باحثون يكشفون عن سلوك بسيط وغير مكلف يعزز الصحة النفسية والعقلية

3
باحثون يكشفون عن سلوك بسيط وغير مكلف يعزز الصحة النفسية والعقلية
باحثون يكشفون عن سلوك بسيط وغير مكلف يعزز الصحة النفسية والعقلية

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. عندما يفكر معظمنا في أنشطة تعزيز العقل، فإننا نتخيل تمرينًا متعمدًا، مثل الركض أو ركوب الدراجة أو السباحة، لكن الدراسة الحديثة تشير إلى أن مجرد زيارة مجموعة متنوعة من المواقع المختلفة يرتبط بإحساس أعلى بالرفاهية لدى الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق.

وجدت الدراسة، التي تم نشرها في موقع “ساينس أليرت”، والتي أعدت من قبل باحثين من عيادات الطب النفسي في جامعة بازل في سويسرا، أنه كلما زاد تنوع المواقع التي يزورها الأشخاص، كلما شعروا بشكل أفضل بشأن سلامتهم العاطفية والنفسية (حتى لو كانت أعراض صحتهم العقلية لا تزال موجودة).

أجريت الدراسة على 106 عينة تعاني من مشكلات الصحة العقلية، بما في ذلك الاضطرابات العاطفية، واضطرابات القلق، واضطرابات المزاج، واضطرابات الشخصية، واضطرابات الوسواس القهري، وكان بعضهم مرضى داخليين في المستشفيات وبعضهم الآخر مرضى خارجيين، يعيشون في المنزل ولكنهم يبحثون عن رعاية منتظمة في المؤسسات الطبية.

لمدة أسبوع، حمل هؤلاء المرضى هاتفًا إضافيًا معهم لتتبع تحركاتهم باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس)، كما أكملوا أيضًا العديد من الدراسات الاستقصائية حول رفاهيتهم الشخصية، ومرونتهم النفسية، وأعراض صحتهم العقلية.

وبمقارنة خرائط نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) بنتائج هذه الدراسات الاستقصائية، وجد الباحثون أن الحركة الأكبر في المكان والزمان تبدو متزامنة مع شعور أكبر بالرفاهية، على الرغم من أن أعراض مشاكل الصحة العقلية ظلت كما هي إلى حد كبير.

قضى المرضى الخارجيون ما يقرب من ثلث يومهم في المنزل، ولكن من المفهوم أنهم أظهروا حركة أكبر بكثير من المرضى الداخليين، الذين قضوا معظم وقتهم داخل المستشفى.

كما هو متوقع، كان المرضى الذين يعانون من الرهاب أو القلق بشأن مغادرة الأماكن الآمنة مرتبطين بقوة بحركة أقل بكثير ومنطقة نشاط أصغر بكثير، ومع ذلك، لا يبدو أن أي أعراض أخرى لمشاكل الصحة العقلية لها نفس التأثير على الحركات اليومية للمريض.

في المقابل، كانت المستويات الأعلى من الرفاهية العاطفية، وبدرجة أقل، المرونة النفسية، مرتبطة باستمرار بمزيد من الحركة وتنوع أكبر في الحركة.

وأوضح عالم النفس السريري والصحي أندرو جلوستر، من جامعة بازل في ذلك الوقت: “تشير نتائجنا إلى أن النشاط وحده لا يكفي لتقليل أعراض الاضطرابات العقلية، ولكنه يمكن على الأقل تحسين الرفاهية الذاتية”.

وتضاف هذه النتائج إلى مجموعة محدودة من الأبحاث حول آثار الأنشطة اليومية بين أولئك الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية، وفي الواقع، هذه واحدة من الدراسات الأولى التي تستخدم تتبع نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) كمقياس للحركة التلقائية.

لقد ثبت أن النشاط البدني يحسن بشكل كبير الرفاهية والصحة العقلية، ولكن معظم الأبحاث حول هذا الموضوع ركزت حتى الآن على التمارين المتعمدة، ولكن من غير الواضح كيف تؤثر الحركة التلقائية في الحياة اليومية على المرضى الذين يبحثون عن علاج للصحة العقلية.

مجرد الخروج إلى الطبيعة قد يلعب أيضًا دورًا مساهمًا، تم ربط النشاط البدني في الهواءالطلق أثناء الطفولة بنتائج أفضل للصحة العقلية عند البلوغ، وقد بدأ الأطباء في بعض أماكن العالم في “وصف” قضاء الوقت في الطبيعة لتعزيز الصحة العقلية والجسدية.

إن دراسة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) الأخيرة صغيرة ومحدودة، لكن النتائج تشير إلى أن الحركة قد تكون مؤشرا لمدى قدرة المرضى الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية على التكيف بشكل عام.

وخلص الباحثون إلى أن “النتائج تشير إلى حقيقة أن أنماط الحركة (مثل المسافة وعدد الوجهات وتنوع الوجهات وما إلى ذلك) قد تكون بمثابة علامة على الأداء والرفاهية”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس