كأس العالم: المنتخب المغربي ينهزم أمام فرنسا وبايدن يحضر المباراة

12
كأس العالم: المنتخب المغربي ينهزم أمام فرنسا وبايدن يحضر المباراة
كأس العالم: المنتخب المغربي ينهزم أمام فرنسا وبايدن يحضر المباراة

أفريقيا برس – الصحراء الغربية. انهزم المنتخب المغربي أمام نظيره الفرنسي بهدفين للاشيء، في المباراة التي جمعتهما، مساء اليوم الأربعاء، على أرضية ملعب “البيت”، برسم نصف نهاية مونديال قطر 2022. وسجل هدفي المنتخب الفرنسي ثيو هرنانديز (د 5)، وراندال كولو مواني (د 79). وبدأت المباراة بإيقاع سريع للغاية، وضغط منذ الدقائق الأولى على مرمى بونو، أسفر عن هدف مبكر للمنتخب الفرنسي سجله ثيو هرنانديز في الدقيقة الخامسة.

وحاول المنتخب المغربي، الذي عانى من الإرهاق تعديل الكفة، لكن بدون نجاعة، رد عليها المنتخب الفرنسي بتسديدة قوية من اوليفيه جيرو د 17 ارتطمت بالقائم. وغادر المدافع رومان سايس المباراة في الدقيقة 21 بسبب الإصابة، وحل بدلا منه سليم أملاح لاعب الوسط. وكاد جواد الياميق أن يدرك هدف التعادل بمقصية رائعة أبعدها الحارس هوغو لوريس. وظلت النتيجة على حالها إلى غاية إطلاق الحكم لصافرة نهاية الشوط الأول. وفي الشوط الثاني، أقحم الركراكي عطية الله مكان مزراوي، لتتواصل محاولات المغرب سعيا لتعديل النتيجة، لكن بدون جدوى، أمام الدفاع الفرنسي المنظم، حيث أبعد أكثر من كرة عرضية.

واعتمدت فرنسا على الهجمات المرتدة وكادت أن تعزز تقدمها مرتين عبر جيرو ومبابي. وأشرك الركراكي عبد الرزاق حمد الله وزكرياء أبو خلال مكان النصيري وبوفال ثم عبد الصمد الزلزولي مكان سليم أملاح، في محاولة لإدراك التعادل. وتلقى المنتخب المغربي هدفا قاتلا في الدقيقة ال79 من توقيع البديل راندال كولو مواني. وكاد حمد الله أن يقلص الفارق في الوقت بدل الضائع اثر كرة عرضية أمام المرمى بعد مجهود فردي للزلزولي لكن الدفاع أبعدها في التوقيت المناسب. وسيواجه المنتخب المغربي في مباراة تحديد المركز الثالث، نظيره الكرواتي المنهزم أمام الأرجنتين (0-3)، السبت المقبل.

هل حرم الحكم المغرب ركلتي جزاء؟

اعترض لاعبو منتخب المغرب كثيرا على الحكم المكسيكي سيزار أرتورو راموس، الذي أدار مباراتهم أمام فرنسا، في قبل نهائي كأس العالم 2022. وغضب اللاعبون المغاربة كثيرا من قرارات الحكم خاصة في الشوط الأول، وطالبوا باحتساب ركلتي جزاء، لكن دون جدوى، حيث رأى المكسيكي أن اللعبتين لا تستحقان احتساب الركلتين. إلا أن الحكم المصري السابق جمال الغندور، الذي سبق أن شارك في مونديالي 1998 و2002، قال إن راموس ارتكب أخطاء أثرت على نتيجة وسير اللقاء. وأشار الغندور، في تحليله للحالات التحكيمية في شبكة ‘بي إن سبورتس’: ‘لقد تعرض اللاعب سفيان بوفال لإعاقة واضحة من مدافع فرنسا ثيو هرنانديز، كانت تستلزم ركلة جزاء’. وأضاف الخبير التحكيمي المصري: ‘لقد أمسك تشواميني اللاعب المغربي سليم أملاح، واستمر في المسك حتى أسقطه أرضا.. إنها ركلة جزاء سبق أن تم احتسابها كثيرا في عدة مباريات بالبطولة’. وواصل: ‘المثير أن تقنية الفيديو لم تتدخل في الحالتين، ومثل هذه الأخطاء عندما تتكرر في مباراة كبيرة بقبل نهائي كأس العالم فإنها تكون مكلفة للغاية’. واختتم الغندور كلامه بالقول: ‘اللعبتان المذكورتان كانتا في الشوط الأول، وكان من الممكن أن تجعلا المنتخب المغربي ينهيه متقدما بهدفين لهدف بدلا من التأخر، وهو ما كان من الممكن أن يقلب أحداث المباراة’.

المدرب وليد الركراكي

قدمنا أفضل ما لدينا، لكن عانينا من عدة إصابات وخسرنا أكرد خلال فترة الإحماء ثم خلال اللعب سايس ومزراوي، وليس لدي ما أقوله، والبدلاء عوضوهم، لكن عندما ترتكب أقل خطأ أمام منتخب مثل فرنسا تدفع الثمن فورا، في الشوط الثاني كنا أفضل وسنحت لنا الفرص ولم نسجل، ثم جاء الهدف الثاني القاتل لفرنسا. ليسامحنا المغاربة، أردنا الذهاب إلى النهائي ولكن في المرة القادمة إن شاء الله. وفي ما يخص مباراة المركز الثالث ضد كرواتيا سيكون الوضع صعبا على الصعيد الذهني، سأعطي فرصة للاعبين آخرين، سنبذل أقصى ما في وسعنا لكن لن يكون الأمر سهلا، حتى لو أردنا نيل المركز الثالث سنكون حذرين لأن لدينا الكثير من الإصابات، الآن، لن نفكر في هذه المباراة، سنستريح وسأقدم التهاني للشباب، هذا ما يهمني.

الحارس ياسين بونو

المواجهة لم تكن سهلة، لكن كان عندنا حلم الوصول للنهائي وكنا واثقين من الفوز لكن لم يكتب، أظن أن اللاعبين قدموا مباراة كبيرة وبذلوا مجهودا جبارا، كانت لدينا فرص، الحمد لله على هذا الأداء، لا تزال أمامنا مباراة يجب أن نواجهها بنفس الجدية التي أظهرناها في المباريات الماضية. أظهرت هذه المجموعة أنها قادرة على منافسة أكبر المنتخبات، لكن اليوم الهدف الأول صعّب علينا المباراة، ومع ذلك أظهر المنتخب أن لديه شخصية وخلق فرصا بعد هذا الهدف، ثم جاءت فرصة سجلوا منها هدفا بشيء من الحظ.

كيف هزمت فرنسا المغرب

منذ الدقيقة الأولى كان واضحا أن منتخب فرنسا يلعب بواقعية لا بصفته بطلا للعالم، ويحترم الخصم الذي يواجهه بعد المشوار الخرافي لمنتخب “أسود الأطلس” في المونديال القطري بتصدره مجموعته وهزيمته بلجيكا وإقصائه إسبانيا والبرتغال من المونديال. وهذه الواقعية أمام المنتخب المغربي أثمرت هدفا مبكرا وسيّر ديشان الشوط الأول لمصلحته وبالنتيجة التي أرادها رغم أن المغرب كان قاب قوسين من التعادل، قبل أن يضيف منتخب “الديوك” هدفا ثانيا وينهي المباراة.

ويرى جول كوندي مدافع برشلونة أن “المباراة كانت قاسية وتطلبت مجهودا بدنيا كبيرا للفوز فيها، وهذا ما كنا نتوقعه نظرا للمستوى الذي قدمه المغرب في مبارياته السابقة، والمدرب وضع خطة مرنة للتكيف مع هجوم المغرب وعدم ارتكاب الأخطاء”. وأقر بأن “المنتخب الفرنسي فقد السيطرة على المباراة في بعض فترات المباراة وتراجع مستواه، ولكننا بالتضامن والانضباط استطعنا الفوز بمباراة كانت شاقة وصعبة ومعقدة، فمنتخب المغرب لديه لاعبون من أصحاب المهارات وبجودة كروية عالية ويلعبون بأفضل فرق العالم، وحاولوا أن يصنعوا فرصا بتمريرات سريعة ومحكمة، ولكننا تصدينا لها ومنعناه من الوصول إلى هدفه”.

أنطوان غريزمان لاعب أتلتيكو مدريد والفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة فقال “المغرب أبهرني وقدم مستوى رائعا، ومن الناحية التكتيكية كان أداؤه عاليا وصنع فرصا، والهدف المبكر الذي سجلناه في أول 5 دقائق من المباراة أراحنا، وصعّب المباراة على الخضم، لم يكن فوزا سهلا، بل عانينا للخروج بنتيجة إيجابية”. وتابع “كنا ندافع بشراسة ونهاجم بضراوة، وحاولنا الاستحواذ على الكرة وحرمان الخصم منها، وأفضل ما حصل معنا أننا نلعب مباريات صعبة ومستواها تصاعدي حتى نصل إلى النهائي جاهزين”. وقال عن المنتخب المغربي: “إنهم رائعون على جميع المستويات، سواء من الناحية التكتيكية في كيفية وقوفهم على أرض الملعب، وكذلك دفاعيا وهجوميا، لقد أثبتوا اليوم أنهم لا يتقنون الدفاع فقط، بل لديهم إمكانيات هجومية رائعة، لقد أذهلوني حقا”. وأضاف: “لقد أقدم ديدييه ديشان على تغيير تكتيكي مميز، ساهم في فوزنا بالمباراة، وذلك حين أخرج جيرو وأدخل ماركوس تورام على الجهة اليسرى، لمساندة هيرنانديز، بعد المد الهجومي الكبير من حكيمي وزياش، مع تكفل مبابي بمركز قلب الهجوم، لاستغلال سرعته في عكس الهجمات”.

بدوره، تحدث ثيو هيرنانديز ظهير ميلان وصاحب الهدف الأول لمنتخب فرنسا عن “المعاناة التي مر بها في المباراة لإيقاف لاعبي منتخب المغرب الذين يعدون من بين الأفضل في العالم، ولهذا كان علينا بذل مجهود مضاعف لإيقافهم”. ويشير أوريلين تشواميني لاعب وسط ريال مدريد إلى أن “المدرب ديشان عدل الخطة التي كان يعتمدها وعزز جهة اليسار لمنتخبنا التي كانت المفضلة لدى المغرب لشن الهجمات، واستطاع من خلال هذه التعزيزات وقف الخطورة”. وتابع أن “المغرب منتخب قوي ويخلق المشاكل لأي فريق يواجهه، واستطاع أن يصنع فرصا وعانينا أمامه، وهذا ترجم مجهودا بدنيا بذله جميع اللاعبين”.

مبابي يخطف الأنظار بقميص المغرب بعد الفوز

خطف النجمان الفرنسي كيليان مبابي والمغربي أشرف حكيمي الأنظار بعد نهاية المباراة وأظهرت عدسات المصورين مبابي يقف إلى جانب حكيمي لمدة طويلة لدعمه نفسيا، بعد الهزيمة. وبعدها، تعانق لاعبا باريس سان جرمان الفرنسي وتبادلا الأقمصة، قبل أن يذهب مبابي للاحتفال مع زملائه في الفريق بالقميص المغربي.

الجماهير تُحيي المنتخب المغربي

حظي المنتخب المغربي بدعم واحترام الجماهير حتى اللحظة الأخيرة، حيث تواصلت الهتافات طوال مباراته أمام نظيره الفرنسي الأربعاء في نصف نهائي كأس العالم 2022 لكرة القدم في قطر. وتأهل المنتخب الفرنسي إلى النهائي بعدما تغلب على نظيره المغربي بهدفين نظيفين سجلهما ثيو هيرنانديز وراندال كولو مواني في الدقيقتين الخامسة والـ79. ولم يتوقف دعم الجماهير لمنتخب أسود الأطلس لأكثر من 90 دقيقة، وبعد نهاية اللقاء وجه الجمهور في ملعب البيت الذي احتضن المباراة تحية حارة للفريق عند انهيار لاعبيه على أرضية الملعب حزنا على ضياع حلم التأهل للنهائي. من جانبه، حرص المدرب وليد الركراكي على تهنئة المنتخب الفرنسي على الفوز على أرضية الملعب، ثم توجه إلى لاعبيه، لمواساتهم وتقديم الشكر لهم على جهودهم خلال المباراة. وفي الثواني الأخيرة وعقب إطلاق صفارة النهاية تعالت هتافات الجماهير المغربية والتهليل للاعبين وكأن المنتخب المغربي هو الفائز والمتأهل.

ملك المغرب يحيي منتخب بلاده على “المشوار الرائع”

أشاد محمد السادس ملك المغرب، إثر المباراة، بأداء لاعبي بلاده، وذلك في اتصالين هاتفيين مع كلّ من المدرّب وليد الركراكي وقائد المنتخب رومان سايس. ووجه محمد السادس، تحيته إلى وليد الركراكي مدرب المنتخب ولاعبيه على “المشوار الرائع” في كأس العالم لكرة القدم. وقالت وكالة الأنباء المغربية إنّ العاهل المغربي نوّه في اتصاله بالركراكي بنجاحه في تكوين فريق من اللاعبين “يتمتّع بالتماسك والروح القتالية، بما مكّنه من تسجيل حضور متميّز في هذه التظاهرة، وتشريف الشعب المغربي والجمهور العالمي من خلال قيمه الرياضية الرفيعة وموهبته النموذجية”. وفي اتصاله بقائد المنتخب أعرب الملك محمد السادس عن “تهنئته الحارّة لمجموع الفريق”. كما تمنى الملك محمد السادس الشفاء العاجل لقائد المنتخب رومان سايس، وهنأه على روحه القتالية كما كلفه بنقل تهنئة حارة إلى جميع اللاعبين.

تهنئة فرنسا

وعقب المباراة أجرى العاهل المغربي مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب فيه “عن تهانئه” لتأهّل الديوك إلى نهائي المونديال، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء. وتأتي هذه التهنئة عشية زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى المملكة بعد أشهر من التوترات بين البلدين. أما ماكرون الذي حضر المباراة بين المغرب وفرنسا من الاستاد في قطر فسيقوم في مطلع 2023 بزيارة دولة إلى الرباط.

محمد بن راشد: المغرب رفع رأس العرب

أثنى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بمسيرة منتخب المغرب في كأس العالم 2022. وكتب عبر حسابه الشخصي على “تويتر” مشيدا بمنتخب المغرب: فخورون بالأسود، فخورون بالأداء، فخورون بالروح، فخورون بالوصول. المغرب رفع رأس العرب في المحفل العالمي الرياضي الأكبر.. شكرا أسود الأطلس.

جو بايدن: ما يحققه المغرب لا يصدق

داخل إحدى غرف البيت الأبيض ، وأمام شاشة التلفزيون الكبيرة ، جلس بايدن مع رئيس الوزراء المغربي عزيز أخنوش وعدد من القادة الأفارقة في مشاهدة مباراة المغرب وفرنسا. وعقب المباراة كتب بايدن على تويتر قائلا: “تشرفت بمشاهدة مباراة المونديال مع رئيس الوزراء المغربي أخنوش”. وأضاف الرئيس الأمريكي في تغريدته: “بغض النظر عن الفريق الذي تدعمه ، فإن ما حققه هذا الفريق – المغرب – لا يصدق”.

مشاعر حزن وفخر بين مشجعي المغرب

كان المشجعون المغاربة، الذين تجمعوا في جميع أنحاء المغرب وفي أوروبا وفي قطر، المستضيفة لبطولة كأس العالم، يأملون في التغلب على المستعمرين السابقين لبلادهم. لكن الأمر لم يكن يتعلق بهدفي ثيو هيرنانديز وكيليان مبابي حيث وصل أبطال العالم إلى المباراة النهائية. قال مشجع في الدار البيضاء لبي بي سي “خسرنا لكننا فخورون جدا”. وقال العديد من المشجعين الذين شاهدوا المبارة إنهم يعتقدون أن مسيرة فريقهم في كأس العالم في قطر كانت مجرد بداية لمستقبل واعد للاعبي كرة القدم المغاربة. وفي أقدم مقهى في الدار البيضاء، أصبح المشجعون محبطين بشكل متزايد لأن فريقهم عانى من أجل تسجيل هدف ضد فرنسا.

كما شاهد مشجعون مغاربة المباراة في خيمة كبيرة أقيمت في ساحة المركز الثقافي “كازا عربي” في العاصمة الإسبانية مدريد. ووُزعت وجبات خفيفة مغربية تقليدية بينما كان المشجعون يهتفون لفريقهم. قالت إيناس، معلمة من مدينة الريف المغربية، وتدرس اللغة الإنجليزية، وكانت ترتدي قميص المنتخب المغربي، لبي بي سي: “رغم كل شيء، أنا فخورة بمتخبنا”. وأضافت “لقد تخطى تمثيلهم لنا كرة القدم، لقد قدموا لنا انتصارا رمزيا من نواح كثيرة، كالاهتمام الدولي والاحترام الذي قدموه لنا.” أما منير، عامل في محطة وقود تعود أصوله إلى مدينة الدار البيضاء، فقد كان يهتف مع مجموعة من أصدقائه طوال المباراة. وعلى الرغم من أنه كان مستاء عندما سُجل هدف فرنسا الثاني، إلا أنه كان لا يزال متفائلا”. وقال عن وصول المنتخب المغربي لدور نصف النهائي “هذا حدث يحدث مرة واحدة في العمر. حتى أطفالنا لن يشهدوا هذا مرة أخرى. إنه يعنى لنا كل شيء”.

وفي منطقة كريكلوود، شمال غربي لندن في المملكة المتحدة، هتف المشجعون المغاربة هتافات فخر وفرحة كبيرة عند سماعهم صافرة نهاية المباراة. وشعر المشجعون المغاربة هناك بفخر كبير بأداء فريقهم. ببينما كانوا يشاهدون المباراة وهم يلتحفون البطانيات ويشربون الشاي ويدخنون الشيشة بسبب برودة الجو. وفي مقهى بريغو في منطقلة أخرى في لندن، قال توانسة وجزائريون ومصريون كانوا يشاهدون المبارة “كلنا أمة واحدة”، وقال أحد المشجعين إنه يعتقد أن البطولة في قطر كانت أفضل بطولة كأس العالم على الإطلاق ووحدت الشتات العربي في لندن.

الغارديان: صعود المغرب حطم صورا نمطية

اهتمت الصحف البريطانية بقصة نجاح ووصول المنتخب المغربي إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم، التي تستضيفها قطر. ففي صحيفة الغارديان، كتبت آينا جي خان مقالا بعنوان “صعود المغرب السريع في كأس العالم يساعد على تحطيم صور نمطية”. وافتتحت الكاتبة المقال بمنشور للاعب المنتخب المغربي أشرف حكيمي كتب فيه عبارة “أنا أحبك يا أمي” تحت صورة لوالدته “سعيدة مو” وهي تقبله على خده بعد ركلة جزاء حاسمة ضد إسبانيا في دور الـ16. وقالت الكاتبة: “ستكون هذه واحدة من الصور الدائمة لكأس العالم في قطر”. وأشارت خان إلى أنه مثل العديد من أمهات منتخب المغرب، لم تكن “مو” مجرد تابعة لنجاح ابنها، بل هي من ساعدت في تمويل طموحاته الكروية من عملها في مجال تنظيف المنازل بينما كان زوجها يعمل بائعا متجولا في مدريد.

ونقلت الغارديان عن حكيمي قوله، في مقابلة مع موقع بوندزليغا دوت كوم: “اليوم، أناضل كل يوم من أجلهما. لقد ضحيا من أجلي”. وتقول خان إنه وسط غياب التمثيل الإيجابي لرجال مسلمين من أصول عربية وأمازيغية وأفريقية عادة في أغلب نهائيات كأس العالم، فإن صور حكيمي ومقاطع فيديو للمهاجم سفيان بوفال وهو يرقص مع والدته ويثبت حجابها بعد الفوز في دور ربع النهائي على البرتغال يوم السبت هي أكثر من مجرد صورة حققت انتشارا سريعا. لقد أصبحت رمزا قويا لأهمية الأمهات في هذه الثقافات المعنية.

وتنقل الكاتبة عن لينا دوكي، لبنانية كندية تلعب ابنتها البالغة من العمر 10 سنوات الكرة بشكل تنافسي: “هذه اللفتة الجميلة للاعبي المغرب تبعث برسالة إلى العالم مفادها أن هؤلاء الأمهات، الأمهات العربيات المسلمات، ينتمين إلى هناك، في قلب احتفالات كأس العالم”.

وتشير الكاتبة إلى أن صعود المغرب طرح تساؤلات حول صور نمطية تتعلق بمفهوم الذكورية والإسلام، علاوة على فكرة كرة القدم للرجال خارج أوروبا وأمريكا الجنوبية. كما تحدثت الكاتبة عن حضور العلم الفلسطيني في ملاعب قطر، فقد رفعه الفريق المغربي على أرض الملعب بعد انتصاره على البرتغال. وانتشرت مقاطع فيديو لمشجعين فلسطينيين مؤيدين للمغرب في الشوارع في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة والقدس وقطاع غزة يحتفلون بإنجازات أسود الأطلس، بحسب ما نقلته الكاتبة.

وكان ظهور النساء في مدرجات كرة القدم في كأس العالم في قطر، والنساء المسلمات على وجه الخصوص، مفاجئا للبعض، بل إن كثيرين قالوا عنه “إنه تغيير عالمي للعبة”. وترى الكاتبة أن فكرة السماح لعائلات لاعبي المنتخب المغربي بالسفر في رحلة شاملة مع المنتخب المغربي إلى الدوحة جاءت من قبل مدير الفريق وليد الركراكي ورئيس الاتحاد الملكي المغربي لكرة القدم فوزي لقجع، وكان شيئا رائعا. وتختم الكاتبة بما قاله أحد المشجعين المسلمين البريطانيين من أصول باكستانية، سليم خان، عن المغرب ومونديال قطر “إنه يظهر حقا كيف أن الشغف بكرة القدم لا يقتصر على الغرب والأندية المشاركة في دوري أبطال أوروبا، أو الفرق الأمريكية. كرة القدم ملك للعالم”.

يمكنكم متابعة المزيد من أخبار و تحليلات عن الصحراء الغربية اليوم عبر موقع أفريقيا برس