
أفريقيا برس – الصحراء الغربية. موقف ممتاز ومشرّف للجمهورية التونسية الشقيقة، يذكّر بمواقف سابقة مسؤولة ورزينة قد اتخذتها تونس.
حيث كانت سباقة للاعتراف بالجمهورية الإسلامية الموريتانية.
قاطعة بذلك الطريق في وجه المطالبات اللاشرعية والظالمة للنظام المغربي بموريتانيا فور إعلان استقلالها.
فتحيّة حارة، وهنيئا لتونس على هذه المواقف النبيلة التي تنمّ عن وعي كبير بأهمية الحفاظ على المصلحة العليا للقارة الإفريقية واتحاد شعوبها والتمسك بميثاقها وقراراتها.
كما تعكس درجة عالية من الإحساس بالمسؤولية تجاه القضايا العادلة للبلدان والشعوب، خصوصا الشقيقة.
لقد ردت تونس بما لا يدَعُ مجالا للشك على آخر خطاب لملك المغرب الذي لم يُعد النظر في ما كتبه له من ورطوه في مجاراة لعب الكبار.
(إذا أراد الله هلاك النملة جنحها)، إنهم أصحاب الشطحات المخزنية الذين يلعبون بالنار، مستجيرين برمضاء الصهاينة التي سيحولها النضال المستميت للشعب الفلسطيني بردا وسلاما على مقاومته الشجاعة.
وستبدي الأيام للنظام المخزني الظالم أن استجارَته بأعداء الأمة الإسلامية والعربية واستقواءَه بهم ضد شعوب المنطقة، بمن فيهم الشعب المغربي نفسه، لن تجدي نفعا.
ولن تؤدي في النهاية إلا إلى زواله باقتلاع جذوره، غير مأسوف عليه.
إن اللكمات المتتاليةَ والموجعةَ التي تلقاها النظام المغربي على كل الأصعدة وفي كل الواجهات منذ اختراقه السافر لوقف إطلاق النار واستئناف الشعب الصحراوي للكفاح المسلح، هي السبب الحقيقي وراء هذا التخبط والهذيان الهستيري الذي يعيشه نظام الرباط ملكا وحكومة وجنودا وريسونا.
لقد كانت الردود الدولية الإقليمية والمحلية على كل ما فاهَ به الريسوني ومحمد السادس وبوريطة وغيرُهم من غير الموفقين من أدوات المخزن الذين يجهلون أو يتجاهلون التاريخ.
ردودا شافية صريحة ومزيلة للّبس حيث أعطت درسا للمُتغطرسين المتعالين، وألقمت حَجرا للمتفوهين غلطا، سواء تجاه الشقيقتين الجزائر وموريتانيا التين عانتا ولا زالتا تعانيان من الإساءات تلو الإساءات من قِبَل نظام هذا الشعب الشقيق.
أو قصد الجمهورية الصحراوية التي يتأكد يوما بعد يوم أنها حقيقة لا رجعة فيها.
ما يَزيد ويُفاقِم من حَنَق المخزن، رغم أنه من الواضح للمتتبع لمجريات الأمور في الاتحاد الأفريقي والمحاكم القانونية والدولية وهيئة تصفية الاستعمار، وبشكل قاطع، أن النظام المغربي لم يجد بُدا من الاعتراف على مَضض بتلك الحقيقة.
وهو فعلا يُقر بذلك في قرارة نفسه.
(والحق ما شهدت به الأعداء).
إلا أن روح المكابرة والأنانية وإرادة التوسع والاحتلال اللاشرعي على حساب الغير.
باتت سمة راسخة ومرضا مزمنا ملازما لهذا النظام الذي ابتليت به شعوبنا منذ أن استنبته المستعمر قبل أن يرحل شكليا ووطدت دعائمه الصهيونية العالمية التي ترعاه وتنجده كلما استغاث بها.
فلم يكترث هذا النظام بما تُسببه له تصرفاتُه الطائشة والكارثية حتى عليه هو نفسه.
تلك الممارسات والأساليب المنافية لأبسط القيم والأخلاق والحقوق الإنسانية التي يرتكبها يوميا ضد جماهير الشعب الصحراوي في الأرض المحتلة، وبكل وقاحة، منتهكا الأعراض ومتحديا المشاعر وأواصر الأخوة في الدين والدم.
ومتجاوزا الأعراف والقوانين وقرارات المنتظم الدولي.
وما دام هذا النظام متشبثا بمواقفه وتصرفاته السلبية تجاه جيرانه المباشرين وغير المباشرين، فسيظل عبئا على شعوب المنطقة ووحدتهم وعائقا خطيرا أمام تنمية وتقدم وازدهار بلدانهم.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس