افريقيا برس – الصحراء الغربية. من الملاحظ ان الصحافة الفرنسية لم تعد معنية بما يجري من تطورات في قصور نظام حديقة بلادهم السرية “المغرب”, وبشكل خاص حول الصفقات التي يجري ترتيبها بين نظام الاحتلال المغربي و نظام الاحتلال ال”اسرائيل”ي, بتنسيق مع ادارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب.
غياب اضواء وسائل الاعلام الفرنسية عن كواليس تلك الصفقات المشبوهة, لا يخرج عن كون احداثه تجري بعيدا عن قصر الاليزي هذه المرة على غير العادة, فالطريقة التي تحدث بها نتنياهو امس في شريط فيديو حول اتصاله بملك المغرب, وكشفه عن جانب مما دار بينهما حول صفقة التطبيع وما يرتبط بها من مطبات, يعطي الانطباع بان مركز صنع القرار في المغرب قد انتقل فعلا من قصر الاليزي الذي “فشل” ساكنيه في منح المغرب “السيادة على الصحراء الغربية”, الى حيث يعتقد محمد السادس انها الطريق السالك الى البيت الابيض مركز النفوذ والقرار الذي منحه السيادة المزعومة على الصحراء الغربية مقابل اعترافه باعتباره رئيس “لجنة القدس”, بالقدس عاصمة ل”اسرائيل”.
لقد ظهر نتنياهو بمظهر الوسيط القادر على انقاذ نظام محمد السادس من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها, من خلال طمأنته ب السعي لاقناع الادارة الامريكية الجديدة بعدم التراجع عن قرار ترامب, الذي منحه السيادة المزعومة على الصحراء الغربية.
الصحراء الغربية الغنية بثرواتها, والاستراتيجية بموقعها اصبح ملك المغرب المهوس بالتوسع على حساب جيرانه, يدرك اكثر من اي وقت مضى ان الامل في ضمها اليه قد تلاشى تماما, امام يقظة ابنائها الاحرار الذين افشلوا مآمراته ودسائسه, واظهروا بتلبيتهم لنداء جبهة البوليساريو ممثلهم الشرعي الوحيد لحمل السلاح, استعدادهم المنقطع النظير لتحريريها مهما كلف الثمن, مدعومين بالشرعية الدولية, ومن ورائهم الشعوب والدول الصديقة والشقيقة المحبة للعدل والسلام .
تصريحات نتنياهو بعد المكالمة الهاتفية مع محمد السادس, كشفت فرقا شاسعا بين ما ادلى به وزير الخارجية المغربي بوريطة, للصحافة اثناء استقباله للوفد الأمريكي ال”إسرائيل”ي بقصر الضيافة بالرباط, مباشرة بعد توقيع اتفاق التطبيع, وبين ما كشف عنه , مما يؤشر على ان اللقاء تخللته مواقف والتزامات و تطمينات فرضت ترتيبات جديدة غير التي اعلن عنها بوريطة.
ففي الوقت الذي ذهب فيه هذا الاخير الى القول بان فتح مكاتب الإتصال بين المغرب و”إسرائيل” سيتم خلال الأسبوعين المقبلين دون ذكر السفارات.
جاءت تصريحات نتنياهو لتؤكد ان الوفد المغربي سيحل ب”اسرائيل” في بداية هذا الأسبوع للدفع بالعلاقات بينهما الى الأمام وفتح المكاتب و السفارات, بمعنى الشروع في التطبيع الشامل مع الكيان ال”اسرائيل”ي, بما في ذلك فتح السفارات وليس فتح المكاتب فقط, و ستكون الانطلاقة في بداية الاسبوع الجاري وليس بعد اسبوعين كما وعد بوريطة.
وصول الوفد المغربي اليوم الى “اسرائيل” كما جاء في خبر نشرته قناة “كان” ال”إسرائيل”ية الرسمية، يؤكد اقوال نتنياهو, بالرغم من ان وزارة الخارجية المغربية حاولت اضفاء طابع السرية على الزيارة, و حاولت تجريد الوفد من طابعه الرسمي بالادعاء بانه مجرد وفد لوجيستي.
والجذير بالذكر حقا في هذا السياق, هو ان الصحافة الفرنسية القريبة من قصر الاليزي, سوف تفقد ما كانت تتمتع به من حظوة لدى نظام المخزن في المغرب الاقصى, مقابل حرصها على التستر على صفقاته المشبوهة, و سكوتها عن انتهاكاته الجسيمة في المغرب والصحراء الغربية, وتحريفها للحقائق, بعدما تم نقل مركز صنع القرار المغربي من باريس الى تل ابيب!!