أفريقيا برس – الصحراء الغربية. مثّل نجاح الأبناء وتفوقهم في المستقبل هاجسًا لدى جميع الآباء عبر الزمن، حيث دائما ما يسعى الوالدان لتوفير كافة السبل الممكنة لتهيئة ظروف النجاح لأبنائهم.
وتندرج أساليب الأبوة والأمومة تحت أربع فئات رئيسية، وهي الآباء الواثقون، الآباء المهملون، الآباء المتساهلون، والآباء المتسلطون، وقد نكون نستخدم في حياتنا واحدًا أو أكثر منها، اعتمادًا على الموقف والسياق حسب دراسة نشرتها شبكة “سي إن بي سي”.
الآباء الواثقون داعمون للأبناء، وغالبًا ما يتوافقون مع احتياجات أطفالهم، ويوجهون أطفالهم من خلال المناقشات المفتوحة والصادقة لتعليم القيم والتفكير. وعلى غرار الآباء المستبدين، يضعون حدودًا ويفرضون المعايير، ولكن على عكس الآباء المستبدين، فإنهم أكثر رعاية وانفتاحا على أطفالهم.
بعض السمات المشتركة للوالدين الواثقين
يستجيب الوالدان الواثقان لاحتياجات أطفالهما العاطفية، ويتواصلون بشكل متكرر معهم، مع مراعاة أفكارهم ومشاعرهم وآرائهم، ويعطون الحرية لهم كي يواجهون العواقب الطبيعية لأفعالهم، ولكن يستخدمون هذه الفرص لمساعدة أطفالهم على التفكير والتعلم.
وينصح الخبراء بتعزيز الاستقلال والتفكير لدى الطفل، حيث يشارك هذا العامل بشكل كبير في تقدم الطفل ونموه. ويتفق الخبراء على أن الأبوة والأمومة الواثقة هي الأسلوب الأكثر فعالية، فقد وجدت الدراسة أن الآباء الواثقين هم “أكثر عرضة لتربية أطفال واثقين من أنفسهم يحققون نجاحًا أكاديميًا، ولديهم مهارات اجتماعية أفضل وقدرة أكبر على حل المشكلات”.
فبدلاً من الهرع دائمًا لإنقاذ أطفالهم، وهو الأمر الأكثر شيوعًا بين الآباء المتساهلين، يسمح الآباء الموثوقون لأطفالهم بارتكاب الأخطاء. ويوفر هذا للأطفال فرصة التعلم مع السماح لهم أيضًا بمعرفة أن والديهم سيكونون هناك لدعمهم.
وتعتبر التربية التي تعتمد على الثقة مفيدة بشكل خاص من ناحية السماح للطفل بالتعامل مع الصعاب، لأن الطريقة التي نتعلم بها التعامل مع الصعاب في سن مبكرة تلعب دورًا كبيرًا في كيفية تعاملنا مع خسائرنا أو مدى مرونتنا في حياتنا البالغة.
مع الوالدين المتساهلين، فإن حلول النزاعات تعود بنفعها على الطفل عمومًا، الطفل “يفوز” والوالد “يخسر”. فيؤدي هذا النهج إلى أن يصبح الأطفال أكثر أنانية وأقل قدرة على التنظيم الذاتي.
العقوبة وأوقاتها
ويتفق الخبراء على أن هناك أوقات تكون فيها العقوبة بين الفينة والأخرى ضرورية، لكن مشكلة العقوبة المستمرة هي أنها لا تعلم الطفل شيئًا مفيدًا، ففي معظم الحالات، يعلمهم هذا الأسلوب أن الشخص الذي يتمتع بأكبر قدر من القوة يفوز، سواء أكان عادلاً أم لا.
ولنفترض أن الطفل البالغ من العمر 10 سنوات يتوسل بعدم الذهاب إلى تدريب كرة القدم لأنه لا يجيد اللعب، فردود الفعل تكون مختلفة حسب أسلوب التربية، فقد يقول الوالد المتساهل: “الأمر متروك لك”، ويرد الوالد المُهمَل: “لا آبه، إنها حياتك”، أما الوالد الاستبدادي فيقول بصرامة: “عليك أن تذهب للتدريب، لا أريد أن أسمع كلمة أخرى منك”.
ويختلف رد الوالدين الواثقين، فعادة يكون الرد على شاكلة: “أتفهم أنك لا تريد الذهاب، لكن في بعض الأحيان، محاربة الرغبة في تجنب القيام بشيء صعب هو الطريق للتحسن”.
في حين أن الآباء الواثقين يضعون حدودًا ويتوقعون من أطفالهم أن يتصرفوا بمسؤولية، فإنهم لا يطالبون فقط بالطاعة العمياء، بل يتواصلون ويفكرون مع الطفل، الأمر الذي يمكن أن يساعد في إلهام التعاون وتعليم الأطفال السبب وراء القواعد.
يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس