و”أحيدوس” لم تكن مجدية أمام الطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية؛ وبالتالي كل المحاولات الحربائية باتت فاشلة وغير منتجة، في الوقت الذي تعرف فيه القضية الوطنية زخماً كبيراً من التضامن والتأييد من طرف المجتمع الدولي، بل وأصبحت تتبوأ مكانة جد مهمة داخل أروقة الاتحاد الأفريقي وفي نظر الأمم المتحدة.

مزاجية القصر ستؤدي بالمغرب لا محالة إلى الهاوية، وهو ما أصبحت مؤشرات انهياره تطفو على السطح بسبب البطالة والفقر والتهميش والحكرة في حق الشعب المغربي المقهور، إضافة إلى الصراع الداخلي وتصفية الحسابات بين الأجهزة الأمنية التي تحاول التقرب من القصر بأي شكل من الأشكال.

المغرب في عزلة سياسية وإقليمية لا يحسد عليها، محاولا افتعال الأزمات بهدف امتصاص الأخرى ولو على حساب الشعب المغربي المقهور(نزوح آلاف المغاربة إلى سبتة ومليلية الاسبانية) (المسيرة السوداء)، وهذا ليس بالشيء الغريب على نظام ألف التسيير والتوجيه من الخارج واقتباس التجارب حتى لو كان يجعل عواقبها الوخيمة.

هذه التحولات والمتغيرات والمستجدات الاقليمة والسياسة والانتكاسات المتتالية التي يواججها المغرب والانتصارات الديبلوماسية لصالح القضية الوطنية الصحراوية، يعود فضلها إلى تشبث الشعب الصحراوي بقضيته العادلة واستئناف الحرب والإعلان عنها كان خيارا استراتيجيا جد مهم، استطاع تغيير كل المعادلات وإفشال كل المناورات المحاكة ضد المشروع الوطني.