أفريقيا برس – الصحراء الغربية. بات من الضروري اجراء مراجعة نقدية جادة وشاملة لتجربة حركة التحرير الوطنية للبحث في الأسباب الذاتية والموضوعية عن الإخفاقات المتكررة التي تعيق تقدم كفاحنا التحريري، مع العلم ان جانب القيادة والتسيير هو السبب الرئيسي لحالة الشلل التي نعيشها.
يبقى ان الأسلوب المتبع في هذه العملية لا يبعث على الامل في التوصل الى نتائج مرضية، خاصة وان اللجنة التي كلفت بالموضوع تفتقر لمقاييس وشروط النجاح.
ان العمل الهادف يحتاج الى فريق من أصحاب الخبرات في جميع الميادين بمن فيهم عسكريين وبعيدا عن تأثير السياسيين، حتى يستطيع توظيف النتائج في بناء مرتكزات الرؤية الجديدة.
ولكي يكون لذلك تأثير في الوضع السياسي لابد من أخذ الوقت الكافي للانغماس العملي في تكوين الوقائع عبر استغلال محطات للتعبئة التي كان من المفترض ان يكون أولها مؤتمر اتحاد الشبيبة العاشر، الذي للأسف الشديد عكس غياب الإرادة لدى السلطة في احتواء شريحة اساسية في تحديد مصيرنا بل واغتالت تطلعاتها في المهد.
ومادام الحال هكذا، فان المحطات الأخرى لن تكون الا شبيهة بهذه المحطة الأولى، وإن كان هناك خلاف فسيكون في الضرب على طبول الموالاة.
بالتأكيد اننا لن نمسك برأس الخيط الذي نبحث عنه ما دمنا نجانب الاعتراف بالحقيقة المرة المتمثلة في الأثر السيء لاحتكار السلطة وتفشي الفساد الإداري وعدم الرضى عن إدارة الشأن العام، لأن ذلك الاعتراف من شانه ان يفسح المجال لحوار وطني جاد يضم كل أطياف الخلاف لإعادة صياغة مبادئ المشروع الوطني وتبني المقاييس والشروط الواجب توفرها في القيادة الوطنية.
نحن اليوم نعيش فراغا في السلطة جعلنا غير قادرين على خوض الحرب الثانية التي أعلناها يوم 13 نوفمبر 2020، فما بالك بتجنيد طاقاتنا لربح هذه الحرب، وهو الامر الذي يضع النخبة الوطنية امام مسؤولياتها التاريخية في توحيد كلمتها للدعوة لحوار وطني حضاري يخرجنا من هذا الوضع.
هذا هو رأس الخيط الذي سيعزز وحدتنا الوطنية ويزيد من الالتفاف حول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كإطار جامع لكل الصحراويين ويمثل تطلعاتهم في الاستقلال وتقرير المصير وليس اختزالها في تنظيم سياسي تمثله الأمانة الوطنية والفروع.
اما الدولة الصحراوية التي أصبحت حقيقة لا رجعة فيها فلابد من استثمار مكانتها الاقليمية، القارية والدولية في بسط والتمتع بحقوقها السيادية القانونية والسياسة.
بقلم: الديش محمد الصالج
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس