قرار استئناف الحرب يكشف المستور، قوى دولية تحالفت مع الرباط بهدف السيطرة على منطقة الساحل و الصحراء

12
قرار استئناف الحرب يكشف المستور، قوى دولية تحالفت مع الرباط بهدف السيطرة على منطقة الساحل و الصحراء
قرار استئناف الحرب يكشف المستور، قوى دولية تحالفت مع الرباط بهدف السيطرة على منطقة الساحل و الصحراء

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. تشهد منطقة الساحل والصحراء منذ سنوات صراعا على النفوذ بين القوى الدولية وذلك بحكم موقعها الاستراتيجي وتوفرها على الثروات الباطنية كما انها تشكل نقطة حيوية لحركة التجارة الدولية بين الشمال والجنوب، لذلك ابدت بعض الدول رغبتها في التواجد بالمنطقة عبر تقديم المساعدات المالية لا نجاز معابر برية وموانئ ومطارات في المواقع الاستراتيجية.

لقد كشفت التطورات التي حدثت منذ ازمة الكركرات 2016 ارادة هذه الاطراف في فرض سياسة الامر الواقع وتجاوز القانون الدولي الذي يعتبر الصحراء الغربية اراضي محل نزاع. وهو ما تجلى في محاولة تحويل ثغرة الكركرات الى معبر دولي لمرور السلع والبضائع القادمة من اوروبا نحو افريقيا، كا ابدت الامارات العربية المتحدة اهتماما بالسيطرة على ميناء الداخلة المحتلة في إطار استراتيجية تنتهجها منذ سنوات للاستحواذ على حركة النقل البحري في العالم.

و اظهرت الحملة العسكرية المغربية بالكركرات والتي حظيت بدعم دول الخليج ترابط في الاحداث طرح علامات استفهام حول التوقيت والفاعلين الجدد في المنطقة وتزامن اندلاع الحرب مع افتتاح أبو ظبي قنصلية في العيون المحتلة ([1]) ، والاعلان عن اتفاق التطبيع بين المغرب و”إسرائيل” والذي دفع بالتعاون العسكري مع تل ابيب الى الامام ، حيث تم الكشف عن صفقات اسلحة تم بموجبها تسليم الجيش المغربي طائرات “إسرائيل”ية بدون طيار ضمن صفقة بلغت قيمتها 48 مليون دولار.

ان التدخل الخارجي في حرب الصحراء الغربية الثانية يثبت صحة الاهتمام الدولي بالمنطقة فقد استعان الجيش المغربي بخبراء اماراتيين، تنقلوا بالفعل الى القواعد العسكرية المغربية المحاذية للجدار، وبعد ايام أعلن الجيش الصحراوي بتاريخ 20 نوفمبر 2020 عن مقتل ضابط اماراتي وجرح اخر كانا في مهمة لنقل خبرات تكنولوجية للجيش الملكي، شبيهة بتلك المستعملة في ليبيا وسوريا([2]) فيما تحدثت مصادر موثوقة من داخل الأراضي الصحراوية المحتلة عن تواجد اطقم عسكرية بمطارات مغربية للإشراف على تسيير العمليات التي تقوم بها الطائرات المسيرة والتي نفذت بالفعل عدة هجمات ضد الجيش الصحراوي والمدنيين الصحراويين والموريتانيين والجزائريين.

اثار التدخل الأجنبي في الصحراء الغربية ردود فعل قوية، حيث حذرت جبهة البوليساريو من تداعيات الخطيرة توريط المغرب لأطراف أجنبية دولية في الحرب، ودعت فرنسا الى الكف عن دعمها اللامشروط للمغرب، ونبهت اسبانيا الى أن محاباة المملكة المغربية سيكون خطأ قاتلا، ستدفع المنطقة ثمنه ([3]) ،وأكدت الجزائر على لسان الرئيس عبد المجيد تبون انها كانت تنتظر ما يجري في المنطقة وهناك دلائل تشير الى وجود تهديدات حقيقية على حدود الجزائر التي وصل إليها الكيان الصهيوني ([4])، وان خرق المغرب لوقف إطلاق النار بالكركرات كان بتواطؤ ثلاثي إماراتي -صهيوني –فرنسي، وحذرت الامارات من مغبة توريطها بالوكالة عن الكيان الصهيوني في ابتزاز الجزائر وخلط الأوراق بجوارها ([5]) .

ويرى خبراء ان للإمارات اهداف تتجاوز دعم الموقف المغربي بالصحراء الغربية حيث تسعى ابوظبي الى مضايقة المصالح الاقتصادية التركية في المنطقة، وإبعاد الرباط عن محور الدوحة-أنقرة، ودفعها لتطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني وهو ما تم بالفعل عندما أعلن الرئيس الامريكي السابق “دولاند ترامب” عن الصفقة في 10 ديسمبر 2020 ([6]) .

محاولات الامارات دخول المنطقة قبلت برفض تركي عندما أكد مسؤول كبير في المؤسسة الامنية التركية، وعضو بارز في حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم بان تطورات الوضع الراهن في الصحراء الغربية ومحاولة تدخل دول الخليج في المنطقة ومضايقة الشركات التركية قد تدفع تركيا الى مراجعة موقفها من قضية الصحراء الغربية ([7]) .

من جهتها اكدت روسيا ان التطورات في المنطقة تمس بشكل مباشر استقرار وامن احدى اهم مناطق النفوذ الاستراتيجي لموسكو، لذلك كان المندوب الروسي الدائم بالأمم المتحدة “فاسيلي نيبينزيا” حازما عندما حذر خلال جلسة لمجلس الامن الدولي حول التعاون مع الجامعة العربية من التصعيد، وتدخل اطراف دولية في الصحراء الغربية ([8])وتؤكد روسيا ان الوضع الحالي في الصحراء الغربية كان متوقعا منذ سنوات حيث بدأت بعض الأطراف داخل مجلس الامن الدولي في الترويج لمقاربات مشبوهة بدل التمسك بقواعد القانون الدولي وتنفيذ ولاية المينورسو المتمثلة في تنظيم الاستفتاء ([9]) .

لقد اظهرت الحرب في الصحراء الغربية المواقف القوية للجزائر وروسيا وحتى لتركيا والتي تؤكد ان اي دور “إسرائيل”ي- خليجي في منطقة شمال افريقيا سيكون ماله الفشل، وان تكرار سيناريو سوريا واليمن وليبيا لم يعد ممكنا بعد رحيل ادارة ترامب التي وفرت الحماية، وشجعت انظمة الخليج على العبث بأمن مناطق عديدة عبر العالم، اما بالنسبة ل”إسرائيل” ف[10]ان التورط في الصحراء الغربية سيفتح امام تل ابيب جبهة اخرى هي في غنى عنها خاصة في ظل احتدام الصراع مع إيران، ورفض ادارة الرئيس “جو بايدن” دعم التوجهات ال”إسرائيل”ية في منطقة الشرق الأوسط.

اوراق حول حرب الصحراء الغربية الثانية ….قسم الدراسات بموقع صمود نت 2021

————————-
[1] [1] صحرای غربی و بهانه اتحادیه مغرب عربی. دیلی صباح. 25 نوامبر 2020. https://2u.pw/zQBUJ
[2] یک منبع رسمی بیابانی مرگ یک افسر نظامی اماراتی و زخمی شدن یک افسر دیگر در صحرای غربی را تایید کرد، سومود نت، 25 نوامبر 2020، https://2u.pw/qGIYr
[3] جبهه پولیساریو نسبت به خطر دخالت رژیم مراکش از احزاب خارجی در جنگ علیه مردم صحرا هشدار می دهد، سومود نت، 13 ژانویه 2021، https://2u.pw/4WPHw
[4] جراد: الجزایر “هدف” است و رژیم صهیونیستی به مرزهای این کشور رسیده است، رادیو الجزایر، 12 دسامبر 2020، https://2u.pw/fI9Lj
[5] همان
[6] امارات به بحران در صحرای غربی دامن می‌زند… فراتر از نقش مشکوک ابوظبی، محور عرب، 16 نوامبر 2020، https://2u.pw/86qNq
[7] یک مقام ارشد ترکیه: ممکن است تصمیمات پیشرفته‌ای در رابطه با حمایت از موضع حمایتی الجزایر در مورد مسئله صحرای غربی اتخاذ کنیم، سومود نت، 20 نوامبر 2020، https://2u.pw/BX4p2
[8] نماینده روسیه در سازمان ملل متحد به کشورهای خلیج فارس نسبت به مداخله در مسئله صحرای غربی هشدار می دهد، Somoud.net، 19 ژانویه 2021، https://2u.pw/8P7IT
[9] یک کارشناس روسی تأیید می کند: مسکو برای سال ها درباره عواقب خطرناک تلاش های برخی از طرف های شورای امنیت برای نقض قوانین بین المللی در صحرای غربی هشدار داده است، Somoud.net، 03 ژانویه 2021، https://2u. .pw/Wxtl8

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس